أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نهاد ابو غوش - فشل مخططات التهجير والاقتلاع وتراجع مؤقت لريفيرا غزة














المزيد.....

فشل مخططات التهجير والاقتلاع وتراجع مؤقت لريفيرا غزة


نهاد ابو غوش
(Nihad Abughosh)


الحوار المتمدن-العدد: 8492 - 2025 / 10 / 11 - 00:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نهاد أبو غوش
يمكن القول ولو بصورة حذرة ومؤقتة أن رؤية ترامب حول تهجير الشعب الفلسطيني من قطاع غزة قد تراجعت، وهزمت معها أحلام نتنياهو وفريقه الفاشي بعودة الاحتلال والاستيطان لقطاع غزةن ويعود الفضل في ذلك إلى صمود الشعب الفلسطيني ومقاومته أولا، ومعارضة الدول المرشحة لتهجير الفلسطينيين بدءا من مصر والأردن وصولا إلى الدول الضعيفة سياسيا واقتصاديا التي عرضت عليها رشاوى واغراءات لاستيعاب المهجرين الفلسطينيين لكنها رفضت لأنها أدركت أن الموافقة تعني الانخراط في تنفيذ جرائم حرب، وهو ما ينطبق على رواندا والكونغو ودولة جنوب السودان، وأرض الصومال، كما يعود الفضل في ذلك دون شك لموجات التضامن الدولي العارمة مع الفلسطينيين والتي هزت مدن وعواصم الغرب ودولا بعيدة مثل اليابان وكوريا والمكسيك واستراليا ودول أميركا اللاتئينية وغيرها. لكن الاتفاق الذي فرضه الرئيس ترامب ما زال مليئا بالثغرات والفجوات ما يعني أن نتنياهو قد يستغل اي ثغرة، ويستغل تراجع زخم الاهتمام الأميركي للعودة إلى العدوان ومواصلة حربه على غزة وإن بأشكال مختلفة، وهنا نذكر بفكرة الريفيرا التي طرحها الرئيس ترامب وهي وليدة أفمار صهره جاريد كوشنر وبمشاركة توني بلير، وهذا المخطط تراجع بالتأكيد لكن احتمالات العودة إليه تبقى قائمة ومرهونة بكيفية تعامل الفلسطينيين والدول العربية والعالم مع الحلقات القادمة التي لا تقل خطورة عن السابقة.
الأطماع باحتلال غزة وعودة الاستيطان لها كانت وما زالت تسكن عقول وبرامج اليمين الإسرائيلي منذ إنشاء إسرائيل وحتى الآن، هؤلاء لم يتراجعوا ولا تخلوا عن هذه الأفكار حتى بعد تنفيذ خطة فك الارتباط والانسحاب من غزة في العام 2005، هذه الأفكار انتقلت من مجال الأحلام إلى حيز الخطط والبرامج خلال الحرب التي تخوضها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني في غزة منذ السابع من اوكتوبر، ففي الشهور الأولى من الحرب وتحديدا في كانون الثاني 2024 عقد مؤتمر لهذه الغاية تحت شعار "الاستيطان يجلب الأمن" بحضور نواب ووزراء من مختلف قوى اليمين الإسرائيلي بما في ذلك حزب الليكود الحاكم. وتجدد الضغط لهذه الغاية بمؤتمر ثان عقد قرب قطاع غزة في تشرين الثاني من نفس العام. ظل هذا الهدف قائما ومعلنا في دعاية وخطاب اليمين الصهيوني الديني طوال الوقت، ولعل هذا ما يفسر امتناع بنيامين نتنياهو عن الإفصاح عن الأهداف الحقيقية للحرب، وإحجامه عن تقديم جواب بشأن اليوم التالي للحرب فهو لا يريد أن يغضب شركاءه من الصهيونية الدينية وأوساط واسعة من الليكود، لكنه يدرك أن خططا ومشروعات كهذه تنطوي على جرائم حرب صريحة ويمكن لها أن تثير غضب العالم. لكن كل ذلك تغير بعد تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب في شباط 2025، حيث أصبحت هذه التصريحات بمثابة خارطة طريق تفسر سلوك وتوجهات نتنياهو وانقلابه على الصفقة التي وقعت مطلع العام، ثم رفضه القاطع لكل محاولات الوصول إلى صفقة جديدة، ووضعه شروطا تعجيزية لأية صفقة محتملة. ولا بد من التنويه إلى أن الرئيس ترامب لم يتراجع عن أفكاره حتى بعد بلورة المشروع العربي – الاسلامي لإعادة إعمار غزة، لا بل ذهب ترامب بعيدا في توصيح خططه بالحديث عن ريفيرا غزة، ومنع الفلسطينيين من العودة، أي أنه يريد إعمار غزة وإعادة إعمارها بعد إخلائها من الفلسطينيين وهذه أكبر جائزة يقدمها زعيم اي دولة لأطماع ومخططات الحركة الصهيونية التي باتت معظم مركباتها بما في ذلك قوى المعارضة تتبنى هذا المخط الإجرامي.
المخطط الإسرائيلي ليس قدرا محتوما على الفلسطينيين، حتى لو كان مدعوما من الرئيس الأميركي وأشكال الصمت والتواطؤ الدولي والعربي، فالشعب الفلسطيني رغم أهوال وفظاعات الكارثة صامد على أرضه، والمقاومة صامدة وتتصدى والعالم يشهد موجات عارمة من مناصرة القضية الفلسطينية وإدانة إسرائيل وتجريمها، حتى داخل إسرائيل هناك معارضة جدية لهذا المخطط لإدراك بعض القوى الصهيونية أن مشروعا كهذا سيشدد عزلة إسرائيل، ويجلب مزيدا من العقوبات والمقاطعة، ويضيع إنجازات سياسية ودبلوماسية حققتها إسرائيل خلال عقود كما سيبعد فرص التطبيع واندماج إسرائيل كـ"دولة طبيعية" في الإقليم.
لا بد من الإشارة إلى أن الأطماع الإسرائيلية المدعومة أميركيا لا تقتصر على الأرض وأطماع الاستيطان، فمساحة قطاع غزة صغيرة نسبيا، لكن الهدف الأكبر هو اقتلاع الفلسطينيين وتهجيرهم من أرضهم وبالتالي تصفية القضية الفلسطينية وهو مخطط يمتد للضفة، وكذلك الأطماع في حقول الغاز الفلسطيني، وتسهيل فرص إقامة قناة بديلة – أو خطوط سكك حديد – لقناة السويس.
• صحيح أن مواقف الشجب والتنديد والاكتفاء بإصدار البيانات لا تؤثر ولن تؤثر على إسرائيل التي تربط خططها ومواقفها بالموقف الأميركي وتعتبره أكثر أهمية من مواقف دول العالم مجتمعة، كما أن إسرائيل تراهن على أن الزمن كفيل بجعل العالم يعتاد على الواقع الجديد وتمرير جرائمها، لكننا في المقابل نجد موجة غير مسبوقة في التعاطف مع فلسطين من قبيل المظاهرات المليونية في بريطانيا واستراليا وهي تاريخيا دول حليفة للولايات المتحدة واسرائيل، رأينا بعض أقرب حلفاء إسرائيل يضطرون للتنازل أمام موجات الغضب الشعبي كما جرى في المانيا، حكومة هولندا باتت على شفير الانهيار بسبب غزة، المشكلة كانت في رأيي وما زالت في الموقف العربي وكذلك في الموقف الرسمي الفلسطيني حيث تتراوح المواقف الرسمية العربية بين العجز والشلل إلى التخاذل والتواطؤ وحتى تبرير جرائم الاحتلال الإسرائيلي والمشاركة في معاقبة الشعب الفلسطيني من خلال فرض العقوبات عليه، والمشكلة لا تقتصر على المواقف الرسمية بل تمتد إلى مواقف القوى الشعبية من فصائل وأحزاب ونقابات ومنظمات مجتمع مدني، وسيبقى الرهان قائما على صمود شعبنا ومقاومته وبشائر اليقظة الشعبية التي نرى بعض مقدماتها كما يجري حاليا في المغرب وتونس.



#نهاد_ابو_غوش (هاشتاغ)       Nihad_Abughosh#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين دعوة التهجير واستئناف الحرب: خارطة طريق جديدة لإسرائيل
- جدوى إصلاح السلطة في ظل حرب الإبادة
- المقاومة وإمكانياتها العسكرية
- فعاليات التضامن الدولي مع فلسطين
- الصواريخ اليمنية: شوكة في خاصرة إسرائيل وتفوقها العسكري
- خطة ترامب وردّ (حماس) والدرس الذي تأخر إدراكه
- إصلاحات السلطة بين مطالب الشعب والضغوط الخارجية
- قطاع غزة : مشروع استثماري أم وطن
- تهديدات كاتس لسكان غزة
- إسرائيل تدق طبول حرب جديدة على ايران
- انقِلاب الصّورَة: كَيفَ تَحَوَّلَت فِلِسطين إلى رَمزٍ قِيَمي ...
- تصريحات عباس زكي الرافض لخطة ترامب والرد عليها
- دلالات الإضراب العالمي عن الطعام في أكثر من 100 مدينة
- عن اغلاق الجسر وسياسات العقاب الجماعي
- إسرائيل ومشاريع تفتيت سوريا
- عن إغلاق الجزيرة وتحطيم صورة شيرين
- مخططات تغيير الوضع القائم في القدس والمسجد الأقصى
- عنف المستوطنين مكوّن رئيسي لعنف دولة الاحتلال
- مستقبل غزة
- خطاب نتنياهو: رقم قياسي في الأكاذيب


المزيد.....




- أمريكا تعلن السماح لقطر ببناء منشأة جوية تستضيف مقاتلات على ...
- الولايات المتحدة: انفجار يهز مصنعا عسكريا بولاية تنيسي يسفر ...
- مولدوفا وخسارة روسيا الفادحة في أوروبا
- السودان.. -تأسيس- مستعد للتعاون مع -الرباعية- لإنهاء الحرب
- ويتكوف وكوشنر على طاولة الحكومة الإسرائيلية.. دعم أم ضغط؟
- انفجار -مدمر- في مصنع متفجرات بأميركا يخلف قتلى ومفقودين
- حماس وفصائل فلسطينية ترفض أي -وصاية أجنبية- على غزة
- فرنسا.. تكليف لوكورنو بتشكيل حكومة جديدة بعد إعادة تعيينه
- كوشنر ينتقد طائرة الرئيس الفلسطيني -الفارهة-.. ماذا قال؟
- بعد فوزها بنوبل للسلام.. ماريا كورينا تهدي جائزتها لترامب


المزيد.....

- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نهاد ابو غوش - فشل مخططات التهجير والاقتلاع وتراجع مؤقت لريفيرا غزة