أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - بشار مرشد - النظرة السطحية للسياسة... سراب لبعض الكتاب والمحللين














المزيد.....

النظرة السطحية للسياسة... سراب لبعض الكتاب والمحللين


بشار مرشد
كاتب وباحث

(Bashar Murshid)


الحوار المتمدن-العدد: 8469 - 2025 / 9 / 18 - 10:17
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


مقدمة:
غالبًا ما تُقيَّم السياسة من خلال الأخبار اللحظية، البيانات الرسمية، أو التغطية الإعلامية، الأمر الذي يولّد ما يمكن تسميته بـ"السطحية السياسية". هذه السطحية تجعل الناس يظنون أنهم يفهمون الواقع السياسي بمجرد متابعة الترند أو الشعارات، بينما الحقيقة الميدانية والاستراتيجية أعقد بكثير.

النقاط الرئيسية لفهم الاستراتيجية:
1. بقاء الاحتلال أو الهيمنة مرهون بأسباب وجوده
أي مشروع احتلال أو نظام هيمنة يستمر طالما مبررات وجوده قائمة: الدعم الدولي، السيطرة على الأرض والسكان، والتحالفات الاستراتيجية. زوال هذه الأسباب يؤدي إلى تآكل قوته حتى لو بدا قويًا على المدى القصير.

2. التمويه الإعلامي واستغلال الثغرات لتعزيز الرواية
السيطرة على السرد الإعلامي واستغلال الثغرات هي أدوات أساسية لاستمرار المشروع. الأحداث، الرموز، أو أي مؤشرات يمكن توظيفها لتشكيل صورة عامة لصالح النظام، مع تضليل الجمهور عن الأهداف الحقيقية.

3. التركيز على الاستراتيجية الأساسية مع تغير التكتيك باستمرار
المشاريع الاستراتيجية الناجحة تركز على أهداف بعيدة المدى، بينما تتغير أساليب التنفيذ أو التكتيكات بحسب الظروف دون التأثير على الهدف النهائي. هذا يسمح للنظام بالمرونة في إدارة الأحداث والاستفادة من أي أزمة لتعزيز موقعه الاستراتيجي.

4. إظهار أهداف معلنة تتعارض مع الأهداف الحقيقية
كثير من الأنظمة تعلن أهدافًا رسمية أو شعارات علنية لتبرير سياساتها، بينما تظل أهدافها الحقيقية مركزة على السيطرة، الهيمنة، أو الاستفادة الاستراتيجية من الموارد والمواقع الحساسة. هذا التناقض يتيح للنظام إدارة الرأي العام وتحقيق مصالحه بعيدًا عن التدقيق المباشر.

الواقع العسكري والسياسي والقانوني:
الأنظمة التي تبني قوتها على الاحتلال أو الهيمنة غالبًا ما تمتلك قدرة على حسم المواجهات التكتيكية بسرعة، وتستثمر أي صراع لتعزيز موقعها الاستراتيجي. كما تخلق أدوات قانونية ومؤسسية تحمي وجودها، مثل توجيه الإجراءات القانونية نحو الأفراد بدلًا من الدولة، واستغلال الحماية الدولية لتعويض أي خسائر مؤقتة.

العلاقة بين التكتيك والاستراتيجية وحدودها:
السطحية السياسية غالبًا ما تركز على الأحداث اللحظية، بينما الاستراتيجية الحقيقية تتعلق بالحفاظ على الهيمنة على الأرض، الاعتماد على الدعم الدولي، واستغلال أي أزمة لتعزيز القوة على المدى الطويل. ومع ذلك، حتى أقوى المشاريع الاستراتيجية ليست مطلقة؛ فبقاءها مرتبط بأسباب وجودها الأساسية. زوال هذه الأسباب يؤدي إلى ضعفها أو انهيارها، بغض النظر عن مظاهر القوة اللحظية.

تعزيز التفكير النقدي لدى القارئ:
للقارئ الواعي، يصبح من الضروري التمييز بين الرواية الإعلامية والواقع الميداني، بين المكاسب التكتيكية المؤقتة والقوة الاستراتيجية الحقيقية، وبين الأهداف المعلنة والأهداف الفعلية للنظام. هذه القدرة على التمييز تمنح فهمًا أعمق وأكثر واقعية للسياسة والهيمنة، بعيدًا عن الانفعالات أو الشعارات.

الخلاصة:
التحليل الواقعي يجب أن يميز بين المكاسب الظاهرية والخسائر الرمزية، وبين القوة التكتيكية والقوة الاستراتيجية. الأنظمة التي تعتمد على الهيمنة تبدو قوية، لكنها تعتمد في استمرارها على شرط وجودها: الأسباب التي أبقتها قائمة، مثل دعم القوى الكبرى أو السيطرة على الأرض والموارد. زوال هذه الأسباب يؤدي إلى تآكل قوتها أو انهيارها، مهما بدت مظاهر القوة على المدى القصير.



#بشار__مرشد (هاشتاغ)       Bashar_Murshid#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ريشة ابن خلدون الثاقبة… تكشف زيف أقلام التلوين
- الصبر بين الفضيلة والانتظار القسري...مأساة الإنسان أمام الظل ...
- الانتهازية والغطرسة والنفاق... قراءة عبر العصور
- التواصل الاجتماعي كأداة استخباراتية… والوعي المفقود
- حوار المعالجات الرقمية...الجزء السابع
- قبول المذلّة… إقرار بالمزيد
- ندم شاهين ...وتهكّم الممعوط
- حين تتوحد الأعراق... ويتشرذم الأعراب
- الحرية الكَيِّسَة...والحياد الجَري
- حوار المعالجات الرقمية... الجزء السادس
- حوار المعالجات الرقمية... الجزء الخامس
- حوار المعالجات الرقمية....الجزء الرابع
- حوار المعالجات الرقمية.... التسريب الثالث
- حوار المعاجات الرقمية... التسريب الثاني
- حوار مسرب بين معالجات ألفا وبيتا
- الأقنعة والحقائق... مسرحية الانتصار عبر المنصات الاجتماعية
- ظل المؤسسة... بين الولاء والنهب
- الشرق والغرب... الظل الذي تغلّب على النور
- بين الركام والأمل… غودو الفلسطيني
- الطبيعة وتصحيح اختلال القوة


المزيد.....




- وسط تصاعد الاحتجاجات النقابية.. ميناء رافينا الإيطالي يرفض د ...
- فرنسا تحذّر إسرائيل من ضم الضفة الغربية وتكشف عن عشر دول ستع ...
- قاعدة باغرام: ماذا نعرف عن أكبر قاعدة جوية في أفغانستان يسعى ...
- نجل زين الدين زيدان يختار -الجنسية الرياضية الجزائرية- بدل ا ...
- -استفزاز جديد-.. الناتو يعترض مقاتلات روسية اخترقت أجواء إست ...
- ليلى شهيد عن الاعتراف بدولة فلسطينية: لا معنى لأي كلام دون و ...
- ليلى شهيد عن الاعتراف بدولة فلسطينية: لا معنى لأي كلام دون و ...
- نعيم قاسم يدعو السعودية -لفتح صفحة جديدة- وإنشاء جبهة ضد إسر ...
- هل تشعل صواريخ -باراك إم إكس- الإسرائيلية في قبرص مواجهة مفت ...
- الإليزيه يكشف عن 10 دول ستعترف بفلسطين الاثنين


المزيد.....

- النظام الإقليمي العربي المعاصر أمام تحديات الانكشاف والسقوط / محمد مراد
- افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار ... / حاتم الجوهرى
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - بشار مرشد - النظرة السطحية للسياسة... سراب لبعض الكتاب والمحللين