أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - بشار مرشد - رواية الحق والتاريخ... الأمواج تهدم قصور الرمل















المزيد.....

رواية الحق والتاريخ... الأمواج تهدم قصور الرمل


بشار مرشد
كاتب وباحث

(Bashar Murshid)


الحوار المتمدن-العدد: 8477 - 2025 / 9 / 26 - 21:38
المحور: القضية الفلسطينية
    


المشهد الأول — البلدة والجذور
من حكايات الأزل القديم، وفي زمان ليس ببعيد، كانت هناك أرض معمورة لم تتغير كثيرًا منذ مئات السنين: الأزقة ضيقة، والبيوت متلاصقة، ووجوه الجيران تُعرف بمجرد اللمحة أو نبرة الصوت. وفي زاوية الحارة، مسطح حجري يُسمّى «المجلس القديم»، حيث يجتمع الرجال صباحاً لتبادل الأخبار ومقارنة الأعوام. الأسماء العائلية مرسومة على أبواب الدكاكين، وقبور الأجداد على مشارف الأرض تهمس بأسماء لم تعد تُنطق إلا في أيام العيد.
الناس هنا لم يحصلوا على حقوق الوجود والعمل بموجب خارطة، بل كانوا يحملونها في كلماتهم اليومية: "هذه الأرض لآل فلان"، "هذا الوادي لنا"، "هذا الزيتون دُفن فيه جدي". الحق بالنسبة لهم كان فعل الحياة ذاته: زرع، حصاد، صلاة، عبادة ودفن. لم يكن نظرية تُناقش في دفاتر، بل ملمس تحت الأنامل. ورغم صخب الحروب التي كانت تجري حولهم، وأحياناً كانت شظاياها تحرق الزرع وتلوث الأرض، ظلوا صامدين.

المشهد الثاني — الورثة والطاولة المغلقة
في مدن مهدمة قريبة، وعلى طاولات مصفوفة في غرفة ذات ستائر محترقة، اجتمعوا — الورثة الخمسة. وجوه مرتبة على أوراق المصالح: سياسيون، تجّار، قضاة سابقون، رجال أمن، ومثقفون ممن آلت لهم مكاسب الحروب التي طحنت الكثير من آبائهم وأجدادهم. لم تكن جلستهم تدور حول إيمان أو تاريخ، بل لتقاسم ما تبقى من المدن المهدمة وحساب الأرباح طويلة الأمد.
أرادوا التخلص من أبناء من اعتبروهم فتيل الحروب السابقة ومصدر الفتنة والشرور. وضعوا أمامهم كل الخيارات، بما في ذلك خريطة تلك البلدة، وقوائم المنازل، وبيانات المحاصيل، وكشوفات النزاعات الداخلية. ناقشوا حلولاً لاستمرار النزاع، وكيف أن وجود جماعات معينة في الهامش يجدد الانقسامات.
اقتُرح الطرد المباشر — لكنه كان مكلفاً سياسياً — واقتُرح حل عنيف قد يثير شفقة الداخل والخارج. بعد شهور من التمهيد، وقع الاختيار المشؤوم: لن يطردوا هؤلاء بالقوة فحسب، بل سيجربون طريقة أذكى — استقدام جماعة جديدة للبلدة تُقدَّم كحل، وتُعطى أدوات الوجود، ثم تُستخدم كبذرة لزرع المرض في جسد المجتمع القديم، بعد استئصالها من مدنهم المهدمة؛ كسياسة تنظيف وإعمار، وكأن المرء يترك قمامته سطحاً ناصع البياض في أرض الغير.

المشهد الثالث — أبناء الأشرار واستخدامهم
في الأدراج المضببة كانت قوائم قديمة لأسماء اعتُبرت "مشاغبة"، كسجلات مجرمين في السجون الجنائية — أسماء احتفظت بها أجهزة الورثة كقنابل جرثومية. هؤلاء كانوا — في لغة الورثة — "أبناء الأشرار": أبناء من اتهموا سابقاً بالمساهمة في الفتنة والفوضى وإشعال الحروب. لم يكن قراراً عقابياً مباشراً، بل "حلاً وظيفياً": إرسال هذه العائلات إلى أماكن جديدة، مع منحهم مشروعات ووعوداً، وتقديمهم كـ"قوى إصلاح" أو "أداة إعادة توازن".
استُخدموا بطريقتين متزامنتين: أولاً، لإبعادهم عن مراكز نفوذهم الأصلية حيث قد يزعزعون استقرار الورثة؛ وثانياً، لأنهم حاملون لسلوكيات وصور تعاطٍ مع العنف، يسهل استغلالها لتكون ذريعة لانتقال صورة "الشر" إلى الحاضر الجديد. بمعنى أبسط: زرعوا في جسد البلد "داءً" من الخارج ليظهر وكأنه مصدر المشكلة أينما حلّ.

المشهد الرابع — صناعة الرواية البديلة
تمكينهم كان جزءاً من المسرحية. بُدئت حملة سردية: كتب صغيرة تُوزع في المقاهي تحكي "تاريخاً مُصفّى" يربط القادمين بأساطير تريح الضمير؛ تقارير صحفية تعيد تدوير فقرات مختارة؛ برامج دراسية في مدارس المدينة تُعيد صياغة خرائط الهوية؛ وخطب في دور عبادة وكنائس تُلمّع صورة العودة أو الإصلاح. كل مادة كانت تُعطى شيئاً من الحقيقة لتبدو أكثر صدقاً: اسم قديم هنا، حكاية قديمة هناك، دليل منقوص، أو نص تاريخي مُضاء.
في الوقت نفسه، جرت صفقات اقتصادية: تمويل مشروعات زراعية للمستجلبين المطرودين، قروض ميسّرة، مناصب إدارية صورية. ظهر التمكين كفرصة منقذة، بينما كان يحمل مفاتيح قفلٍ جديد.

المشهد الخامس — القادمون واستقرارهم القسري
وصلت المجموعات على دفعات. جاء بعضهم بوجوه متعبة ويحملون جوازات وقصصاً عن معاناة ومأوى. استُقبلوا باحتفالات مصطنعة: شقق مفروشة، أراضٍ مُعلّمة باسمهم، عقود عمل تبدو حقيقية. الأطفال لبسوا ملابس المدرسة الجديدة، والنساء دخلن أسواقاً لم تكن لهن سابقاً. وبيوت سُرقت من أصحابها وأراضٍ أُخذت بعد أن هُجّر ملاكها عنوة.
بدا المشهد إنسانياً ومُشرّفاً، لكن الدهشة كانت في التفاصيل الصغيرة: خيوط تربط هذه المنح إلى مؤسسات تديرها الورثة؛ أموال تُمرّر عبر شبكات تكفل تحويل وتزوير ملكيات بشكل تدريجي على مدى سنوات؛ قرارات شبه قانونية تعيد تعريف "الملكية" و"المُجتهد" و"المُقيم" بالقوة الطاغية والمذابح.
المستجلبون المطرودون — سواء كانوا مجرمين أو لا — استُخدموا كمادة للتسويق، ووصفتهم الصحافة الجديدة بأنهم «عنصر اضطراب» في أماكنهم السابقة، وأن الصالح العام يتطلب ابتعادهم، ونُسّق لهم منابر رنانة ليظهروا كـ «ذراع إصلاحية».

المشهد السادس — المرض المزروع وانتشاره
التشبيه بالمرض هنا ليس مبالغة أدبية، بل وصف لآلية نفسية واجتماعية. المستجلبون المطرودون حملوا سلوكيات جديدة: استعداء محيطهم، زعزعة ثقة الجار، والمطالبة بحقوق تُقاس بميزان مختلف، وإعادة تعريف التعليم والعمل بما يتوافق مع مصالحهم الممنوحة.
محاطون بحماية اقتصادية وقانونية، قلبوا موازين السوق: شركات جديدة نافست بطرق غير عادلة، ممتلكات ارتفعت أسعارها، واضطر أهل البلدة إلى ترك أرضهم أو هجرها. في المشهد اليومي: مزارع اعتاد أهلها حصاد الزيتون لقرون تُغلق، مدارس تُعاد تسميتها، صور تاريخية تُزال من المتاحف. كل خطوة كانت "تنظيفاً" من وجهة نظر الورثة، لكن بتدرج يجعل المقاومة تبدو غير فعّالة، أو تُصوَّر المقاومة نفسها كعنف ماضٍ.

المشهد السابع — الذاكرة والشهود الأرضيون
الأرض لا تنسى بسهولة. هناك علامات لا تُشطب: الطريق المُعبّد بقطع حجر لا تنطبق على خرائط الورثة؛ البئر الذي يُسمّى باسم عائلة، وطيور السنونو تحفر أعشاشها حوله؛ قبور جدات صامتات تحمل لوحات معدنية متهالكة. الشواهد الصغيرة تتراكم: أسماء على أبواب، نمليات، أطباق طين لشرب الماء، قصاصات صور عائلية مخبوزة في دفاتر.
أهل البلدة جمعوا الشواهد في لقاءات ليلية خلف المشهد، يتحدثون عن زمن لم ترسمه الخرائط الحديثة. من يتكلم يُنسَب إليه الحنين، ومن يصرخ يُجلب له رجال الأمن باعتباره "مثير شغب". لكن الحكاية استمرت تُروى بصمت: الأطفال يحفظون أسماء أجدادهم، الشيوخ يعرّفون الأماكن، وتبقى الأرض شاهدة لمن ظل يقاوم بصمته.

المشهد الثامن — التيه القانوني والنتائج
حين يرتكب الورثة تعدياً عبر طبقات القانون المزورة، يصبح ردّ الحق مُرهقاً. من يواجه ورقة مُوقّعة في وزارة أو عقود تبدو سليمة، يجد نفسه مضطراً لإثبات تاريخ شفهي، أو دفع تكاليف إثبات ملكية باهظة. النظام القانوني يتحول إلى مرآة: من يملك المال والسلطة يعيد كتابة السجلات، ومن لا يملك لا وجود له إلا في ذاكرة الناس.
استُخدمت المؤسسات: محاكم، دوائر تسجيل الأراضي، وسائل إعلام، لجعل رواية الورثة الرسمية حقيقية على الورق، ولو لم تكن كذلك في الواقع المعيشي. القانون يُصاغ كما يشاؤون، والشارع يُدفع للنظر إلى الأرقام أكثر من ذاكرة الحجر.

المشهد التاسع — مرآة القصة وأخلاقها
لم يكن المستجلبون المطرودون، ولا من تأثروا ببراثن المدن المدمرة، أبطالاً فطريين للأحداث، ولم تكن القصة سوى سرد لحقائق تاريخية وآليات القوة: كيف تُحوّل الأسطورة والقصص والمعتقدات الشخصية إلى سياسة، وكيف تُستغل المآسي الشخصية لخدمة مشاريع كبرى. هؤلاء المستجلبون المطرودون كانوا أداة مزدوجة للورثة: إبعادهم عن مناطقهم الأصلية، وفي الوقت نفسه زرع "المرض" في جسد المجتمع الجديد ليظهر وكأنه مصدر الشر.
المرتع الذي ينهكه "المرض" ليس مادياً فقط؛ بل هو اجتماعي وثقافي وقانوني. عندما يصبح الحق ذاكرة بلا سند قانوني، تتبدد العدالة في تفاصيل الأوراق، وعندما تُروّج قصص تصنع عدالة عاطفية مقلوبة، يجد المقهور نفسه مضطراً للبحث عن الإثبات وسط بحر من السرديات المزيفة.

المشهد الأخير — النهاية المفتوحة والشاهد الصامت
في اللحظة التي يحسب فيها الورثة أنهم أغلقوا الملف، يظهر فجأة طفل يزرع شتلة زيتون عند حافة "المجلس القديم"، بذراع مُهترئة، وُضعت عليه قبعة جدّته. لا يُدري إن كان هذا العمل ثأراً أم طقس مرور، لكنه فعل يذكّر الجميع بأن الأرض ليست عقاراً يُباع، ولا قصة تُصنع على الورق فقط. هي ذاكرة تتكاثر بالبذور، وبسير الناس عليها، وبالأسماء التي لا تموت.
القصة لا تنتهي بانتصار قانوني أو بانقسام نهائي. تنتهي بتذكير بسيط: القوة قد تعيد رسم الخرائط، لكنها لا تستطيع محو الشواهد كلها، ولا إسكات كل ذاكرة، ولا تعطيل فعل الإنسان العادي حين يصرّ على دفن جده في أرضه ونطق اسمه على باب داره. هذا هو مصطلح التشاؤل الذي ابتكره أصحاب تلك الأرض المليئة بالتنوع، استناداً لحقوق المُعمّر الوارث الحقيقي، أما المزيف فهو كتابة على رمال الشاطئ: ستمحى مع أول موج، لكن الموج يعود مع كل هبة ريح، ليعيد نفسه موجاً تلو الآخر.



#بشار__مرشد (هاشتاغ)       Bashar_Murshid#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التحيّز المعرفي... قصة خيالية هادفة
- رب ضارة نافعة...الغطرسة بداية التهاوي
- دول الاقليم بين التبعية... واستراتيجية التحالف
- الدراما العربية وتشويه التاريخ... عندما يتحول الفن إلى أداة ...
- الهجاء المستتر بالمديح… بهرجة وسط الدياجير
- الوعي غربال... بين المجاملة واللباقة والتملق
- حروب الوكالة... من يدفع الثمن في لعبة الأمم؟
- حوار المعالجات الرقمية...الجزء الثامن
- النظرة السطحية للسياسة... سراب لبعض الكتاب والمحللين
- ريشة ابن خلدون الثاقبة… تكشف زيف أقلام التلوين
- الصبر بين الفضيلة والانتظار القسري...مأساة الإنسان أمام الظل ...
- الانتهازية والغطرسة والنفاق... قراءة عبر العصور
- التواصل الاجتماعي كأداة استخباراتية… والوعي المفقود
- حوار المعالجات الرقمية...الجزء السابع
- قبول المذلّة… إقرار بالمزيد
- ندم شاهين ...وتهكّم الممعوط
- حين تتوحد الأعراق... ويتشرذم الأعراب
- الحرية الكَيِّسَة...والحياد الجَري
- حوار المعالجات الرقمية... الجزء السادس
- حوار المعالجات الرقمية... الجزء الخامس


المزيد.....




- كير ستارمر يكشف عن خطط لفرض هوية رقمية إلزامية كشرط للعمل في ...
- قبل لقائه المرتقب مع نتنياهو الاثنين.. ترامب يؤكد اقتراب الت ...
- المحادثات بين إسرائيل وسوريا تتعثر بسبب إصرار تل أبيب على فت ...
- هذه تفاصيل مشروع حكم غزة بإدارة توني بلير
- جينيفر لورانس: تجاهل ما يحدث في غزة اليوم سيصل تأثيره للعالم ...
- القسام تبث مشاهد تدمير دبابة إسرائيلية وعمليات نوعية للمقاوم ...
- لارا ديوار للجزيرة نت: الدوحة المكان الأمثل لاحتضان مؤتمر ال ...
- المقاومة ترد على خطاب نتنياهو وغزة تفند 8 أكاذيب
- اجتماعات نيويورك تعيد تسليط الأضواء على الأزمة الإنسانية الس ...
- الفلاحي: عمليات المقاومة تتدرج في الظهور بغزة رغم القوة النا ...


المزيد.....

- إسرائيل الكبرى أسطورة توراتية -2 / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى من جملة الأساطير المتعلقة بإسرائيل / سعيد مضيه
- البحث مستمرفي خضم الصراع في ميدان البحوث الأثرية الفلسطينية / سعيد مضيه
- فلسطين لم تكسب فائض قوة يؤهل للتوسع / سعيد مضيه
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ااختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- اختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- رد الاعتبار للتاريخ الفلسطيني / سعيد مضيه
- تمزيق الأقنعة التنكرية -3 / سعيد مضيه


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - بشار مرشد - رواية الحق والتاريخ... الأمواج تهدم قصور الرمل