أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نهاد ابو غوش - دولتان عميلتان لإسرائيل تحبطان قرارات الاتحاد الأوروبي














المزيد.....

دولتان عميلتان لإسرائيل تحبطان قرارات الاتحاد الأوروبي


نهاد ابو غوش
(Nihad Abughosh)


الحوار المتمدن-العدد: 8499 - 2025 / 10 / 18 - 11:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نهاد أبو غوش

• هل يمكن أن تدفع هذه الحادثة بعض الدول الأوروبية إلى تبنّي مواقف أكثر جرأة تجاه إسرائيل؟
- من المؤكد أن الحادثة متعمدة، وما يؤكد ذلك هو الرواية الرسمية الإسرائيلية التي ادعت أن الوفد غيّر مساره، وأنه دخل إلى " منطقة قتال" وهو تعبير كاذب ومخادع يوحي بأن ثمة حربا أو معارك بين طرفين مسلحين بينما الحقيقة أن جيش الاحتلال ينفذ للشهر الثالث على التوالي جريمة تهجير وتطهير عرقي، إسرائيل التي تدعي أنها تعرف كل ما يجري وحتى ما يدور في ذهن الشباب الفلسطيني على علم أكيد بزيارة وفد من 30 دبلوماسيا خلافا للصحفيين والمرافقين ولكنها باختصار لا تريد شهودا على جرائمها المستمرة، تماما كما تمنع لجان التحقيق الدولية والصحفيين الدوليين من دخول الأراضي المحتلة. في وقت حساس تتراكم الشهادات الدامغة على جرائم الحرب التي تقترفها. تدرك إسرائيل أن هذا السلوك المشين سوف يسبب لها الحرج ويزيد من الحملات الضاغطة عليها، وهي دليل إضافي أن لديها ما تخفيه، لكنها تراهن على أن الزمن كفيل بمحو هذه الذكريات، المهم الآن أن تواصل جهودها العسكرية لحسم الصراع سواء في الضفة أو في غزة، كما أنها حاليا تكتفي بالاعتذار تقتل وترتكب الفظائع وتهتذر. وهي تستند إلى شبكة واسعة من العلاقات والمصالح التي تدافع عنها ، في مقدمتها الولايات المتحدة وأنظمة اليمين المحافظ واليمين المتشدد في أوروبا (كما في هنغاريا والتشيك وايطاليا) وقد راينا ذلك في مساعي بعض الدول الأوروبية للضغط على قضاة المحكمة الجنئاية الدولية ومحكمة العدل الدولية.
• ما دلالة أن يُستهدف وفد رسمي يحمل إشارات دبلوماسية واضحة خلال زيارة منسّقة؟
هي دلالة على أن إسرائيل لا تقيم وزنا لا للقانون الدولي ولا للمعاهدات والمواثيق، من يرتكب جرائم الحرب وجرائم الإبادة والجرائم ضد الإنسانية، يهون أمامه ارتكاب جرائم أخف. إسرائيل ما زالت تبتز أوروبا وخاصة ألمانيا على قضية الهولوكوست، سبق لحكومة الاحتلال أن منعت وفدا برلمانيا أوروبيا عريضا من دخول الأراضي المحتلة، وأعادتهم من مطار اللد، لكن المشكلة أن الدول الأوروبية تصمت على مثل هذه الإهانات لممثليها وما زالت تعامل إسرائيل كدولة مدللة، بجوز لها ما لا يجوز لغيرها، لهذا هي تتصرف كدولة مارقة فوق القانون، وهي مهما فعلت فهي في منأى عن أي مساءلة أو محاسبة، وخاصة مع الدعم الأميركي المطلق ودعم قوى اليمين الأوروبي ولا ننسى أن إسرائيل، والصهيونية كفر وممارسة ومشروع استعماري، هي صنيعة أوروبا، بريطانيا أطلقت وعد بلفور وكرست كل سنوات انتدابها لتأسيس الدولة الصهيونية وقمع الحركة الوطنية لشعب الفلسطيني، وفرنسا زودت إسرائيل بأحدث أنواع الأسلحة وحتى باسرار السلاح النووي، وألمانيا زودتها بمليارات الدولارات وما زالت تزودها بحجة التكفير عن الهولوكست.
• كيف تفسر توقيت هذا الحادث، خاصة في ظل التوترات المتصاعدة في الضفة الغربية؟ وكذلك في ظل القرارات البريطانية والأوروبية الأخيرة تجاه إسرائيل؟
- توقيت الحادث يرتبط بسلسلة من التعقيدات والملابسات التي تشدد الخناق على سياسات الحكومة الاسرائيلية، من بينها الانتقادات المتعالية لحرب الإبادة والقتل والتجويع، المشكلات الداخلية وعجز حكومة نتنياهو عن تحقيق أهداف الحرب المعلنة، في الوقت الذي تواصل اجراءاتها المحموة لتحقيق الأهداف غير المعلنة وهي حسم الصراع وتصفية القضية الفلسطينية، والتهجير والسيطرة على أكبر مساحات ممكنة من الأراضي الفلسطينية، وأزمة العلاقات بين ترامب ونتنياهو، لذلك تأتي هذه الحادثة في ضوء حالة ارتباك وتخبط تسود السياسات الاسرائيلية تجاه قضايا مركزية وكبرى ولذلك تعبر الأزمة عن نفسها في حالة تخبط وتصريحات منفعلة وتصرفات غير عقلانية وجدل داخلي يصل حد الاتهامات المتبادلة بالخيانة والتهديد بحرب أهلية.
• وما هو الرد المتوقع من جانب الدول الأوروبية على هذا الانتهاك من جانب الاحتلال؟
هذا انتهاك يضاف إلى سلسلة طويلة من الانتهاكات، ولا شك أن تراكم هذه التجاوزات والانتهاكات يمكن أن يفضي إلى تغيرات جدية، لكن حاليا واضح أن أوروبا منقسمة، هناك مجموعة دول تتخذ مواقف ايجابية متقدمة مثل اسبانيا وايرلندا والنرويج ومعها سلوفينيا وارمينيا، وهناك دول تتصرف كعملاء لإسرائيل ليس أكثر مثل التشيك وهنغاريا ويحبطون اي قرار يتخذه الاتحاد الأوروبي، وهناك تحولات ايجابية في الموقف الفرنسي، وهناك دول تتحرك ببطء في اتجاه اتخاذ مواقف تنسجم مع القانون الدولي ومبادئ العدالة والانصاف، المشكلة أن آلة الحرب والقتل اسرع من التحركات السياسية والقانونية، لكن بشكل عام هناك حراكات جدية ومؤثرة في الشارع، وهناك حراكات سياسية ناجمة عن إدراك أن إسرائيل تجاوزت كل الحدود، وأن مواصلة السكوت عليها سيشجعها على مواصلة ارتكاب التجاوزات وجرائم الحرب، وهم يدركون أن هذا الحالة قد ينجم عنها تداعيات خطيرة يمكن أن تؤثر على أوروبا نفسها مثل مزيد من موجات التطرف والهجرة، كما أن وجود دولة مارقة كإسرائيل سيشجع دولا أخرى على ارتكاب انتهاكات مماثلة وهو ما سيقود إلى عالم تسوده شريعة الغاب لا القانون الدولي والمعاهدات والمواثيق.


• إلى أي مدى يُمكن أن تؤثر هذه الحادثة على العلاقات بين إسرائيل والاتحاد الأوروبي؟
- هناك قرار بمراجعة اتفاقية الشراكة بين الاتحاد الاوروبي واسرائيل سبق هذه الحادثة، لكن نحن نعلم أن هناك دول تدافع عن اسرائيل وستعمل كل ما في وسعها لمنع صدور قرار، وآلية اتخاذ القرارات في الاتحاد الأوروبي معقدة بعضها يحتاج إلى إجماع وذلك مستحيل في ضوء مواقف التشيك والمجر والمانيا، ولكن بلا شك هذا الحادث سيوسع الشرخ بين اوروبا واسرائيل، ويحفز قوى المجدتمع المدني والقوى الديمقراطية على مواصلة حراكها الجماهيري وضغطها لملاحقة اسرائيل، كما أن ثمة دول وهيئات مثل النقابات والاتحادات والشركات سوف تتشجع لفرض عقوبات على إسرائيل.
- *نص مقابلة صحفية لمناسبة اعتداء قوات الاحتلال على وفد دبلوماسي اوروبي في أيار مايو 2025



#نهاد_ابو_غوش (هاشتاغ)       Nihad_Abughosh#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن الصمت والعجز العربي تجاه الإبادة (2 من 2)
- عن الصمت والعجز العربي تجاه الإبادة (1 من 2)
- إيران وإسرائيل والملف النووي
- المرأة الفلسطينية والمشاركة في الحياة العامة (2 من 2)
- المرأة الفلسطينية والمشاركة في الحياة العامة (1 من 2)
- المفاوضات واتفاق وقف الحرب في غزة (2 من 2)
- المفاوضات: نقاط القوة والضعف واتفاق وقف الحرب في غزة (1 من 2 ...
- ترامب: تفاهة العظمة وعظمة التفاهة
- مستقبل القضية الفلسطينية بعد خطة ترامب
- استثناء الأسرى القادة من صفقات التبادل
- خروقات نتنياهو للاتفاق
- حين يتحكم ترامب بالعالم
- إسرائيل تصوغ أهدافها حسب مجريات الحرب
- أسرى إسرائيل الباقون جنود وضباط
- فشل مخططات التهجير والاقتلاع وتراجع مؤقت لريفيرا غزة
- بين دعوة التهجير واستئناف الحرب: خارطة طريق جديدة لإسرائيل
- جدوى إصلاح السلطة في ظل حرب الإبادة
- المقاومة وإمكانياتها العسكرية
- فعاليات التضامن الدولي مع فلسطين
- الصواريخ اليمنية: شوكة في خاصرة إسرائيل وتفوقها العسكري


المزيد.....




- تحليل.. باستخدام المعادن النادرة والدبلوماسية البارعة والكثي ...
- كلب يشعل حريقًا في منزل مالكه.. كاميرا مراقبة ترصد مشهدًا صا ...
- ترامب يسعى للاستفادة من زخم اتفاق غزة.. كيف؟
- بعد انهيار الهدنة.. الدوحة تستضيف محادثات بين كابول وإسلام آ ...
- حملة -نحو قانون عادل للإجراءات الجنائية-: موقفنا من تعديلات ...
- اتهامات بوجود -أثار تعذيب- على جثامين فلسطينيين سلمتها إسرائ ...
- هل يتعلم الجنين اللغات الأجنبية وهو في رحم أمه؟
- بعد تدهور سمعته.. الأمير البريطاني أندرو يتخلى عن لقبه الملك ...
- بين الفَوضى الخَلّاقة والتَّدمير الخَلّاق
- وكالة التصنيف الائتماني -ستاندرد آند بورز- تخفض تصنيف فرنسا ...


المزيد.....

- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نهاد ابو غوش - دولتان عميلتان لإسرائيل تحبطان قرارات الاتحاد الأوروبي