بشار مرشد
كاتب وباحث
(Bashar Murshid)
الحوار المتمدن-العدد: 8465 - 2025 / 9 / 14 - 11:35
المحور:
كتابات ساخرة
##مقدمة:
في سوق القرية حيث الأصوات تتعالى والصفقات تتوالى، يعيش كل تاجر قصة وطموح، لكن هناك من يكون طمعه أكبر من كل البضاعة التي يملكها. في هذا السوق، حيث لا يتوقف الناس عن المفاوضة والمبالغة، نلتقي اليوم بتاجر لا يشبع، وحَمّال صامت يتحمل ما لا يحتمل. هنا تبدأ قصتنا…
##التاجر:
هيا يا صاح، اليوم علينا أن نزيد الحمولة، فالبيع يزداد! الأمس كان جيدًا، لكن اليوم… لنحمل أكثر، هيا هيا!
##الحَمّال:
… يا سيدي، ظهر الدابة متعب جدًا… والعربة متهاوية.
##التاجر:
هوهو، لا تقلق أيها المتذمر، فقط قليل من الدراهم وسيكون كل شيء على ما يرام، وستسير كالريح!
##الحَمّال (همس لنفسه):
كالريح؟ ظهرها ينحني بالفعل… والعربة ستتهاوى.
##الحَمّال (مبتسم ابتسامة مصطنعة):
حسنًا، حسنًا… الدراهم تصلح كل شيء.
##التاجر:
آه، لم نكمل بعد! ضع الصناديق الأخرى هنا، سأعطيك المزيد من الدراهم. كل شيء بأجر… أليس هذا منصفًا؟
##الحَمّال:
… لا بأس.
(العربة تبدأ بالقرقعة والصوت يعلو، الدابة تتلوى قليلاً)
##التاجر:
آه؟ ماذا هذا الصوت؟ الدابة تشتكي؟ لا تقلق، ستقاسمان الحمل… أنت تحمل قسمًا على ظهرك، هكذا نضمن عدم انكسار العربة!
##الحَمّال (يهمس في نفسه):
يا لمذلتي… ولكن ما العمل، ساتحمل، فالدراهم ستريحني بالنهاية.
…
##المارة:
يا إلهي… من قبل على هذا الظلم، صار شريكًا فيه! ومن صمت على الثقل… دُفع إليه الأثقل!
##التاجر:
هيا، شارك في العمل يا صاح، الشراكة الحقيقية لا تأتي إلا بالصبر! بل بالدراهم.
##الحادثة:
ولكن في منتصف الطريق تهاوت العربة وانكسر ظهر الحَمّال ووقت الدابة، وتناثرت الصناديق. وعلى صراخ التاجر الطماع: "بضاعتي! صناديقي! أموالي!"، انهال تهكم وضحكات المارة على المشهد.
##الحكمة (صوت الراوي، النهاية):
"قبول المذلّة… إقرار بالمزيد."
#بشار__مرشد (هاشتاغ)
Bashar_Murshid#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟