أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نهاد ابو غوش - إيران وإسرائيل والملف النووي














المزيد.....

إيران وإسرائيل والملف النووي


نهاد ابو غوش
(Nihad Abughosh)


الحوار المتمدن-العدد: 8498 - 2025 / 10 / 17 - 01:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إسرائيل كانت وما زالت حاضرة ومؤثرة على امتداد أزمة المشروع النووي الإيراني، وكانت أبرز محطات هذا الحضور نجاحها في إقناع الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال ولايته الأولى بإلغاء الاتفاق النووي الذي أبرم خلال ولاية الرئيس باراك أوباما، وتجدد هذا التاثير والتدخل خلال ولاية ترامب الثانية، وطوال هذا المسار لا تخفي إسرائيل أهدافها فهي تريد تفكيك المشروع النووي الإيراني برمته أي وفق النموذج الليبي: التخلص من كل المنشآت النووية بما يشمل كميات اليورانيوم المخصب، ومنع التخصيب، والتخلص من أجهزة الطرد المركزي، بل ومن منظومة الصواريخ البالستية التي تدعي إسرائيل أنها جرى تطويرها لكي تتمكن من حمل رؤوس نووية.
وما تريده إسرائيل كذلك هو إقحام الولايات المتحدة في مواجهة عسكرية مع إيران، وبذلك تضمن تفوقا حاسما ضد إيران بينما من المشكوك فيه أن تتمكن إسرائيل من القضاء على المشروع النووي عسكريا لأن المنشآت النووية منتشرة على امتداد مساحة مساحة إيران البالغة 1648 كم2 ، كما أن الرد الإيراني قد يكون قويا ومؤثرا وقد يطال المصالح الأميركية في المنطقة أو يؤثر عليها – مثل التاثير على إمدادات النفط- وهنا لا بد من الإشارة أن ما يخيف إسرائيل ويقلقها ليس السلاح النووي الإيراني كما تزعم الرواية الصهيونية، بل القدرات الصناعية والعلمية والاقتصادية الإيرانية، التي تجعل إيران خصما عنيدا يهدد أطماع إسرائيل في الهيمنة على الإقليم.
هناك إشارتان قويتان على أن إسرائيل ما زالت تستخدم سبلا علنية مكشوفة، وأخرى غير مكشوفة في التاثير على القرار من بينها، قيام الرئيس ترامب بإقالة مستشار الأمن القومي مايك والتز لكونه يتبنى موقف إسرائيل الذي لم يرق للرئيس الأميركي، والتحذير العلني الذي كشف النقاب عنه من قبل ترامب لنتنياهو بعدم القيام بما يمكن أن يخرب فرص الاتفاق.
المؤشرات تدل على أن ثمة فرصا جدية لإبرام اتفاق أميركي ايراني وهذا يزعج إسرائيل، لكنها لا تستطيع العمل وحدها، صحيح أن هناك فجوة أو فجوات، لكنها قابلة للتجسير بحسب مختلف الشهادات، ويبدو أن العقدة تتركز في حق إيران في التخصيب من عدمه، ومصير الكميات المخصبة حيث تبدي إيران تمسكا شديدا بحقها في التخصيب الذي يعد مفتاحا للمعرفة العلمية والتقنية. علما بأن هناك دولا صغيرة في الإقليم لديها برامج لتطوير استخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية، ومن هذه الدول الأردن والإمارات العربية وقبرص فضلا عن امتلاك إسرائيل نحو 200 رأس نووي بحسب شهادات مراقبين ومختصين.
لا بد من الإشارة إلى الفارق الجوهري في نظرة كل من الولايات المتحدة وإسرائيل للموضوع الإيراني، إسرائيل ترى في إيران خصما وجوديا يهدد بقاءها، أو يهدد طموحها للهيمنة، وبالتالي لا ترى إلا خيار القوة، ولكنها ليست قوتها المجردة بل قوة الولايات المتحدة والغرب وحلفائهما الاقليميين. بينما تنظر الولايات المتحدة لإيران كدولة مزعجة أو مشاكسة ولكن يمكن التعامل معها بوسائل عديدة غير الخيار العسكري، ومن ضمن ذلك العقوبات الاقتصادية والحصار وكذلك الإغراءات والحوافز، أميركا استطاعات وتستطيع التعامل مع دول تملك فعليا أسلحة نووية مثل روسيا والصين وكوريا الشمالية، فضلا عن القوتين الاسيويتين الهند وباكستان.
الخيار العسكري الاسرائيلي يبقى قائما لكنه صعب في ظل غياب ضوء اخضر اميركي، وغياب الرغبة الاميركية في المشاركة، الرئيس ترامب اعلن مرارا أنه يريد انهاء الحروب، وبالتالي الأرجح أنه سيكون ميالا لإبرام صفقات وليس التورط في حروب لا يمكن معرفة نتائجها، صحيح أن التفوق الأميركي حاسم، لكن نتائج الحرب قد تكون مكلفة بالنسبة لحلفاء أميركا وقواعدها العسكرية القريبة من ايران واسعار النفط. التفوق العسكري ليس ضمانة للانتصار وثمة أمثلة كثيرة في التاريخ الأميركي الحديث في افغانستان والعراق ومؤخرا مع جماعة أنصار الله الحوثيين في اليمن.
كما أن القدرات العسكرية الإسرائيلية ليست مضمونة لتحقيق انجاز حاسم، فاسرائيل تستطيع ضرب اهداف ايرانية لكنها لا تستطيع القضاء على المشروع النووي، وهي بحاجة لتسيير عشرات الطائرات ذهابا وايابا لمسافة تتراوح بين 1500-2000 كم، ومع أنها حصلت على طائرات تزويد بالوقود، ولكن بدون محطات وسيطة أو قطع بحرية قريبة من ايران سيكون من الصعب تنفيذ ضربات قاصمة، وسيكون من الصعب كذلك توقع الرد ايراني الذي سيكون بلا شك أقوى عشرات المرات من ضربات الحوثي وحزب الله، ولا سيما وأن اسرائيل وجيشها في حالة من الارهاق والاستنزاف بعد 20 شهرا من الحرب في غزة.
الأوراق الإقليمية متداخلة، ولكن لا يمكن النظر إلى هذه الملفات وكأنها مجرد ملفات إيرانية تستخدمها كما تشاء، فالقضية الفلسطينية والمقاومة قائمة قبل الثورة الإيرانية بعشرات السنين، إسرائيل تدعي أن قوى المقاومة الفلسطينية – كما هو حزب الله وجماعة انصار الله- هي مجرد اوراق ايرانية، لكن الواقع أعقد من ذلك بكثير فحزب الله وانصار الله كل منهما مكون سياسي واجتماعي مهم في بلدهن والمقاومة الفلسطينية هي الرد الطبيعي على الاحتلال، وبالتالي الدعم الايراني للمقاومة – وهو أمر معلن ومكشوف- لا يعني أن المقاومة الفلسطينية ورقة ايرانية تستخدمها ايران أو يستخدمها الآخرون ضد ايران.



#نهاد_ابو_غوش (هاشتاغ)       Nihad_Abughosh#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرأة الفلسطينية والمشاركة في الحياة العامة (2 من 2)
- المرأة الفلسطينية والمشاركة في الحياة العامة (1 من 2)
- المفاوضات واتفاق وقف الحرب في غزة (2 من 2)
- المفاوضات: نقاط القوة والضعف واتفاق وقف الحرب في غزة (1 من 2 ...
- ترامب: تفاهة العظمة وعظمة التفاهة
- مستقبل القضية الفلسطينية بعد خطة ترامب
- استثناء الأسرى القادة من صفقات التبادل
- خروقات نتنياهو للاتفاق
- حين يتحكم ترامب بالعالم
- إسرائيل تصوغ أهدافها حسب مجريات الحرب
- أسرى إسرائيل الباقون جنود وضباط
- فشل مخططات التهجير والاقتلاع وتراجع مؤقت لريفيرا غزة
- بين دعوة التهجير واستئناف الحرب: خارطة طريق جديدة لإسرائيل
- جدوى إصلاح السلطة في ظل حرب الإبادة
- المقاومة وإمكانياتها العسكرية
- فعاليات التضامن الدولي مع فلسطين
- الصواريخ اليمنية: شوكة في خاصرة إسرائيل وتفوقها العسكري
- خطة ترامب وردّ (حماس) والدرس الذي تأخر إدراكه
- إصلاحات السلطة بين مطالب الشعب والضغوط الخارجية
- قطاع غزة : مشروع استثماري أم وطن


المزيد.....




- ما دور تركيا في فريق البحث عن الجثث في غزة؟
- القضاء الأمريكي يلاحق جون بولتون بتهم تتعلق بمعلومات سرية
- تطور مفاجئ.. ترامب سيلتقي بوتين في بودابست -خلال أسبوعين-
- اختراق مكبرات الصوت في مطارات بكندا وأميركا لدعم حماس
- مصر تمارس ضغوطا على حماس لوقف -الإعدامات الميدانية-
- جون بولتون.. اتهام مستشار ترامب السابق بـ-مشاركة معلومات سري ...
- القضاء الأميركي يوجه الاتهام لجون بولتون مستشار ترامب السابق ...
- باستثناء دولتين.. زيلينسكي مستعد للقاء بوتين في أي مكان
- حماس تكشف سبب تأخر إعادة ما تبقى من رفات الرهائن
- اتصال بين ترامب ونتنياهو بشأن اتفاق غزة و رفات الرهائن.. ومص ...


المزيد.....

- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نهاد ابو غوش - إيران وإسرائيل والملف النووي