أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نهاد ابو غوش - ترامب: تفاهة العظمة وعظمة التفاهة














المزيد.....

ترامب: تفاهة العظمة وعظمة التفاهة


نهاد ابو غوش
(Nihad Abughosh)


الحوار المتمدن-العدد: 8495 - 2025 / 10 / 14 - 14:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب في أكثر من مناسبة أنه بوقف الحرب في غزة فقد أنهى حربا عمرها أكثر من ثلاثة آلاف عام، في المرة الأولى بدا وكأن الأمر أشبه ب"طرفة" تناسب أسلوب ترامب في الخطابة لإمتاع مستمعيه وإدهاشهم، قال أنه سأل عن هذه الحرب ومنذ متى هي قائمة، فقالوا له أنها مستمرة منذ ثلاثة آلاف عام. لم يوضح لنا ترامب عمّن سأل ليعطيه هذا الجواب الغريب الذي يبدو أنه أعجبه فكرره في حطابيه في الكنيست الإسرائيلي وفي قمة شرم الشيخ. بمقدور اي طفل في السنة الابتدائية الأولى من مدرسته أن يعود لمحركات البحث وخاصة غوغل ليرى أن ترامب ليس فقط كذابا أشرا بل هو يسخر من معاناة الناس وماساتها، ويحولها إلى مادة للتهكم والسخرية. طبعا هو لم يظهر لمستمعيه من هم أطراف هذه الحرب اللعينة، في غزة المعادلة واضحة اليوم حيث شنت إسرائيل حرب غبادة ضد الشعب الفلسطيني، ولكن من الذين كانوا أطراف الحرب خلال الحربين العالميتين وخلال القرون الاربعة التي خضع فيها الشرق الأوسط للعثمانيينن في عهود المماليك والأيوبيين والصليبيين، اثناء الفتوح العربية الإسلامية في عهود الرومان والبطالمة والغزو الفارسي والممالك الكنعانية القديمة. كأن الرئيس ترامب يريد أن يؤكد على تفاهته وضحالة وعي مستمعيه، وأن لا أحد سيقف في وجهه ليقول له أن ما تزعمه هو هراء سخيف لا يليق برئيس دولة عظمى تقع على عاتقها مسؤوليات والتزامات قانونية وسياسية تجاه قضايا العالم ولا يجوز له أن يعالجها بهذه الخفة والاستهانة بوعي الشعوب والقادة والمؤسسات الدولية.
اتسع وقت الخطابين الطويلين المملّين، اللذين ألقاهما ترامب في الكنيست وشرم الشيخ لكل ما شاء من قفشات ونهفات، أشاد بجميع مساعديه وابنته وزوجها ومستشاره ويتكوف ووزيري الخارجية والدفاع، كما أسهب في امتداح "البطل" نتنياهو ولم ينس أن يطلب له العفو، وفي شرم الشيخ اسبغ عبارات الحكمة والذكاء والجمال على كل من تواجد من الزعماء من دون أن ينسى التغزل بجمال رئيسة الوزراء الايطالية جورجيا ميلوني، لكنه نسي تفصيلا هامشيا يبدو أنه لم يكن يستحق الذكر في خطابهن نسي الشعب الفلسطيني، تجاهل الحديث عن سبب الحروب والصراعات والاحتلال الإسرائيلي وحرمان الشعب الفلسطيني من حقوقه الوطنية وخاصة حقه في تقرير المصير، تجنب الحديث عن حل الدولتين حيث تعترف 157 دولة بالدولة الفلسطينية، تحدث عن سلام إقليمي يستكمل فيه مشروعه للسلام افبراهيمي والتطبيع بين إسرائيل وباقي الدول العربية والإسلامية وليذهب الشعب الفلسطيني إلى الجحيم. نسي آلام ومعاناة مليونين وربع المليون فلسطيني في غزة الذين إت عادوا إلى أماكن إقامتهم الأولى فإنما يعودون لركام منازلهم ولمدن الغبار والدمار التي خلفها العدوان الوحشي الإسرائيلي غير المسبوق في فظاعته، نسي ترامب آلام ومعاناة أكثر من عشرة آلاف اسير فلسطيني وتذكر فقط معاناة عشرات الأسرى الإسرائيليين، ومثل سؤاله عن تاريخ الحرب، سبق له أن سأل بعض الأسرى الإسرائيليين المخلى سبيلهم فقالوا له أن معاملة حماس لم تكن لطيفة، يستطيع ترامب أن يتجهل طريقة معاناة وتعذيب وإهانة إسرائيل للأسرى الفلسطينيين وحتى للأسرى الدوليين من ناشطي أسطول الصمود واسطول الحرية وبينهم شخصيات ثقافية وسياسية وفنية ونواب منتخبون في بلدانهم.
من الصعب ان نعثر في الخطابين وفي سلوك ترامب على شخصية تخالف شخصيته الفظة في سلوكه الحياتي الشخصي كمقامر ومتهرب من الضرائب، ومتحرش بالنساء، وعنصري، أو من خلال تعامله مع قضايا دولية مهمة مثل أطماعه في ضم كندا والاستيلاء على غرينلاند من الدنمارك، أو قضية الحدود مع المكسيك والرسوم الجمركية ورغبته في السيطرة على قناة بنما واستعادة قاعدة باغرام في أفغانستان، وعدائه الصريح للأمم المتحدة ومؤسساتها، وهو نفس الأسلوب الفظ والعدواني الذي يتعامل فيه مع القضايا الداخلية للشعب الأميركي، وكلماته البذيئة والنابية في وصف بعض الدول والشعوب. ترامب الفظ يريد أن يبني سلاما مستندا إلى القوة ولذلك هو معجب جدا ببنيامين نتنياهو، ولذلك هو يمجد العنف والسلوك العدواني لبعض الدول والزعماء، إنها القوة في أبسع تجلياتها وانسلاخها عن قيم الإنسانية في العدالة والكرامة والحقوق والقوانين، إنها العظمة ولكن بمضمون تافه وسخيف وغير إنساني ، إنها عظمة التفاهمة أو تفاهة العظمة.



#نهاد_ابو_غوش (هاشتاغ)       Nihad_Abughosh#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مستقبل القضية الفلسطينية بعد خطة ترامب
- استثناء الأسرى القادة من صفقات التبادل
- خروقات نتنياهو للاتفاق
- حين يتحكم ترامب بالعالم
- إسرائيل تصوغ أهدافها حسب مجريات الحرب
- أسرى إسرائيل الباقون جنود وضباط
- فشل مخططات التهجير والاقتلاع وتراجع مؤقت لريفيرا غزة
- بين دعوة التهجير واستئناف الحرب: خارطة طريق جديدة لإسرائيل
- جدوى إصلاح السلطة في ظل حرب الإبادة
- المقاومة وإمكانياتها العسكرية
- فعاليات التضامن الدولي مع فلسطين
- الصواريخ اليمنية: شوكة في خاصرة إسرائيل وتفوقها العسكري
- خطة ترامب وردّ (حماس) والدرس الذي تأخر إدراكه
- إصلاحات السلطة بين مطالب الشعب والضغوط الخارجية
- قطاع غزة : مشروع استثماري أم وطن
- تهديدات كاتس لسكان غزة
- إسرائيل تدق طبول حرب جديدة على ايران
- انقِلاب الصّورَة: كَيفَ تَحَوَّلَت فِلِسطين إلى رَمزٍ قِيَمي ...
- تصريحات عباس زكي الرافض لخطة ترامب والرد عليها
- دلالات الإضراب العالمي عن الطعام في أكثر من 100 مدينة


المزيد.....




- أعداد القطط تفوق السكان..هذه الجزيرة الإسبانية الصغيرة تحتفظ ...
- لقاءٌ مرتقب بين ترامب وزيلينسكي في البيت الأبيض يوم الجمعة
- تونس: كيف يرى التونسيون مستوى الحريات في بلدهم؟
- ملك الأردن عبدالله الثاني في مقابلة خاصة مع بي بي سي
- الجانب المظلم لكريستوفر كولومبوس و-عالمه الجديد-
- في غياب صاحب نوبل للأدب.. انطلاق معرض فرانكفورت للكتاب 2025 ...
- سجناء فلسطينيون أطلقت إسرائيل سراحهم مقابل الرهائن في غزة
- لوكورنو يلقي خطابا أمام النواب الفرنسيين لكسب التأييد وتفادي ...
- أكثر من 65 قتيلا وعشرات المفقودين بسبب فيضانات ضربت المكسيك ...
- مدغشقر: الرئيس راجولينا يحل البرلمان بعد أسابيع من احتجاجات ...


المزيد.....

- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نهاد ابو غوش - ترامب: تفاهة العظمة وعظمة التفاهة