كاظم حسن سعيد
اديب وصحفي
الحوار المتمدن-العدد: 8494 - 2025 / 10 / 13 - 11:58
المحور:
الادب والفن
لدى الطبيبين)
ازدحام...تآزر الانتظار الذي يفاقم الامهم
وكلما صهرك الوجع
تتذكر القادة والعظماء
وتحاول ان تظل هادئا.
تدخل العباءات وتمضي ،تسح صغارها يفتكهم المرض...
الطفل يصرخ بيديه حلوى ولعبة . .. يصرخ بامه ( لا اريد ازرق).
يستقطب المجهدين كشاشة تعرض لقطة فريدة..
ضحكات وثرثرات
تعارفات سيالة تقود لاقراط عرس
وبين الضحكات والوجوه التي تشع تألقا تلتقطهن يدا على الخد
عيون براقة او ماكرة
طأطأة ووجوم
او كسيرة او ناحبة
يرصدن القادمات بنهم وربما بغيرة والقادمين بدراسة معمقة
ثمت صبية شقراء تدخل الاسنان
بعد رجفة وخطى متارجحة
تخرج قطنة بفم يحاول ان يبتسم
الطبيب الاخر يستقل الفترة بين زائر واخر
يقلب هاتفه ويدخن بلا نهم
الف آلة الضغط من ثلاثين عاما
يقرؤك قبل ان تشكو
يقصدونه قلقين ويغلقون عليه الباب مبتسمين
المنتظرون يتلاعب الانتظار باعصابهم
الطفل يعلو صراخه
يقول لامه ( الناقة ناصعة البياض
التي رسمت شفتيها بعناية )
- لا اريد ان يزرقوني
امطر زورقا من الدموع
ناح واعول كظبي بين فكي نمر
الام تقطر منه خجلا ومن الاخرين
الطفل المنكوب
كحمل يقدم للذبح
تتضخم السكين في عينيه
( لا اريد..ساجعل ابي يسوطك بالعصا)..
يتناسون وجعهم المتصاعد... ضجرهم من الانتظار
ينشغلون به
براءة تستغيث..
يقرؤهن وقد تركن الدموع والتأوهات..الندم والحزن المزمن
واتين العيادة متبرجات
جهود لساعات رغم تمزق الارواح
سفحن للاناقة وقناع البهجة قبل عيادة الطبيب..
.الان وقد حل الطب مشكلة الارداف
فصيرها متشابهة
ومحا غضون الاجفان
وقدم توردا خادعا للخدود
هل يتمكن من ازالة حزنهن العميق في العيون.؟!!
تسح الزوجة الانيقة الصغيرة زوجها مستندا على عصاه....
الشاب الذي يصحب اخته الصغرى المحجبة
يحدّث عن ضعف بصره
فقد اشترك بمظاهرة ضد ازمة الماء المالح ،ليلة امس..
واصيب بمسيلة دموع
الصغير الذي يرعبه زرق ابرة
يتعالى صراخه ( لا اريد...)....
فكر بهن ليلا ، بعد يوم ارهاق فاتك سيستدعيهن الازواج لفراش مضجر
وحين تحتج وببرود يقول ( وماذا فعلت طيلة النهار !؟).
2025
#كاظم_حسن_سعيد (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟