أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نهاد ابو غوش - خروقات نتنياهو للاتفاق














المزيد.....

خروقات نتنياهو للاتفاق


نهاد ابو غوش
(Nihad Abughosh)


الحوار المتمدن-العدد: 8494 - 2025 / 10 / 13 - 02:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نهاد أبو غوش
الاتفاق لوقف الحرب على غزة الذي رعاه الرئيس دونالد ترامب وعلى الرغم من شموله لمعظم مطالب إسرائيل، إلا أنه شمل إنجازات لصالح الشعب الفلسطيني لا يمكن التقليل من شأنها وأهمها وقف المقتلة وجرائم الإبادة المستمرة منذ 24 شهرا، والتراجع الصريح عن مخطط التهجير، والنص على الانسحاب الإسرائيلي بما يغلق الطريق على خيار عودة الاحتلال والاستيطان مع أن النص على الانسحاب "المتدرج" إشكالي وقابل لتفسيرات إسرائيلية مغرضة. بالإضافة للإفراج عن 250 أسيرا محكوما بالمؤبد، و1700 معتقلا ممن اعتقلوا من قطاع غزة خلال الحرب، ولكن في المقابل هناك ثغرات ونواقص جدية وخطيرة أهمها بقاء الحصار الإسرائيلي، وإمكانية أن تطول فترة الانسحاب التدريجي لفترات غير محدودة. وشروط إسرائيل غير المعروفة للانتقال للمراحل التالية. والفيتو الذي فرضته دولة الاحتلال على أسرى الداخل والقيادات البارزة، بالإضافة لاحتفاظها بآلاف الأسرى من مقاتلي النخبة والعمال والأطباء وطواقم الصحة والدفاع المدني، والعناصر المدنية المتهمة بالانتساب لفصائل فلسطينية، ومن لم يحكم حتى الآن من الأسرى، والأسرى الإداريين. ثم فوق كل ذلك مستقبل قطاع غزة الغامض من خلال وضعه تحت وصاية دولية حيث لا نعرف حتى الآن ما هي صلاحيات المجلس الدولي برئاسة ترامب وعضوية توني بلير والمسمى " مجلس السلام"، ولا صلاحيات هيئة المستقلين التكنوقراط الفلسطينية والعلاقة بين الهيئتين، علاوة على الفصل السياسي والجغرافي بين قطاع غزة والضفة، وغياب أي تمثيل فلسطيني لدى بحث المصير الفلسطيني، وكأن للولايات المتحدة وإسرائيل صلاحيات البت في مصير الفلسطينيين بمعزل عن إرادتهم وهيئاتهم التي تمثلهم.
معروف أن بنيامين نتنياهو وافق على صيغة الاتفاق وتوقيته على مضض، واضطر للموافقة بعد أن رمى الرئيس الأميركي دونالد ترامب بثقله لإنجاز الاتفاق ووقف الحرب، لكن يجب ألا ننسى أن نتنياهو وضع لمساته وبصماته على الاتفاق مسبقا، وأدخل تعديلات جوهرية على الاتفاق بالصيغة التي عرضها ترامب على زعماء الدول العربية والإسلامية/ وهذه التعديلات هي بمثابة ألغام يمكن لنتنياهو أن يفجرها في الوقت الذي يلائمه. مبدئيا نتنياهو معني بإتمام المرحلة الأولى من الاتفاق الذي يعطي إسرائيل ما تريده مقدما ومعجلا، بينما تركت المطالب الفلسطينية كوعود غامضة مستقبلية يترتب الوفاء بها أو ببعضها التزام الفلسطينيين بشروط تعجيزية، والمشكلة أن إسرائيل ومن خلفها الولايات المتحدة هما اللتان تحكمان ما إذا كانت الالتزام الفلسطيني كافيا أم لا، ونحن كفلسطينيين لدينا خبرة واسعة في مثل هذه الشروط التي كانت سمة رئيسية من سمات اتفاق أوسلو وملحقاته والذي ما زلنا ندور في متاهته منذ 32 عاما وحتى الآن. ولنا كذلك نموذج آخر في الاتفاق الإسرائيلي اللبناني حيث حصلت إسرائيل على ضمانات أميركية تجعلها هي صاحبة الحق الحصري في تفسير الاتفاق، وتطبيقه بقوة السلاح ، اي بمواصلة الاعتداءات ومواصلة احتلال القرى اللبنانية.
صحيح أن ثمة قوى ضاغطة تدفع لتنفيذ الاتفاق بكل مراحله ومن بين هذه القوى رغبة الرئيس الاميركي، ورغبة العالم بأسره وموجات التضامن العارمة مع فلسطين، والأزمات الداخلية في إسرائيل وانعكاسات الحرب على إسرائيل داخليا، وأزمة علاقاتها الدولية وعزلتها الآخذة في الاتساع، ولكن هناك ايضا حسابات تخص نتنياهو وائتلافه اليميني المتطرف وحكومته، وهو يرى أن إسرائيل لم تحقق أهدافها بعد، وأن عليها استئناف القتال لتحقيق ما أسماه نتنياهو النصر المطلق.
علينا أن نتوقع استمرار الخروقات الإسرائيلية التي ستدخل من الفجوات والثغرات الموجودة في الاتفاق، ومنها اشتراط تسليم جميع الأسرى والجثث خلال 72 ساعة، وعدم تحديد جداول زمنية للانسحاب الإسرائيلي المتدرج، واحتفاظ إسرائيل بمناطق أمنية عازلة بما في ذلك الشريط الفاصل بين قطاع غزة ومصر وبالتالي السيطرة الكاملة على محور رفح، وسيطرة إسرائيل على كل ما يدخل ويخرج من قطاع غزة بما يشمل مواد إعادة الإعمار. وهكذا فإن تطبيق المراحل التالية من الاتفاق مرهون بتقديرات نتنياهو ومصالحه وحساباته، حتى الآن يوجد زخم دولي وإقليمي داعم لتطبيق الاتفاق، ولكن في محيط نتنياهو يراهنون على أن الاهتمام الدولي بتطبيق الاتفاق سيخفت مع الوقت، وأن اهتمام ترامب نفسه بما يجري في غزة والشرق الأوسط سيضعف تدريجيا لمجرد إطلاق سراح الأسرى، والتقاط الرئيس الأميركي الصور التذكارية معهم، فضلا عن الأجواء الاحتفالية في شرم الشيخ والأراضي المحتلة، لذلك من المهم جدا إعادة بناء الموقف الفلسطيني الموحد، والحفاظ على زخم إقليمي عربي واسلامي ضاغط حتى تحقيق الانسحاب الإسرائيلي الكامل من قطاع غزة ورفع الحصار، ووبدء مسار جدي لحل القضية الفلسطينية وإنهاء الاحتلال.



#نهاد_ابو_غوش (هاشتاغ)       Nihad_Abughosh#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حين يتحكم ترامب بالعالم
- إسرائيل تصوغ أهدافها حسب مجريات الحرب
- أسرى إسرائيل الباقون جنود وضباط
- فشل مخططات التهجير والاقتلاع وتراجع مؤقت لريفيرا غزة
- بين دعوة التهجير واستئناف الحرب: خارطة طريق جديدة لإسرائيل
- جدوى إصلاح السلطة في ظل حرب الإبادة
- المقاومة وإمكانياتها العسكرية
- فعاليات التضامن الدولي مع فلسطين
- الصواريخ اليمنية: شوكة في خاصرة إسرائيل وتفوقها العسكري
- خطة ترامب وردّ (حماس) والدرس الذي تأخر إدراكه
- إصلاحات السلطة بين مطالب الشعب والضغوط الخارجية
- قطاع غزة : مشروع استثماري أم وطن
- تهديدات كاتس لسكان غزة
- إسرائيل تدق طبول حرب جديدة على ايران
- انقِلاب الصّورَة: كَيفَ تَحَوَّلَت فِلِسطين إلى رَمزٍ قِيَمي ...
- تصريحات عباس زكي الرافض لخطة ترامب والرد عليها
- دلالات الإضراب العالمي عن الطعام في أكثر من 100 مدينة
- عن اغلاق الجسر وسياسات العقاب الجماعي
- إسرائيل ومشاريع تفتيت سوريا
- عن إغلاق الجزيرة وتحطيم صورة شيرين


المزيد.....




- نتنياهو: حققنا -انتصارات هائلة-.. والمعركة -لم تنتهِ بعد-
- صواريخ -توماهوك- تختبر حدود الحرب بين كييف وموسكو
- لبنان يعدّ شكوى أمام مجلس الأمن بعد التصعيد الإسرائيلي.. فهل ...
- غزة بعد الاتفاق مباشر.. الأمن يسيطر على مليشيا عميلة للاحتلا ...
- إغلاق صناديق الاقتراع في الكاميرون وبيا الأوفر حظا لولاية ثا ...
- مظاهرة في سراييفو تطالب بدعم الفلسطينيين وقطع العلاقات مع إس ...
- ترامب في شرم الشيخ: توقيع تاريخي وقمة دولية لإنهاء حرب غزة
- هل تتعارض العدالة الانتقالية مع السلم الأهلي في سوريا؟
- عاجل | ترامب: الحرب انتهت ووقف إطلاق النار سيصمد
- كارثة قيس سعيد في تونس


المزيد.....

- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نهاد ابو غوش - خروقات نتنياهو للاتفاق