أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - بشار مرشد - الأقنعة والحقائق... مسرحية الانتصار عبر المنصات الاجتماعية














المزيد.....

الأقنعة والحقائق... مسرحية الانتصار عبر المنصات الاجتماعية


بشار مرشد
كاتب وباحث

(Bashar Murshid)


الحوار المتمدن-العدد: 8459 - 2025 / 9 / 8 - 16:02
المحور: المجتمع المدني
    


##المقدمة: مسرح العصر الرقمي:
ما يحزننا اليوم في ظل عالم المنصات الرقمية والتواصل الاجتماعي، أنها باتت مسرحًا واسعًا يُعرض فيه كل شيء: مناقشات جادة، جدالات سطحية، ومناكفات تتخللها لحظات من التسلية والتمثيل. هنا، تتقاطع الوجوه الحقيقية مع الأقنعة الرقمية، وتتبدل القيم ليصبح الانتصار مجرد حب للظهور، لا جوهر للفضيلة.
هذا المقال يستعرض ظاهرة "مسرحية الانتصار" التي تحوّل الحوار إلى صراع على تصفيق الجمهور المزيف. سنسلط الضوء على الفاعلين الرئيسيين، والجمهور، وأدوات التعامل الذكي، لفهم لماذا يستمر الناس في الانجرار وراء هذه الدراما، التي يصفق فيها الجمهور للطرفين دون الالتفات لفحوى السجال.
##الفصل الأول: المتبارزون ودوافعهم:
في فضاء المنصات الاجتماعية، هناك فئة من المستخدمين تبدو في ظاهرها صوت الحق والمدافع عن الفضيلة، لكنها غالبًا تتحرك بدوافع مختلطة:
البحث عن التقدير والظهور: إثبات الوجود والقدرة على التأثير، حتى لو لم يكن الهدف حماية قيمة حقيقية.
*وهم الفضيلة: الاعتقاد الدائم بأن التصرف من موقع الفضيلة، بينما الأفعال قد تكون مجرد صراع على الانتباه.
*الاستجابة للتفاعل: كل إعجاب أو إعادة نشر يضيف شعورًا بالانتصار الوهمي، مما يحفز على الاستمرار في الجدال.
*اللعب بالدراما: تحويل النقاشات إلى مسرحيات قصيرة لإظهار البطل أو الفاضل، بدل الحوار الحقيقي.

##الفصل الثاني: الجمهور... تصفيق صامت يغذي المسرحية
ليس كل من يشارك طرفًا مباشرًا، فالمتابعون غالبًا متفرجون يؤثرون بطريقة غير مباشرة:
التصفيق المتناقض: يصفقون للطرفين بلا تفكير، مما يبقي الجدال مستمرًا.
التسلية والفرجة: يتفاعلون من أجل المتعة العاطفية، لا من أجل المضمون.
التعليقات السطحية: تعليقاتهم تزيد من رغبة المتبارزين في الظهور.
التناقض البشري: دعم الوسطية والتسامح في الوقت ذاته الذي يزيدون فيه من حدة الجدالات، وهذا يعكس الطبيعة المزدوجة للبشر.

##الفصل الثالث: أدوات التعامل الذكي
في هذا المسرح الرقمي، يتطلب الأمر حكمة في التعامل، ومن أهم الأدوات الذكية:
الوسطية والتوازن: حافظ على هدوئك وعدم الانجرار وراء الانفعال.
التلميح الذكي: إيصال الأفكار بطريقة غير مباشرة، مثل طرح الأسئلة أو الأمثلة القصصية، بدلاً من المواجهة الصريحة.
*الصمت الواعي: أحيانًا يكون عدم الرد أفضل وسيلة لحماية ذاتك من الجدال الاستعراضي، فالانسحاب لا يعني الهزيمة، بل هو إدارة ذكية لطاقتك.
*الوعي بتأثير الجمهور: إشادة المتابعين لا تعكس الحقيقة دائمًا، فلا تنجرف وراء الإشادة الزائفة.
*التوثيق الذاتي: الاحتفاظ بما يُكتب يحميك من سوء التفسير أو الاستخدام السلبي لكلماتك.

##الفصل الرابع: التحليل النفسي والاجتماعي.. لماذا تستمر المسرحية؟
تستمر هذه المسرحية الرقمية لعدة أسباب نفسية واجتماعية:
حب المكانة: البشر يسعون لإثبات وجودهم، والمنصات تمنحهم منصة لذلك.
الإشباع النفسي: الشعور بالانتصار، حتى لو كان وهميًا، يحفز العودة المتكررة.
الانجذاب للدراما: الصراع والجدال يجذب المشاهدين ويزيد التفاعل.
تكرار الأنماط التاريخية: الجدالات الرقمية ليست سوى انعكاس لتفاعلات بشرية قديمة، مضاعفة بوسائل الانتشار الحديثة.

##الخاتمة: بين القناع والجوهر
المنصات الاجتماعية هي مسرح حي لكل تناقضاتنا. وهنا يكمن الوعي في استخدامها، وفي تمييز الجوهر عن القناع.
تذكر أن الانتصار الحقيقي هو القدرة على التواصل وبناء العلاقات، لا ساحة حرب المناكفات والجدال العقيم. فالمسرحية الرقمية تكشف طبيعتنا، لكنها تمنحنا فرصة ثمينة لحماية جوهرنا وضبط طاقتنا، لنكون حاضرين بوعي، لا مهرجين في عرض متواصل، أو مصفقين لبراعة التهجم والتهكم.
فلنجعل حضورنا على المنصات الرقمية فرصة للتواصل الواعي، لا للانغماس في تمثيل الصراع، ولنحمي جوهرنا وسط ضجيج المسرحية.



#بشار__مرشد (هاشتاغ)       Bashar_Murshid#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ظل المؤسسة... بين الولاء والنهب
- الشرق والغرب... الظل الذي تغلّب على النور
- بين الركام والأمل… غودو الفلسطيني
- الطبيعة وتصحيح اختلال القوة
- هل يتحول الطموح إلى جموح منفلت؟
- التفاوض....معركة ذكية بين طرفي العملية وأسرار النجاح
- من جعل الفكرة صنمًا، لم يختلف عمّن جعل الشخص معبودًا... الحر ...
- المصادر الإعلامية... الغموض المستحدث والإعلام الموجّه
- سفينة العودة... لن يتهاوى الحلم
- من خراف بانورج إلى دمية لابوبو... غياب الحكمة
- القطيع الهائم… من اليأس يولد الأمل
- ما بين منهجية التحليل... وضروب التخمين
- السياسة بين الواقع والوهم....حين تكون الأفعال أصدق من الأقوا ...
- تجارب من التاريخ المعاصر... ثبات المبدأ وتكيف الأسلوب
- الحلم من الثريا إلى الوطن.. واحتي بين الفكر والسياسة والإنسا ...
- جائحة الفيتو... وسكسونيا النظام الدولي
- الثريا في صحراء الظلام… الغاية التي لم تُدرك بعد
- الغرق في بحر الشعارات…
- الأفلاطونيون... صدى التفهيق في دهاليز السياسة والحكم
- المناورة في الغابة ... واستراتيجية الدفاع الرباعية


المزيد.....




- عائلة أبو الهيجا.. صورة مصغرة لنكبة الأسرى الفلسطينيين
- الحفاظ على استمرارية وفعالية حراك السفارات لدعم قضية المعتقل ...
- قرار قضائي نهائي ضد تجويع الأسرى الفلسطينيين بالسجون الإسرائ ...
- المفوض الأممي لحقوق الإنسان: المجتمع الدولي خذل الفلسطينيين ...
- إسرائيل تُعلن اعتقال شخص من القدس الشرقية للاشتباه بضلوعه في ...
- حملة بريطانية-فلسطينية تطالب بالتحقيق مع رئيس حكومة الاحتلال ...
- إكسترا نيوز: قوافل الإغاثة المصرية تواجه عراقيل إسرائيلية مس ...
- مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان: المجتمع الدولي خذل الفلسطي ...
- 83 مليون دولار تضع -ذا كونجورينغ: لاست رايتس- في صدارة شباك ...
- القتل الجماعي والتدمير الواسع وسيلة الاحتلال الوحشية لتهجير ...


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - بشار مرشد - الأقنعة والحقائق... مسرحية الانتصار عبر المنصات الاجتماعية