أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رانية مرجية - قراءة أدبية : في قصيدة (( لا يعرفونني)) للشاعرة رانية مرجية بقلم الدكتور عادل جودة














المزيد.....

قراءة أدبية : في قصيدة (( لا يعرفونني)) للشاعرة رانية مرجية بقلم الدكتور عادل جودة


رانية مرجية
كاتبة شاعرة ناقدة مجسرة صحفية وموجهة مجموعات

(Rania Marjieh)


الحوار المتمدن-العدد: 8500 - 2025 / 10 / 19 - 02:54
المحور: الادب والفن
    


هذا النص الشعري النثري يمثل اعترافاً وجودياً عميقاً للذات كتبته رانية مرجية بلغة عربية فصحى رصينة تتناغم مع العمق النفسي للموضوع.
المحاور الأساسية للنص:
>· صدام الهوية:
تبدأ الكاتبة بتأكيد أن الآخرين "لا يعرفونها"، مما يضع القارئ أمام معضلة الهوية والانكسار الداخلي.
>· صراع النقاء والواقع:
تروي كيف كانت تبحث عن النقاء في الوجوه، لكنها أخطأت حين ظنت أن السراب ضوء، في إشارة إلى خيبات الأمل المتكررة.
>· فلسفة الحب والعطاء:
تقدم رؤية خاصة للحب كمادة تتدفق طبيعياً دون قيود، وترفض فكرة التوزيع المتساوي، معترفة باختلاف سعة القلوب.
>· العزلة كمنقذ:
تقدم العزلة كفضاء للترميم الذاتي، وليس كرهبة من العالم، حيث تتحول إلى "صلاة" وفرصة لإصلاح ما كسرته الأيام.
>· سوء الفهم كقدر:
تتعامل مع سوء الفهم كحتمية، لكنها تجد عزاءها في علاقتها مع الله الذي "يعرفها" ويبرر نجاحها في النجاة مرة تلو الأخرى.
الانزياحات الأسلوبية البارزة:
-· الانزياح المجازي:
"أقرأ الصدق في نظرة عابرة" - حيث حوّلت النظرة إلى نص قابل للقراءة.
-· الانزياح الرمزي:
"البرود قناع من أفرط في الإحساس" - قلب لدلالة البرود من و إلى عمق.
-· الانزياح الفلسفي:
"التسامح ليس تنازلاً بل انتصاراً للروح" - إعادة تعريف لمفاهيم راسخة.
البنية الإيقاعية:
اعتمدت الكاتبة على تكرار "لا يعرفونني" كلازمة موسيقية تخلق إيقاعاً نفسياً، وتؤكد على فكرة العزلة والاغتراب.
كما وظفت المفارقات بشكل لافت:
"الصمت لغة من تكلّم كثيراً"، خلق توتراً درامياً يجذب القارئ.
الرؤية الفلسفية:
يقدم النص فلسفة مقاومة هادئة للعالم، حيث تتحول الطيبة إلى مقاومة ضد التلوث والعزلة إلى مساحة للتحقق الذاتي.
إنها ترى في كل روح "رسالة" وفي كل خيبة "درساً" مما يحول التجارب المؤلمة إلى حكمة وجودية.
هذا النص يستحق القراءة المتأنية أكثر من مرة فكل جملة تحمل طبقات من المعاني تحتاج إلى تأمل. إنه سرد ذاتي يلامس الكوني في التجربة الإنسانية.
تحياتي واحترامي🌺
لا يعرفونني
بقلم: رانية مَرجية
يقولون إنّ لي ناسًا وناسًا،
ولا يدركون أنّني لم أتعلم التمييز إلا حين فاض القلب عن احتماله.
لم أكن يومًا سيّدة انتقاء،
كنتُ فقط أبحث عن النقاء في الوجوه،
فأخطئ أحيانًا حين أرى الضوء في سرابٍ،
وأصيب حين أقرأ الصدق في نظرةٍ عابرة.
لا يعرفونني.
لو عرفوني، لعلموا أنّي لا أقيس القلوب بمسطرة المصلحة،
ولا أُقيم الناس على سلّم المنفعة،
بل أرى الأرواح كما ترى الأمّ أبناءها:
كلّهم جزءٌ من حنينها، وإن اختلفوا في الوجع.
أنا لا أوزّع الحبّ بالتساوي،
بل أتركه يسيل كما يشاء،
وأُدرك أن بعض القلوب ضيّقة،
تغرقها قطرة عاطفة،
وأخرى شاسعة،
لا تملؤها محيطات الحنان كلّها.
لا يعرفون أنّي أُتقن العطاء لا التملّك،
وأنّني أُؤمن أنّ القرب الحقيقي لا يُقاس بالمسافة،
بل بصدق اللحظة حين يلتقي الصمتان بين اثنين.
لا يعرفون أنّي حين أبتعد،
فإنّ ابتعادي صلاة،
وفي العزلة أنحني كي أُرمّم ما كسرتْه الأيام بي.
يقولون: «إنها باردة»،
ولا يعلمون أنّ البرود قناعُ من أفرط في الإحساس،
وأنّ الصمت لغةُ من تكلّم كثيرًا ولم يُصغِ إليه أحد.
يقولون: «تختار من تحب»،
ولا يعلمون أنّي لا أختار،
بل يُختار قلبي عنّي.
في هذا العالم،
أدركت أنّ الطيبة ليست ضعفًا كما يظنّون،
بل مقاومة هادئة ضدّ التلوّث،
وأنّ التسامح ليس تنازلًا،
بل انتصارٌ للروح على ضجيج الغضب.
القصة ليست أنّي أملك «ناسًا وناسًا»،
بل أنّي تعلّمت ألّا أُعيد من غادر،
وألّا ألوم من لم يفهم،
وألّا أكره من أوجع،
لأنّ كلّ روحٍ جاءت كانت رسالة،
وكلّ خيبةٍ كانت درسًا أعمق من النسيان.
لا يعرفونني.
ولا يعرفون أنّي لا أُجيد التجمّل حين أكتب،
ولا أُجيد البكاء أمام أحد،
لكنّي أضع صدقي كلّه في الكلمات،
وأتركها تمشي نحوهُم بلا عتَب.
وحين يهدأ الليل،
وأُطفئ المصباح لأُصغي إلى قلبي،
أبتسمُ بسلامٍ لا يُرى،
وأقول لنفسي:
ليسوا مُلزمين بفهمي،
لكنّ الله يعرفني.
وهذا وحده يُبرّر نجاتي في كلّ مرّة.



#رانية_مرجية (هاشتاغ)       Rania_Marjieh#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثلاث مدن تمشي إلى الغياب (نصّ روائي شعري عن نكبة 1948) v ...
- نساءُ الضوء – رانية مرجيّة
- قراءة ادبية في قصيدة -أن تكون مثقفًا- للشاعرة الفلسطينية ران ...
- قراءة في قصيدة ما بين أوتار المكابرة … ، للمحامية عائشة يونس ...
- أنشودة مريم والنور
- الذين يبيعون الظل
- رواية- الخاصرة الرخوة- أنوثةٌ تُجلد باسم الطهارة ووطنٌ يُستب ...
- “أنشودة الإنجيل الأخير”
- وجهُ الذاكرةِ… حين تكتب حياة قالوش بمداد الحنين
- ‏قراءة ادبية في : ‏كتاب بعنوان -الرملة ٤٠٠ ...
- قراءة وجدانية فلسفية في ديوان «صبا الروح» للشاعرة سلمى جبران
- قراءة ادبية تحليلية في نص الفرح في حضرة الأم الغائبة للكاتبة ...
- ملحمة الندى والنار قصيدة وجدانية ملحمية
- الفرح في حضرة الأم الغائبة
- قراءة وارفة في ديوان «أنّات وطن» للشاعرة سلمى جبران ✦
- الإنسان يبكي ثم يرى
- قراءة في كتاب طفل الطيف رحلة في الحب والمعنى -بقلم الدكتور ع ...
- الوبش… حين يمرض المعنى ويغدو الجسد مرآة الوعي قراءة فلسفية ع ...
- 🕊️ توجيه المجموعات ثنائية اللغة في ظل الأزمات
- ذات مرة في غزة.. حين يصبح الوجع ذاكرةً جماعيةً للنجاة فيلم ف ...


المزيد.....




- اللحظة التي تغير كل شيء
- أبرزها قانون النفط والغاز ومراعاة التمثيل: ماذا يريد الكورد ...
- -أنجز حرٌّ ما وعد-.. العهد في وجدان العربي القديم بين ميثاق ...
- إلغاء مهرجان الأفلام اليهودية في السويد بعد رفض دور العرض اس ...
- بعد فوزه بجائزتين مرموقتين.. فيلم -صوت هند رجب- مرشح للفوز ب ...
- حكمة الصين في وجه الصلف الأميركي.. ما الذي ينتظر آرثر سي شاع ...
- الأنثى البريئة
- هل يمكن للآلة أن تصبح مؤرخاً بديلاً عن الإنسان؟
- حلم مؤجل
- المثقف بين الصراع والعزلة.. قراءة نفسية اجتماعية في -متنزه ا ...


المزيد.....

- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- پیپی أم الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور
- الذين لا يحتفلون كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- شهريار / كمال التاغوتي
- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي
- فرس تتعثر بظلال الغيوم / د. خالد زغريت
- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رانية مرجية - قراءة أدبية : في قصيدة (( لا يعرفونني)) للشاعرة رانية مرجية بقلم الدكتور عادل جودة