بشار مرشد
كاتب وباحث
(Bashar Murshid)
الحوار المتمدن-العدد: 8456 - 2025 / 9 / 5 - 10:40
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
كثيرًا ما يتشبّث الناس بالأفكار كما لو كانت حقائق مطلقة، ويغفلون أن جوهر الاعتقاد، حتى الديني، هو التأمل والبحث في الكون والخلق. قصة سيدنا إبراهيم ـ عليه السلام ـ في سعيه لاكتشاف ربه تجسّد روح التساؤل والتفكير المستقل المستنير، حيث يبدأ البحث من التساؤل وليس من القبول الأعمى.
إن الدفاع الأعمى عن فكرة أو شخص يحول العقل إلى قيد، ويجعل البحث عن الحقيقة صراعًا للانتصار بدل رحلة للاكتشاف. فالباحث عن الحقيقة يُصغي للتجارب المتنوعة، ويَمنح كل فكرة فسحة من التأمل.
إن الفكرة أو الشخص قابلان للخطأ والصواب، أو للتغير بتغير الأشخاص والأحداث، ومن يتشبث بهما بلا نقد يصبح عبدا لهما، بينما من يقلب الرؤى ويصغي للعقول يجد نفسه في رحاب الفهم الحقيقي. المدافع عن فكرة أو شخص يصبح محاربات بأجر ، أما الباحث عن الحقيقة فهو الحكيم، الذي يجعل التجربة والملاحظة وسيلته لفهم أعمق للحياة والكون.
رحلة البحث عن الحقيقة تشمل كل المجالات والصعد، الفكرية والفلسفية والدينية والعلمية والاجتماعية. فكم من الأفكار التي عبدت كالأوثان، وتبين فيما بعد أنها مجرد رأي لشخص تائه لم يهتدِ إلى الحقيقة!
بهذا الأسلوب، يتحول التفكير من مجرد دفاع عن فكرة أو شخص إلى رحلة حقيقية نحو الحكمة، حيث يصبح البحث عن الحقيقة هدفًا ساميًا، والعقل فيها مرشدًا لا يَسْجُنُهُ الجمودُ والتخلفُ، فلا تجادل من يدافع عن فكرة، بل ادعُه إلى البحث عن الحقيقة. ولا تُناظر من يلقي موعظة، بل قُدْهُ إلى الحكمة.
#بشار__مرشد (هاشتاغ)
Bashar_Murshid#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟