أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كاظم حسن سعيد - القاب الشعراء رؤية نقدية














المزيد.....

القاب الشعراء رؤية نقدية


كاظم حسن سعيد
اديب وصحفي


الحوار المتمدن-العدد: 8500 - 2025 / 10 / 19 - 10:01
المحور: الادب والفن
    


القاب الشعراء،رؤية نقدية
محمد بسام العمري
قراءة نقدية ثقافية في نص "القاب الشعراء" (2025)
ينتمي هذا التحليل إلى المدرسة النقدية الثقافية، وهي مقاربة تتجاوز النظر إلى النص الأدبي كمنتج جمالي فحسب، لتراه أيضًا خطابًا اجتماعيًا يعكس علاقة الإبداع بالسلطة وبالهوية الرمزية في المجتمع. وقد تم اختيار هذا المنهج لأن نص «القاب الشعراء» لا يتناول تجربة شعرية ذاتية بقدر ما يعرّي صورة الشاعر في الوعي الجمعي، ويفكك آليات صناعة المجد الزائف داخل المشهد الثقافي. فالمسألة ليست في الشعر، بل في المنظومة التي تفرز "الشاعر الكبير" كرمز مصطنع يستهلكه الجمهور.
يفتتح النص بجملة صادمة تجمع بين الحسّ الجسدي والبعد الروحي: «كلما سمعت بلقب الشاعر الكبير أصاب بعسر الهضم وأفكر بالوضوء». هذا التنافر بين الاشمئزاز والطهارة يعكس موقف الراوي من الزيف الثقافي، فهو لا يحتمل لقبًا فقد معناه حتى صار مثيرًا للغثيان، وفي الوقت ذاته يبحث عن تطهرٍ داخلي يخلّصه من عدوى التصفيق والتمجيد. المفارقة هنا لاذعة ومعبّرة، تشبه في جرأتها ما قاله مظفّر النواب حين سخر من الشعراء الذين يبيعون قصائدهم كالدجاج المشوي في المهرجانات، فكلٌّ منهما يوظف الجسد كرمز لرفض النفاق الأدبي.
يتابع النص بتصوير ساخر لمسيرة طويلة من الوهم: «لقد استغرق عشرين سنة ليكسب لقبه، وخمسين سنة ليثبته، بليت قدماه وهو يفتش عن ساحة رائجة يقيمون له فيها تمثاله». هذه المفارقة الزمنية تخلق ملحمة عبثية لرجل أفنى عمره في البحث عن مجد لا وجود له. التمثال الذي يُفترض أن يخلّد المبدع يتحوّل هنا إلى رمز للفناء، إلى صدى لحلم ثقافي مريض يكرّس الصورة بدل الجوهر. وفي هذا المشهد نستحضر نزار قباني حين قال: «نزرع التماثيل بدل الوعي»، لأن كليهما يفضح عبث المجد المصطنع في ثقافة الاستعراض.
تبلغ السخرية ذروتها حين ينتقل النص إلى الداخل، إلى بيت الشاعر نفسه، حيث ينهار القناع أمام عيون الزوجة والأبناء: «أنفق عمره يحدث زوجته وأبناءه عن قيمة مجده... زوجته تصاب بدوار كلما حدثها عن العظمة لأنها الأعلم بتفاهته». هنا يتحوّل البيت إلى مرآة الحقيقة، وتصبح الزوجة رمزًا لوعي الواقع، فهي الوحيدة التي تعرف الفرق بين الخطاب والواقع. المفارقة قاسية لكنها إنسانية، تذكّرنا بما كتبه مارسيل بروست عن الفنان الذي يعيش شهرة لا يصدقها أقرب الناس إليه. إن النص بهذا يكشف التناقض الجوهري بين صورة المبدع في الخارج وهشاشته في الداخل، بين القناع الذي يخلقه المجتمع ووجه الإنسان الحقيقي الذي يُهمَل في الظل.
ثم يأتي المشهد الختامي، حين يغادر الشاعر قبره «في ضحى بهي بأناقته المعهودة»، فلا يجد من يعرفه. تنمحي مؤلفاته، ولا أحد يصفّق له. هذا المشهد يختصر فلسفة النص بأكملها: العدالة الرمزية للتاريخ، وزوال الزيف حين ينقطع التيار الذي كان يغذّيه. النهاية مأساوية وساخرة في آن واحد، لأن البطل حتى بعد موته لا يتخلى عن عظمته الموهومة فيقول لنفسه: «حتماً مرّ بهم زلزال ونهش ذاكرتهم». هنا يتحوّل الغرور إلى عزاء أخير للذات التي لا تطيق مواجهة الحقيقة. المشهد يستدعي أجواء كافكا في “المسخ”، حين يُمحى البطل من الذاكرة تمامًا، وكأن الوجود الرمزي لا يساوي شيئًا أمام الوجود الإنساني الحقيقي.
إن «القاب الشعراء» نصّ يجمع بين التهكم والتراجيديا، ويقدّم رؤية نقدية جذرية للثقافة التي تُفرغ الإبداع من روحه لتحوّله إلى سلعة. من خلال نبرة تهكمية متّقدة، يفضح الكاتب العلاقة المريضة بين الأدب والسلطة، ويعرّي بنية النفاق التي ترفع الأقزام وتهمّش الصادقين. قوّة النص تكمن في شجاعته الأسلوبية وجرأته على قول ما يخشاه الآخرون، وفي قدرته على تحويل السخرية إلى أداة معرفية. أما ضعفه النسبي فيكمن في حدة النبرة التي لا تترك مجالًا للتعاطف أو الأمل، وفي غياب الصورة المقابلة للشاعر الحقيقي الذي يُقدَّم بديلاً عن المزيف.
ورغم ذلك، فإن النص يبقى شهادةً شجاعة ضد الزيف الرمزي في الثقافة العربية، وصيحةَ وعيٍ تضع القارئ أمام سؤال أخلاقي مؤلم:
هل نكتب لنكون مبدعين حقًا، أم لنصير تماثيل من غبار؟

محمد بسام العمري
-------------------------
(( القاب الشعراء)
كلما سمعت بلقب الشاعر الكبير اصاب بعسر الهضم وافكر بالوضوء...

ارجوكم لا تقتلوا الشاعر بتجريده من حبله السري لقبه...
ارحموه..
لقد استغرق عشرين سنة ليكسب لقبه
وخمسين سنة ليثبته
بليت قدماه وهو يفتش عن ساحة رائجة يقيمون له فيها تمثاله
انفق عمره يحدث زوجته وابناءه عن قيمة مجده
ابناؤه فروا وزوجته تصاب بدوار كلما حدثها عن العظمة
لانها الاكثر علما بتفاهته
خمسون عاما يدير لعبة النفاق
يضع تيجانا على حثالات ليصفقوا له
ويمجد اقزاما وطغاة ليوسع جمهوره
خمسين عاما يتمرن امام المرآة ليكون شاعرا بلغة جسده
خمسين عاما هو الزبون الاول لاي مهرجان ومناسبة..
اتقن فن الطرائف ليسلي جلاسه
جلب البهار من اليمن ليهديه لرؤساء التحرير
فالمجد لا يولد من فراغ
انه الكدح المضني
ارجوكم ان تكثروا له كؤوس الوهم، لتصيروه سعيدا..
وحين غادر قبره في ضحى بهي
باناقته المعهوده
لم يجد من يعرفه
انمحت مؤلفاته من رفوف المكتبات
واسف لان لا تمثال له
ولا ايد تصفق
حتى هنا لم يتراجع عن عظمته
فقال في نفسه
( حتما مر بهم زلزال ونهش ذاكرتهم.).


2025)



#كاظم_حسن_سعيد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في تشظي الوعي وانكسار المعنى
- مدخل بصري الى النص الشعري
- مسمار مشوش الذاكرة قصيدة
- جثة السوق قصيدة
- عصر الترندات
- الذين لا يحتفلون كتاب كامل
- تفاعلات كيميائية قصيدة
- (مذكرات ماسنجر مزيح الاقنعة
- هولاكو قصيدة
- مهمة مزعجة قصيدة
- لدى الطبيبين قصيدة
- ضيف متردد قصيدة
- الذين لا يحتفلون نقد
- الذين لا يحتفلون
- رؤى نقدية لقصيدة الثوري المهمش
- تثبيت الدين بالسيوف
- لعبة الحروب قصيدة
- اضاءة في اعماق السقوط
- سقوط لسقوط قصيدة
- التفريغ لاجل الامتلاء)


المزيد.....




- كيف قلب جيل زد الإيطالي الطاولة على الاستشراق الجديد؟
- نادر صدقة.. أسير سامري يفضح ازدواجية الرواية الإسرائيلية
- صبحة الراشدي: سوربون الروح العربية
- اللحظة التي تغير كل شيء
- أبرزها قانون النفط والغاز ومراعاة التمثيل: ماذا يريد الكورد ...
- -أنجز حرٌّ ما وعد-.. العهد في وجدان العربي القديم بين ميثاق ...
- إلغاء مهرجان الأفلام اليهودية في السويد بعد رفض دور العرض اس ...
- بعد فوزه بجائزتين مرموقتين.. فيلم -صوت هند رجب- مرشح للفوز ب ...
- حكمة الصين في وجه الصلف الأميركي.. ما الذي ينتظر آرثر سي شاع ...
- الأنثى البريئة


المزيد.....

- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور
- الذين لا يحتفلون كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- شهريار / كمال التاغوتي
- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي
- فرس تتعثر بظلال الغيوم / د. خالد زغريت
- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كاظم حسن سعيد - القاب الشعراء رؤية نقدية