بشار مرشد
كاتب وباحث
(Bashar Murshid)
الحوار المتمدن-العدد: 8457 - 2025 / 9 / 6 - 14:01
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
##مقدمة:
كثيرًا ما نسمع أن التاريخ يُكتبه الأقوياء، وأن القوانين تصوغها القوى المنتصرة، لا العدل. غير أن المراقب لحركة التاريخ وسير الحضارات يدرك أن دوام الحال من المحال، وأن للطبيعة دورًا غير معلن، لكنه جوهري، في إعادة التوازن وتصحيح اختلالات القوة.
##الجوهر:
ليست القوة العسكرية ولا الهيمنة الاقتصادية وحدهما ما يُحدث التغيير، بل هناك مفعول عميق لقوانين غير مرئية، تتجاوز إرادة الإنسان، وتفرض نفسها في لحظات فارقة. الطبيعة – بتقلباتها، وأزماتها، وتحدياتها – تتدخل عندما يطغى أحدهم أو تستفحل الفجوة بين المستضعفين والمتسلطين.
ولئن قلنا إن الطبيعة تعيد التوازن وتتكفل بتبديل الحال، فإننا لا نعني بذلك أنها قوة مستقلة قائمة بذاتها، بل يمكن النظر إليها على أنها أداة أو منظومة تعمل وفق قوانين خُطّت بإرادة الخالق، الذي جعل لكل شيء قدرًا، ولكل فعل نتيجة. فالتغيرات، والتحولات، وحتى الاختلالات ليست خارج النظام، بل جزء منه.
فمن سنن الحياة أن القوي لا يبقى قويًا إلى الأبد، ولا الضعيف يظل ضعيفًا. ومن عدالة الكون أن يُمهل ولا يُهمل. وقد تأتي لحظة، بفعل عامل بسيط – كموصل صغير في آلة – لتتوقف القوة عن العمل، ويبدأ الانقلاب.
##خاتمة:
من هنا، علينا أن نقرأ الواقع لا فقط بمنظار السياسة والاقتصاد، بل بعدسة أشمل ترى في اختلال التوازن إشعارًا بقرب التبدّل، وفي طغيان الهيمنة نذيرًا بقرب زوالها.
إن ما تفعله الطبيعة – أو لنقل ما يُسيّر الطبيعة من قوانين خفية – هو أشبه بعملية تصحيح هادئة لكنها حتمية. لا أحد يفلت من قبضتها، ولا منظومة تبقى خارج معادلاتها إلى الأبد.
وهذا، لعلّه، درسٌ متكرر في صفحات البشرية لمن أراد أن يعتبر.
#بشار__مرشد (هاشتاغ)
Bashar_Murshid#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟