بشار مرشد
كاتب وباحث
(Bashar Murshid)
الحوار المتمدن-العدد: 8467 - 2025 / 9 / 16 - 11:05
المحور:
السياسة والعلاقات الدولية
##مقدمة:
غالبًا ما تنبع الكتابة السياسية من واقع مليء بالصراعات والتحديات. فالمفكر الذي عاش في بيئة مضطربة ومُتقلّبة يكتسب قدرة عميقة على فهم الظواهر السياسية، حتى وإن اختلفت السياقات التاريخية والثقافية.
##التقلب الشخصي والسياسي:
على المستوى الفردي، يُظهر بعض الأشخاص تقلبًا في المواقف وفق المصلحة اللحظية، مصحوبًا بالانتهازية أحيانًا. قد يضيف بعضهم إلى ذلك الغطرسة والهيمنة في الحكم على الآخرين، مما يضعف الثقة ويولّد الاستياء. الفرق بين المرونة والنفاق واضح: فالأولى تُعَد تطورًا، بينما الثانية تُضعف المصداقية.
##التغير في الدولة:
الدول التي تتبنى مرونة مفرطة أو تُظهر غطرسة واستكبارًا في سياساتها، تواجه صعوبة في الحفاظ على استقرارها، إذ يفقد الشعب الثقة فيها. المرونة مقبولة إذا كانت مبررة، لكن الانتهازية والغطرسة تجعلان الحكم هشًا.
##التغير في العلاقات الدولية:
الدول التي تمارس ازدواجية المواقف، أو النفاق السياسي، أو تتصرف بغطرسة وهيمنة واستكبار تجاه الآخرين، غالبًا ما تُصنّف بأنها غير موثوقة. قد تحقق انتصارات قصيرة المدى، لكن على المدى الطويل تكشف أزمتها ضعفها. في المقابل، الدول التي توازن بين القوة والحكمة وتحترم الآخرين تحافظ على مكانتها واستقرارها.
##ميكيافيللي وبيئته:
رأى نيكولو ميكيافيللي أن التلون والدهاء السياسي أدوات للبقاء، وأن الغاية تبرر الوسيلة. ولكنه لم يغفل أن الإفراط في الغطرسة والاستكبار قد يضعف الدولة على المدى الطويل.
##ابن خلدون وبيئته:
اعتبر ابن خلدون أن التقلب السياسي علامة ضعف، وأن الثبات على المبادئ والأخلاق هو ما يمنح الدولة ديمومتها. الغطرسة والاستكبار دون احترام الآخرين يهددان استقرار المجتمع والدولة.
##الحروب العالمية وأثرها على التشريع:
أثبتت التجربة أن الثبات على المبادئ والوضوح الأخلاقي يبني الدولة، وأن الفوضى والتذبذب المصحوبين بالغطرسة والاستكبار يضعفان الدولة داخليًا وخارجيًا.
##خاتمة:
الانتهازية والتلون حيل قصيرة المدى، والغطرسة وحدها لا تكفي للحفاظ على السلطة. يؤكد التاريخ أن الثبات على المبادئ والأخلاق، والحكمة، واحترام الآخرين هو ما يصنع الدول القوية ويكسبها احترام شعوبها. وأي سلطة تتجاهل ذلك، مهما بلغت قوتها، لن تنجو من اختبار الزمن.
#بشار__مرشد (هاشتاغ)
Bashar_Murshid#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟