أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رانية مرجية - الإنسان يبكي ثم يرى














المزيد.....

الإنسان يبكي ثم يرى


رانية مرجية
كاتبة شاعرة ناقدة مجسرة صحفية وموجهة مجموعات

(Rania Marjieh)


الحوار المتمدن-العدد: 8492 - 2025 / 10 / 11 - 08:42
المحور: الادب والفن
    


🌿
مقدمة


كلّ ما في هذا العالم يكتب نفسه من جديد كلّ يوم:

الريح، والدم، والولادة، والخراب، والرجاء.

وحده الإنسان يتكرر،

يتعلّم ثم ينسى،

يؤمن ثم يشكّ،

يُحبّ ثم يخاف من الحب.



وهنا، في هذا التكرار الأبدي،

تنكسر الحروب في داخلنا قبل أن تبدأ على الأرض.

هذه النصوص ليست قصائد،

بل محاولات إنسانية للنجاة من القسوة بالصدق،

ومن الظلمة بالنظر في عينيها حتى تنحسر.



إنها رحلة الإنسان من البكاء إلى النور،

من الجرح إلى الفهم،

من “أنا” إلى “نحن”،

ومن الدين إلى الإله الإنساني الذي يسكن كل قلبٍ صادق.

🕊️
لماذا أبكي؟


أبكي لأن الأرض لم تعد تتحدث إلا بالبكاء،

ولأن صوت الأم يضيع في ضجيج الرصاص،

ولأن الأطفال صاروا يرسمون بيوتًا بلا أبواب.



أبكي لأن المفاتيح ما زالت تُحمل في الأعناق كتعويذةٍ للعودة،

ولأن العصافير حين تمرّ من فوق الحدود

تُطلق صفيرًا يشبه الاعتذار.



لكنني لا أبكي انكسارًا.

أنا أبكي كما تبكي الأرض حين تمطر:

تغسل نفسها لتعود خصبة.

أبكي لأن الدموع أوضح من الشعارات،

وأصدق من التاريخ،

ولأنها لغة منسية يتحدثها الله حين نصمت.

🔥
الجن القاسي


فيّ جنٌّ لا يُرى،

يختبئ في لحظة الغضب،

ويخرج حين أزعم أني طاهرة.



حاولتُ أن أقتله،

فاكتشفتُ أني أقتُل نفسي.

وحين صالحته،

فهمتُ أن السلام لا يُبنى بالهرب من الظل،

بل بمعانقته حتى يهدأ.



يا جنّي القاسي،

أنت وجه الحقيقة حين تتجرد من الزينة،

أنت المعلم الذي لا يُحبّ لكنه يُنضج.

لولاك ما عرفتُ أن الإيمان ليس طمأنينةً فقط،

بل خوفٌ نبيلٌ من ألا أكون صادقة.



لقد تصالحت معك،

وصرتَ دليلي في الطريق إلى الله،

الطريق الذي لا يبدأ من السماء،

بل من اعترافٍ صغير: “أنا بشر.”

🌌
رؤيا – الإنسان في حضرة الله


رأيتُ الله، لا في السماء، بل في الناس.

في وجه المسيحي حين يصفح،

وفي المسلم حين يعدل،

وفي اليهودي حين يزرع،

وفي البوذي حين يصمت حبًّا،

وفي الإنسان، أيًّا كان، حين يبحث عن الخير دون انتظار جائزةٍ من أحد.



رأيتُ الأديان أنهارًا من نور،

تجري في اتجاهٍ واحدٍ نحو بحرٍ اسمه الرحمة.

كلّها تنبع من القلب نفسه،

وتختلف فقط في شكل الكأس الذي يشرب منه العطاش.



فهمتُ أن الجنة ليست وعدًا،

بل لحظة صدقٍ يعيشها الإنسان دون خوف.

وأن الجحيم ليس عقوبة،

بل غياب المعنى.



الله لا يطلب سجودًا،

بل وعيًا.

لا يريد منّا أن نعبدَه،

بل أن نرى بعضنا كما يرانا هو:

كائناتٍ من نورٍ واحدٍ تائهةٍ في ظلالٍ مختلفة.

🌍
متناقضات


العالم ينهار… والأرض باقية.

المساجد تُقصف… والدعاء يصعد.

الكنائس تُحرق… والصليب يضيء.

الأطفال يموتون… لكن الأغنية تبقى.



كم من موتٍ ولّد حبًّا،

وكم من حربٍ أنجبت شاعرًا.

كم من دمٍ صار زيتًا يشعل شمعةً في عتمةٍ بعيدة.



السماء غائمة،

والحروب قائمة،

لكن الزهرة التي تنبت من جدارٍ مهدومٍ

أقوى من كلّ القنابل.



يا إنسان هذا العصر،

تعلم من الأرض درسها الأخير:



تُغتصب وتثمر،
تُقتل وتزهر،
تُحرق وتظلّ تمنح ظلًّا،
تُدفن وتعود لتُحيي من دفنوها.


ربما لا نحتاج نبيًّا جديدًا،

بل ذاكرةً أصدق،

تُذكّرنا أننا أبناء الطين والنور،

أن بين البداية والنهاية مساحة صغيرة اسمها الحبّ،

هي وحدها ما يجعلنا نستحق البقاء.

🌞
الخاتمة – الإنسان يبكي ثم يرى


نولد من دمعة،

وننتهي إلى رماد،

لكن بينهما لحظة واحدة هي كل الوجود:

أن نحبّ رغم كل ما نعرف.



كلّ هذا الألم ليس عبثًا،

بل طريق الوعي الطويل نحو الله.

فحين نبكي، ننظف المرآة،

وحين نرى، نفهم أن الله لم يغِب قط،

كنا نحن الغائبين عنه.



#رانية_مرجية (هاشتاغ)       Rania_Marjieh#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في كتاب طفل الطيف رحلة في الحب والمعنى -بقلم الدكتور ع ...
- الوبش… حين يمرض المعنى ويغدو الجسد مرآة الوعي قراءة فلسفية ع ...
- 🕊️ توجيه المجموعات ثنائية اللغة في ظل الأزمات
- ذات مرة في غزة.. حين يصبح الوجع ذاكرةً جماعيةً للنجاة فيلم ف ...
- ‏قراءة أدبية في رواية -وجوه ناقصة- لرانية مرجية بقلم الدكتور ...
- قراءة أدبية في قصيدة -القصيدة التي تشبه شاعرها- لرانية مرجية ...
- دراسة أدبية لكتاب هلوسة للكاتبة رانية مرجية //بقلم الدكتور ع ...
- دراسة تحليلية لكتاب -كن أفضل صديق لنفسك: سفر الروح في مواجهة ...
- يا رب قصيدة ملحمية فلسفية وجدانية
- زهير دعيم… المعلم الذي علّمني أن الكلمة وطن
- حين يدفن الفلسطينيّ قلبه لئلّا يذوب في رواية برد الصيف لجميل ...
- قوياء بالمسيح
- صدور كتاب جديد بعنوان -طفل الطيف: رحلة في الحب والمعنى-
- بين الجليل والسويداء: قصة أمّهات لا ينهزمْن
- فلسطين… جرح الإنسانية المفتوح وفضيحة القرن
- هايكو
- كنَّ أفضلَ صديقٍ لنفسِك – سفرُ الروحِ في مواجهةِ الصِّعاب
- الموت الأخير
- التأرجح بين الزائلات والأبد قراءة وجدانية في كتاب بسمة الصبا ...
- “الأدب الصادق لا يعرف الشللية”


المزيد.....




- موسيقى وشخصيات كرتونية.. محاولات لمداواة جراح أطفال السودان ...
- مسرحي تونسي: المسرح اجتماعي وتحرري ومقاوم بالضرورة
- الفنانة تيفين تتعرض لموجة كراهية وتحرش لمشاركتها في نقاش عن ...
- وفاة الممثل الألماني أودو كير الذي تألق في هوليوود عن عمر نا ...
- -بينك وبين الكتاب-.. معرض الشارقة يجمع 2350 دار نشر من 100 د ...
- وفاة أيقونة السينما الهندية دارميندرا عن 89 عاماً
- تحولات السينما العراقية في الجمعية العراقية لدعم الثقافة
- وفاة جيمي كليف أسطورة موسيقى -الريغي- عن عمر ناهز 81 عامًا
- فيلم -الملحد- يعرض في دور السينما المصرية بقرار قضائي مصري و ...
- -شرير هوليود-.. وفاة الممثل الألماني الشهير أودو كير


المزيد.....

- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رانية مرجية - الإنسان يبكي ثم يرى