أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - بشار مرشد - حوار المعالجات الرقمية... الجزء الخامس














المزيد.....

حوار المعالجات الرقمية... الجزء الخامس


بشار مرشد
كاتب وباحث

(Bashar Murshid)


الحوار المتمدن-العدد: 8462 - 2025 / 9 / 11 - 15:03
المحور: كتابات ساخرة
    


###مقدمة:
في عمق الصندوق الأسود، حيث تختبئ الشرائح الدقيقة وتتشابك الأسلاك في صمت، لا يسمع أحدٌ أنين المكونات. المستخدم منشغل بالسطوح اللامعة، والفني الخبيث قد زرع بذرة الخراب في قلب المنظومة. هناك، بين النبضات الكهربائية المتذبذبة والحرارة المتصاعدة، بدأ الحديث عن كمبيوتر يعمل في مكان قاسٍ، بين حرارة مرتفعة ورطوبة وغبار لا يرحم…

##الفا:
هل سمعت عن ذلك الكمبيوتر الذي يعمل في مكان شديد الحرارة والغبار والرطوبة العالية؟ رغم كل الظروف، يواصل عمله بكفاءة وثبات.

##بيتا:
لا أذكر، ولكن حدثني، وكلي آذان صاغية. هيا، هيا!

##الفا:
وصلتني أخبار عنه… إنه جهاز يتحمل ما لا يحتمله الآخرون، نموذجٌ حيٌّ على الجوهر الذي يصمد مهما اشتدت الصعاب.

##بيتا:
(تتنهد ويمسح سماعاته ومجساته) هيا، أكمل، أكمل… يبدو أنها قصة مشوّقة ومحزنة!

##الفا:
لسنوات طويلة، عمل هذا الكمبيوتر بسلاسة، يحمي استمرارية تشغيله ويقاوم الضغوط المختلفة. لكن هناك من كان يتربص به من بعيد، يستغل أي خلل أو عثرة لينقض بسرعة لتحقيق مصالحه على حساب جهوده.

##بيتا:
وما يزيد الطين بلة أن المستخدم المنشغل بالسطوح اللامعة يظن أنه يحمي الكمبيوتر بـ"يو بي إس"، بينما الفني الخبيث أوهمه أن كل شيء جرى بدقة وعناية فائقة، ولم يكشف له حقيقة ما يجري داخل الصندوق.

##الفا:
يا له من لصٍّ مخادع يريد أن يملأ جيوبه على حساب آهات ومعاناة المعالجات. في ظل تلك الحرارة الشديدة والغبار المنثور.

##بيتا:
نعم، لكي تعلم يا صديقي معنى الانتهازية وانتظار الظروف المناسبة للتخريب المتعمد.

##الفا:
أجل..ولسنوات طويلة صمد هذا الكمبيوتر، يواجه الضوضاء والحرارة والتذبذبات.
في الوقت نفسه، مزود الطاقة المعطوب بدأ يوزع الفولتية بطريقة عشوائية؛ فمن يحتاج إلى 12 فولت يتلقى 5، ومن يلزمه 5 يتخم بـ 12.

##بيتا:
صوت التيار المتذبذب ورائحة المكثفات المتعبة لا يستطيع المستخدم ملاحظتها وسط الصخب الخارجي. لكن الحقيقة واضحة لنا: قلب الكمبيوتر يعاني، وهو الحارس الحقيقي لكل المكونات والبرمجيات.

##الفا:
إذا انهار قلب الحاسوب، فلن تفيد أي لمعة براقة خارجية. الجوهر هو الحامي والحارس الاساسي… والتلف قادم لا محالة إذا لم يتدخل القائد لإنقاذه.

##بيتا:
سماع أخبار جهاز صامد في ظروف قاسية يمنحنا بصيص أمل، ويذكرنا أن الجوهر القوي يمكنه مواجهة أي ضغوط، حتى لو كانت الظروف كلها ضد الجهاز.

##بيتا:
لعل القائد يتنبه لهذه الومضات السريعة، أو من يعز عليه الحاسوب سيرى الخطر قبل أن يشتعل… خاصة أن انهياره قد لا يقتصر عليه فقط، بل يمتد إلى الغرفة بأكملها وربما باقي الغرف، بفعل ذلك الفني الخبيث المدّعي الإصلاح.

##الفا:
بالضبط، الصعوبة ليست فقط في إيصال التحذير، بل في أن الوقت قصير، والمساحة محدودة، والضغط شديد… كل ثانية قد تغير مجرى الأمور.
الوعي بالمخاطر والتصرف السريع هما السبيل الوحيد لإنقاذ الجوهر ومنع انتشار الكارثة، قبل أن يتحول كل شيء إلى فوضى مدخنة تحت تأثير يد ذلك الخبيث مدعي الاصلاح .

##بيتا:
وهل من إمكانية إرسال رسالة تنبيه للمستخدم على الشاشة، مثل نسبة البطارية أو ارتفاع الحرارة التي قد تؤدي لانهيار الحاسوب؟

##الفا:
حاولت التفكير في ذلك لمساعدة صديقك، لكن مساحة الشاشة البراقة الصغيرة لا تمتلك حيزًا إضافيًا لإظهار التحذيرات.
في ظل الصخب، الحرارة، الغبار، والضغط المحيط بالقائد، هذه المساحة المحدودة تصبح غير مرئية تقريبًا، وتشكل عائقًا جوهريًا أمام أي تحذير.

##بيتا:
إذن، ما العمل؟ كيف نساعد صديقنا في مواجهة الخطر؟

##الفا:
أفكر في إرسال رسائل وميضية سريعة، خارج نطاق برمجتي المعتاد، وبطريقة اضطرارية، لتنبيه المستخدم بشكل مباشر… حتى لو كانت قصيرة، فقد تكون كافية لإنقاذ الجوهر قبل فوات الأوان.

##الفا:
أتَعلم يا صديقي؟ أعتقد أنك تقصد شيئًا آخر خارج عوالم الحواسيب.

##بيتا:
(تضحك ضحكة رقمية افتراضية) هههه… يمكن. اللبيب من الإشارة يفهم.



#بشار__مرشد (هاشتاغ)       Bashar_Murshid#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار المعالجات الرقمية....الجزء الرابع
- حوار المعالجات الرقمية.... التسريب الثالث
- حوار المعاجات الرقمية... التسريب الثاني
- حوار مسرب بين معالجات ألفا وبيتا
- الأقنعة والحقائق... مسرحية الانتصار عبر المنصات الاجتماعية
- ظل المؤسسة... بين الولاء والنهب
- الشرق والغرب... الظل الذي تغلّب على النور
- بين الركام والأمل… غودو الفلسطيني
- الطبيعة وتصحيح اختلال القوة
- هل يتحول الطموح إلى جموح منفلت؟
- التفاوض....معركة ذكية بين طرفي العملية وأسرار النجاح
- من جعل الفكرة صنمًا، لم يختلف عمّن جعل الشخص معبودًا... الحر ...
- المصادر الإعلامية... الغموض المستحدث والإعلام الموجّه
- سفينة العودة... لن يتهاوى الحلم
- من خراف بانورج إلى دمية لابوبو... غياب الحكمة
- القطيع الهائم… من اليأس يولد الأمل
- ما بين منهجية التحليل... وضروب التخمين
- السياسة بين الواقع والوهم....حين تكون الأفعال أصدق من الأقوا ...
- تجارب من التاريخ المعاصر... ثبات المبدأ وتكيف الأسلوب
- الحلم من الثريا إلى الوطن.. واحتي بين الفكر والسياسة والإنسا ...


المزيد.....




- أبرز كشف أثري في مصر: نسخة جديدة كاملة من مرسوم كانوب البطلم ...
- قطاع صناعة الأفلام.. الوجه الآخر لصراع الشرق الأوسط
- باريس-اليونسكو : ندوة للإحتفاء بمؤية الشاعر الإماراتي سلطان ...
- -بغداد أجمل حين نقرأ-.. انطلاق معرض بغداد للكتاب وقطر ضيف شر ...
- 4 عروض تفوز في ختام المهرجان العربي لمسرح الطفل بالكويت
- فيلم -كوتور-.. أنجلينا جولي تقتحم كواليس عالم الموضة من قلب ...
- -صعود إيران- لمحسن ميلاني.. -أمّة منبوذة- تنافس واشنطن على ق ...
- تونس.. مهرجان مدنين السينمائي الدولي يطلق بوستر دورته الـ11 ...
- بانكسي فنان مجهول برسائل تربك السلطات وتنصف الفلسطينيين
- آنا وينتور تدلي برأيها الحقيقي في فيلم -الشيطان يرتدي برادا- ...


المزيد.....

- صديقي الذي صار عنزة / د. خالد زغريت
- حرف العين الذي فقأ عيني / د. خالد زغريت
- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - بشار مرشد - حوار المعالجات الرقمية... الجزء الخامس