أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - بشار مرشد - السياسة بين الواقع والوهم....حين تكون الأفعال أصدق من الأقوال














المزيد.....

السياسة بين الواقع والوهم....حين تكون الأفعال أصدق من الأقوال


بشار مرشد
كاتب وباحث

(Bashar Murshid)


الحوار المتمدن-العدد: 8453 - 2025 / 9 / 2 - 11:31
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


##مقدمة:
في عالم اليوم شديد التقلب، حيث تختلط الشعارات بالشاشات، والقرارات بالمصالح العابرة، لا تكفي الكلمات الجميلة أو الخطابات الرنانة لبناء دولة حقيقية. فالسياسة الحقيقية تُرى في الطرق المعبّدة، في المصانع المنتجة، في الجامعات المزدهرة، وفي مراكز الأبحاث التي تُبدع وتُصدر. هي ليست وعدًا ولا نية، بل أثر ملموس في حياة الناس، داخليًا وخارجيًا.
والسياسة والدبلوماسية: مفهومان متداخلان لا متطابقان،
فالسياسة مصطلح واسع يُعنى بإدارة شؤون الدولة وتحقيق مصالحها، بينما الدبلوماسية هي إحدى أدواتها، وتُستخدم غالبًا في المجال الخارجي للتفاوض وبناء العلاقات. السياسة وتُمارس داخل الوطن وخارجه، أما الدبلوماسية فهي واجهة السياسة الخارجية، لكنها لا تمثّل جوهرها الكامل.

أن السياسي الحقيقي هو من يصنع التوازن بين الداخل والخارج، أما الدبلوماسي فهو من يُتقن مخاطبة الآخر. ولكن لا فائدة من دبلوماسية لبقة إذا كانت السياسة الداخلية خاوية من الإنجازات.

##مدخل: جناحان للسياسة — داخلي وخارجي:
للسياسة جناحان لا ينفصلان: جناح داخلي، يُعنى ببناء الوطن وخدمة المواطن؛ وجناح خارجي، يُعنى بعلاقات الدولة مع غيرها من الدول. هذان الجناحان متكاملان، فنجاح الداخل يُقوي الخارج، وهيبة الخارج ترتد إيجابًا على الداخل.
وعندما يتحدان، يُحلّقان بالدولة إلى العلو، في مسار متوازن يفتح آفاقًا للنمو والهيبة والنفوذ.

أولًا: السياسة الداخلية — إنجازات ملموسة لا شعارات جوفاء
السياسة الداخلية تُقاس بمدى قدرة الدولة على بناء بنى تحتية متينة، وتوفير خدمات صحية وتعليمية متميزة، وإقامة مراكز أبحاث تشجع الابتكار. كما تُقاس بمدى نجاحها في تحفيز النمو الاقتصادي، وجذب الاستثمارات، وتشغيل وتطوير الأيدي العاملة، والقضاء على البطالة.
كل هذه الجهود تنعكس مباشرة على دخل المواطن واستقراره وأمنه، وتُرسّخ أساس التماسك الداخلي.

ثانيًا: السياسة الخارجية — الهيبة والقوة لا تُمنح بل تُكتسب
مكانة الدولة في الخارج لا تُبنى على التصريحات أو التغطية الإعلامية فقط، بل على ما تملكه من إمكانات اقتصادية وصناعية وعلمية وتقنية. السياسة الخارجية هي انعكاس مباشر لقوة الدولة الحقيقية وما تقدمه للعالم.
التحالفات لا تُبنى على العواطف أو المجاملات، بل على المصالح. وكلما تغيرت هذه المصالح، تغيرت معها العلاقات والتحالفات. السياسة لا تعرف المشاعر، فهي لغة مصالح باردة، بلا قلب أو عاطفة.

الهيبة والقوة لا تأتيان بالتمني أو الدعاء، بل بالعمل الجاد والإنتاج الحقيقي.كما أن العمل يتطلب سعيًا وجهدًا واستثمارًا مستمرًا للطاقات، لا انتظارًا للأمنيات.

أن دور الشعب شريك لا ثانوي في صناعة القرار
والسياسة ليست مسؤولية الدولة وحدها، بل هي مرآة ونتيجة وعي شعوبها، فالمواطن الواعي هو شريك أساسي في صناعة القرار، ومراقبة نتائج السياسة وأثرها، ودفع عجلة الإصلاح والبناء.

فإن وصول هذا الوعي إلى مستواه المطلوب يتطلب تعاونًا مشتركًا بين التعليم، والأسرة، والدولة، حيث تتحمل المؤسسات التعليمية مسؤولية التثقيف، وتلعب الأسرة دورًا في تنشئة القيم والوعي، بينما تضع الدولة السياسات الداعمة لهذه العملية.

كما أن غياب هذا التكامل يضعف فاعلية السياسة مهما كانت نوايا القائمين عليها وتكامل جناحي السياسة: مفتاح الهيبة والنفوذ
فحين يتكامل جناح السياسة الداخلية مع جناحها الخارجي، تُولد الدولة القوية القادرة على فرض مكانتها. الداخل الناجح يمنح السياسة الخارجية مصداقية، والخارج المؤثر يفتح أبواب الدعم والفرص والاستقرار.

الهيبة لا تأتي من فراغ، بل من اتحاد البناء الداخلي مع الفعل الخارجي.
كل دولة عظيمة في التاريخ لم تكتفِ بالقوة العسكرية أو العلاقات الدبلوماسية، بل بنت شعبها من الداخل، وقدمت شيئًا ملموسًا للعالم.


##الخلاصة:
السياسة ليست مهنة تنظيرية ولا ساحة خطابة، بل منظومة عمل داخلي وخارجي تتكامل لتصنع كيان الدولة الحي. من لا يزرع، لا يأكل. ومن لا يصنع، لا يُحترم. ومن لا يعمل، لا يُحسب له وزن في عالم المصالح.

"لا خير في أمة تأكل مما لا تزرع، وتستخدم ما لا تصنع."

هي دعوة للفعل لا القول، للبناء لا التبرير، وللصعود لا الاستجداء.



#بشار__مرشد (هاشتاغ)       Bashar_Murshid#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تجارب من التاريخ المعاصر... ثبات المبدأ وتكيف الأسلوب
- الحلم من الثريا إلى الوطن.. واحتي بين الفكر والسياسة والإنسا ...
- جائحة الفيتو... وسكسونيا النظام الدولي
- الثريا في صحراء الظلام… الغاية التي لم تُدرك بعد
- الغرق في بحر الشعارات…
- الأفلاطونيون... صدى التفهيق في دهاليز السياسة والحكم
- المناورة في الغابة ... واستراتيجية الدفاع الرباعية
- ما بين الوطن والوطنية… كرامة أم تضحية؟ استبدال العدل بالمساو ...
- المناورة.... واستراتيجية الاحتلال في رباعية الحرب
- حماية المؤسسات: كيف تبني الكفاءة والنزاهة سدًا ضد الفساد وال ...
- الصداقة النادرة .. في زمن المصالح العابرة
- العالم الرقمي.. تواصل وحوار أم تهجّم وصراع؟
- الاستقلال والسيادة الحقيقية... هل تُبنى أم تُعطى؟


المزيد.....




- مشروب يكشف عن مصيرك..طقوس القهوة التركية تتحدى الزمن
- بعد استكماله فترة النقاهة.. ماجد المهندس يعود لاستئناف نشاطه ...
- هيفاء وهبي تتألق بفستان زفاف على ضفاف بحيرة كومو في إيطاليا ...
- موضة ورقص..ديمة قندلفت تخطف الأنظار بإطلالة فلامنكو اسبانيّة ...
- خوف يسود شوارع غزة.. شاهد ما حدث لحظة فرار أم مع طفليها وسط ...
- حصيلة زلزال أفغانستان ترتفع إلى 1200 قتيل وتحذيرات من تأثر م ...
- بتبني سرديتهم.. دعم ماسك لشعبويي ألمانيا في انتخابات كولونيا ...
- -لن يبقى أحد لنقل ما يحدث في غزة-.. جوناثان داغر يتحدث عن رس ...
- شركة -نستله- تقيل رئيسها التنفيذي لإقامته -علاقة عاطفية غير ...
- قرويون في أفغانستان ينتظرون المساعدات بعدل زلزال مدمر راح ضح ...


المزيد.....

- النظام الإقليمي العربي المعاصر أمام تحديات الانكشاف والسقوط / محمد مراد
- افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار ... / حاتم الجوهرى
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - بشار مرشد - السياسة بين الواقع والوهم....حين تكون الأفعال أصدق من الأقوال