أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نهاد ابو غوش - حين يتحكم ترامب بالعالم














المزيد.....

حين يتحكم ترامب بالعالم


نهاد ابو غوش
(Nihad Abughosh)


الحوار المتمدن-العدد: 8493 - 2025 / 10 / 12 - 12:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نهاد أبو غوش
فشل دونالد ترامب في الحصول على جائزة نوبل للسلام التي ذهبت لواحدة من صنائع المخابرات الأميركية، مع أنه يبدو كمن يرسم بقراراته المفاجئة مستقبل العالم ومصائر الشعوب، وهو حين طرح خطته الأولى لتهجير الشعب الفلسطيني من غزة، لم يجد بين العرب والمسلمين من يخبره بأن هذه الخطة هي جريمة حرب، وأن غزة هي وطن الفلسطينيين وليست مشروعا استثماريا، ولذلك اجتهد العرب فقدموا مشروعا "واقعيا" بديلا أملا في إقناع ترامب. لكن صمود الشعب الفلسطيني ومقاومته، مدعوما من الهبة التضامنية العارمة التي هزت مدن العالم وعواصمه وبخاصة في الغرب الأوروبي والأميركي وفي دول بعيدة جدا عن فلسطين مثل اليابان وكوريا واستراليا والمكسيك فضلا عن دول أميركا اللاتينية، هذا الذي افشل مشروع ترامب التهجيري، ودفعه لتقديم خطة جديدة تتبنى مطالب إسرائيل في الحرب، وبعض نقاط المبادرة الفرنسية السعودية. المادة التالية أدناه كتبت قبل خطة وقف الحرب الأخيرة، اعرضها هنا للتوثيق.
اعتقد أن خطة ترامب ( خطة التهجير) جدية وواقعية من وجهة نظره وفي ظل جنون القوة الذي يحكم عددا من مواقفه الغريبة مثل تصريحاته بشأن ضم كندا وغرينلاند والسيطرة على قناة بنما، كون تصريحاته جدية ، لا تعني انها قدر محتوم فرض على الفلسطينيين، بل تعتمد على ردود فعل دول العالم وخاصة دول الجوار العربي والدول المرشحة لاستقبال الفلسطينيين، وصمود الشعب الفلسطيني على أرضه. كون تصريحاته جدية وواقعية لا يعني يتناقض مع روح المساومة والصفقات التي تميز طريقة تفكيره وطبيعته كرجل اعمال ومقامر فضلا عن كونه يمينيا شعبويا وعنصريا، ولكن حتى هذا خطير، فهو حين يرفع سقفا عاليا جدا يعني انه لن يقبل الا بما يتيحه هذا السقف العالي من المساومة وخاصة انه يستند للقوة الغاشمة، كما أن طريقة العمل والتفكير هذه تفيد بأنه لا يقيم أي وزن للقانون الدولي ومؤسسات الأمم المتحدة والاتفاقيات والمعاهدات الدولية، فمصالح الولايات المتحدة وحلفائها هي فوق كل شيء.
خطة ترامب مسلحة بأدوات واقعية هي القوة السياسية والمالية والاقتصادية الاميركية، وآلة الحرب الاسرائيلية الفتاكة، بينما المشروع المقابل – المشروع العربي- يفتقر إلى أدوات القوة حتى السياسية والدبلوماسية منها، ويبدو البديل العربي الاسلامي أقرب إلى كونه بديلا فنيا وإداريا يلخصه شعار أن اعادة اعمار غزة ممكنة. وليس أن التهجير جريمة حرب وانتهاك فظيع للقانون الدولي.
اعتقد أن ثمة قضايا اجماع صهيوني – في المجتمع وفي وسائل الإعلام- وهناك قضايا خلافية تعكس نفسها على تناول الإعلام، في الشهور الأولى للحرب كان هناك إجماع على أن اسرائيل هي الضحية، وأن الفلسطينيين وحماس وغزة كلهم وحوش بشرية ويجب معاقبتهم ، لم يكن أحد في اسرائيل مستعدا لرؤية الفلسطينيين كبشر يستحقون حقوق الانسان، ولم يكن ثمة من يحمل الاحتلال وممارساته أي مسؤولية في انفجار معركة طوفان الأقصى، وحتى الآن هناك أغلبية وسائل الإعلام لا ترى ولا تريد أن ترى جرائم الحرب الاسرائيلية ولا معاناة المدنيين الفلسطينيين من نساء وأطفال.
المجتمع الاسرائيلي بني على أفكار ومعتقدات عنصرية تقوم على التفرد والتميز، واحتكار دور الضحية، وشيطنة الآخر ولذلك لا يستوعب الاسرائيليون حتى اعضاء الكنيست العرب حين ينتقدون جرائم الجيش الاسرائيلي او يظهرون تعاطفهم مع المدنيين الفلسطينيين.
في وقت لاحق ومع ازدياد الخشية من ملاحقة قادة وضباط الجيش على جرائم الحرب بدات أصوات قليلة ومنفردة تتحدث عن فظائع هنا وهناكن لكنها كالنت تصور دائما كتجاوزات فردية وليس كسياسات رسمية يتبناها الجيش والقيادة السياسية.
من المؤكد أن ثمة فروق بين وسائل الإعلام، وحتى بين الأفراد، فصحيفة هآرتس مثلا معروف أن فيها هوامش واسعة لانتقاد السياسات الرسمية بما في ذلك انتقاد جرائم الحرب والكشف عنها، بينما هناك وسائل مثل القناة 14 عملت وما زالت تعمل كبوق تحريضي لصالح القوى الاستيطانية المتطرفة، ولكن علينا أن ننتبه إلى أن الاعلام الاسرائيلي في أوقات الحرب يتجند باعتباره سلاحا للدعاية، ويتبنى المواقف الرسمية، ويرددها ويكررها باعتبارها حقائق ( مثال الحديث عن ارتكاب عناصر المقاومة فظائع وجرائم جنسية وقتل الأطفال هذه التلفيقات رددتها مختلف وسائل الاعلام باعتبارها حقائق غير قابلة للنقاش، بينما ترفض تصديق ان جنود اسرائيل ارتكبوا جرائم اكثر فظاعة) بينما يمكن أن نلحظ وجود مواقف وتعبيرات متباينة ومتعددة في غير أوقات الحرب.



#نهاد_ابو_غوش (هاشتاغ)       Nihad_Abughosh#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إسرائيل تصوغ أهدافها حسب مجريات الحرب
- أسرى إسرائيل الباقون جنود وضباط
- فشل مخططات التهجير والاقتلاع وتراجع مؤقت لريفيرا غزة
- بين دعوة التهجير واستئناف الحرب: خارطة طريق جديدة لإسرائيل
- جدوى إصلاح السلطة في ظل حرب الإبادة
- المقاومة وإمكانياتها العسكرية
- فعاليات التضامن الدولي مع فلسطين
- الصواريخ اليمنية: شوكة في خاصرة إسرائيل وتفوقها العسكري
- خطة ترامب وردّ (حماس) والدرس الذي تأخر إدراكه
- إصلاحات السلطة بين مطالب الشعب والضغوط الخارجية
- قطاع غزة : مشروع استثماري أم وطن
- تهديدات كاتس لسكان غزة
- إسرائيل تدق طبول حرب جديدة على ايران
- انقِلاب الصّورَة: كَيفَ تَحَوَّلَت فِلِسطين إلى رَمزٍ قِيَمي ...
- تصريحات عباس زكي الرافض لخطة ترامب والرد عليها
- دلالات الإضراب العالمي عن الطعام في أكثر من 100 مدينة
- عن اغلاق الجسر وسياسات العقاب الجماعي
- إسرائيل ومشاريع تفتيت سوريا
- عن إغلاق الجزيرة وتحطيم صورة شيرين
- مخططات تغيير الوضع القائم في القدس والمسجد الأقصى


المزيد.....




- مصادر: أجزاء من غزة ستصبح -مناطق مغلقة- وهذا السبب
- -ليس ضعفا-.. السيسي يثير تفاعلا وتحليلات لمعنى تصريحه عن سد ...
- تعقّيب مصري رسمي على وفاة دبلوماسيين قطريين بحادث شرم الشيخ ...
- رغم توقّف الغارات على غزة.. مظاهرات في عواصم أوروبا تدعو لمح ...
- خبراء: منصات محادثة الذكاء الاصطناعي قد تزيد الأمراض العقلية ...
- أفغانستان تعلن مقتل 58 جنديا باكستانيا في مواجهات حدودية وإس ...
- صحفي فلسطيني يكشف معاناة الأصوات الفلسطينية بفرنسا بعد 7 أكت ...
- دراسة: 61% من أنواع الطيور في العالم تتراجع أعدادها
- معتقلو -أسطول الصمود- يصلون عمّان
- -كوانتاس- الأسترالية تعلن سرقة بيانات أكثر من 5 ملايين من عم ...


المزيد.....

- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نهاد ابو غوش - حين يتحكم ترامب بالعالم