أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - بشار مرشد - الصبر بين الفضيلة والانتظار القسري...مأساة الإنسان أمام الظلم














المزيد.....

الصبر بين الفضيلة والانتظار القسري...مأساة الإنسان أمام الظلم


بشار مرشد
كاتب وباحث

(Bashar Murshid)


الحوار المتمدن-العدد: 8467 - 2025 / 9 / 16 - 17:04
المحور: القضية الفلسطينية
    


##مقدمة:
يقال إن الصبر مفتاح الفرج، لكن هذه القاعدة لا تكون مطلقة في كل الأحوال. فالصبر فضيلة حين يقترن بأفق واضح أو أمل يلوح في الطريق، ولو كان بعيدًا، لأنه عندها يتحول إلى قوة دافعة تحفظ التوازن النفسي وتمنح القدرة على الاستمرار.

##صبر بلا حدود:
لكن إن غاب الأمل أو انعدم مفتاح الفرج، يصبح الصبر فقط لإلهاء النفس بتحمل الموت لينسل ببطء وعذاب، أنه اشبه بآلة تتعرض للاحتكاك والحرارة الزائدة؛ فالاحتكاك يولد حرارة، والحرارة تسرع التلف، ومع تراكم الأحمال فتنهار تلك الآلة بغعل الاجهاد .

وإذا كان بأس الحديد لا يصمد أمام الاحتكاك والضغط، فكيف بالنفس البشرية التي تحمل ضعفها في مواجهة أثقال الحياة؟ إنها أوهن من المعدن، وأشد عرضة للتلف والانهيار إن طُلب منها صبر لا أفق له ولا ضوء في نهايته.

##تبريرات الخذلان:
واللافت أن أكثر من يدعون الناس إلى الصبر والصمود هم أولئك الذين ينعمون بالترف والراحة والتي لا تعاني أياديهم الناعمة خشونة الجفاف والألم ولم تكتوي ارجلهم حر الرمال ويتحدثون عن الصبر بلسان مغموس في الكلام المعسول، لكنهم لم يعرفوا جوعًا ينهك الجسد، ولا عطشًا يحرق الحلق، ولا بردًا يلسع العظام، ولا خيمة تأوي مشرّدًا، ولا مشهد دم يوقف مجزرة. كلماتهم لا تطعم جائعًا، ولا تروي ظمآنًا، ولا تداوي مكلومًا.
فصبري على المآسي نعم فضيلة!! ولكنها قسراً أما ادعائكم فهو عجزاً وتخاذلاً.

##وهنا نسأل:
وهل من صبر مفروض على شعوب العالم أكثر مما يعانيه الشعب الفلسطيني في القطاع المكلوم، والضفة التي تئن؟ إلى متى المجازر والتجويع والتشريد والحصار بكافة أنواعه، والحرمان من أبسط مقومات العيش؟

##الصبر على الأذى لا على الفناء:
إن هذه الظروف المفروضة تشبه الموت البطيء اليومي، موتًا للجسد والعزيمة والأمل، وليس موتًا سريعًا ينهي المعاناة فجأة، بل عملية مستمرة من الاستنزاف والتعب النفسي والجسدي. الصبر في هذه الحالة ليس فضيلة، بل مأساة مستمرة تثقل الروح والجسد، وتفرض على الإنسان أن يوازن بين التحمل والسعي لإيجاد المخارج، لأن القدرة على اتخاذ القرار في الوقت المناسب قد تكون أسمى من طول الانتظار.

##خاتمة:
وفي الختام فإن الصبر فضيلة حين يكون هناك أمل أو ضوء في نهاية الطريق، لكنه يتحول إلى مأساة حين يفرض على النفس بلا أفق للفرج. الأمثلة الواقعية، خصوصًا مع الشعب الفلسطيني في غزة والضفة، تذكرنا أن الصبر وحده لا يكفي، وأن البحث عن المخارج واتخاذ القرارات المناسبة، حتى في أصعب الظروف، هو ما يحفظ كرامة الإنسان ويمنحه القدرة على الاستمرار.



#بشار__مرشد (هاشتاغ)       Bashar_Murshid#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانتهازية والغطرسة والنفاق... قراءة عبر العصور
- التواصل الاجتماعي كأداة استخباراتية… والوعي المفقود
- حوار المعالجات الرقمية...الجزء السابع
- قبول المذلّة… إقرار بالمزيد
- ندم شاهين ...وتهكّم الممعوط
- حين تتوحد الأعراق... ويتشرذم الأعراب
- الحرية الكَيِّسَة...والحياد الجَري
- حوار المعالجات الرقمية... الجزء السادس
- حوار المعالجات الرقمية... الجزء الخامس
- حوار المعالجات الرقمية....الجزء الرابع
- حوار المعالجات الرقمية.... التسريب الثالث
- حوار المعاجات الرقمية... التسريب الثاني
- حوار مسرب بين معالجات ألفا وبيتا
- الأقنعة والحقائق... مسرحية الانتصار عبر المنصات الاجتماعية
- ظل المؤسسة... بين الولاء والنهب
- الشرق والغرب... الظل الذي تغلّب على النور
- بين الركام والأمل… غودو الفلسطيني
- الطبيعة وتصحيح اختلال القوة
- هل يتحول الطموح إلى جموح منفلت؟
- التفاوض....معركة ذكية بين طرفي العملية وأسرار النجاح


المزيد.....




- وقف برنامج جيمي كيميل بعد تصريحات -مثيرة للجدل- عن المتهم بق ...
- الشرع يلمح لاتفاق قريب مع إسرائيل ولقاء يجمع الشيباني وديرمر ...
- من مقعده الخلفي كيف يقود سيّد الوميض ثورة المقاتلات الحديثة؟ ...
- أمير قطر يلتقي بالعاهل الأردني في عمّان لمناقشة التطورات الإ ...
- عمليات للمقاومة بغزة وإسرائيل تخشى أسر جنودها
- مستشار ترامب لأفريقيا: -الرباعية- بشأن السودان مكملة للمبادر ...
- السعودية وباكستان النووية توقعان اتفاقية دفاع مشترك لـ-ردع أ ...
- الاتحاد الأفريقي والولايات المتحدة يجددان التزامهما بتعزيز ا ...
- كيف يمهد جيش الاحتلال الطريق أمام قواته البرية لاحتلال مدينة ...
- تراجع إسرائيل وخطة ثلاثية في دمشق لأجل السويداء


المزيد.....

- البحث مستمرفي خضم الصراع في ميدان البحوث الأثرية الفلسطينية / سعيد مضيه
- فلسطين لم تكسب فائض قوة يؤهل للتوسع / سعيد مضيه
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ااختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- اختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- رد الاعتبار للتاريخ الفلسطيني / سعيد مضيه
- تمزيق الأقنعة التنكرية -3 / سعيد مضيه
- لتمزيق الأقنعة التنكرية عن الكيان الصهيو امبريالي / سعيد مضيه
- ثلاثة وخمسين عاما على استشهاد الأديب المبدع والقائد المفكر غ ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - بشار مرشد - الصبر بين الفضيلة والانتظار القسري...مأساة الإنسان أمام الظلم