أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رانية مرجية - قراءة ادبية في قصيدة -أن تكون مثقفًا- للشاعرة الفلسطينية رانية مرجية بقلم الدكتور الناقد عادل جودة














المزيد.....

قراءة ادبية في قصيدة -أن تكون مثقفًا- للشاعرة الفلسطينية رانية مرجية بقلم الدكتور الناقد عادل جودة


رانية مرجية
كاتبة شاعرة ناقدة مجسرة صحفية وموجهة مجموعات

(Rania Marjieh)


الحوار المتمدن-العدد: 8498 - 2025 / 10 / 17 - 13:42
المحور: الادب والفن
    


لحمد لله الذي جعل الثقافة غذاء للروح،
فإن قصيدة "أن تكون مثقفًا" للشاعرة الفلسطينية رانية مرجية تمثل بيانًا إنسانيًا راقيًا يعيد تعريف المثقف في عصر طغت فيه الماديات وضجت فيه الشاشات. فلم تكتف الشاعرة بسرد الصفات التقليدية للمثقف، بل غاصت في أعماق الوجود الإنساني لتقدم رؤية متكاملة للمثقف العضوي الذي يعيش هموم عصره.
لقد قدمت مرجية في قصيدتها تحولًا جوهريًا في مفهوم المثقف من حامل للمعرفة إلى حامل للقلب المتسع، فجعلت المعرفة "قلبًا يتسع" بدل أن تكون "سلاحًا" للهيمنة والتفوق. وهذا تحول عميق في الرؤية، يجعل من المثقف خادمًا للحقيقة لا متسلطًا بها، ومنفتحًا على الآخر لا منغلقًا على الذات.
وما أبدعته الشاعرة في الربط بين الثقافة والحب، حيث ختمت قصيدتها بالإيمان بأن "العالم لا يُنقذ بالمعرفة، بل بالحب الذي يجرؤ أن يفهم". فهذه الجملة وحدها تشكل فلسفة كاملة في التعامل مع المعرفة والوجود، حيث تصبح الثقافة فعل حب قبل أن تكون فعل معرفة، كما تذكرنا السيرة الذاتية للشاعرة.
ولا يخفى على القارئ الحصيف ذلك التوازن الدقيق الذي رسمته الشاعرة بين ثنائيات متعددة:
بين الفرد والجماعة، بين الحلم والواقع، بين الصمت والكلمة، بين الأنا والآخر. فجعلت المثقف جسرًا بين "الصراخ والفهم"، بين "الألم والأمل"، بين " أنا و نحن ".
وهنا تبرز عبقرية الشاعرة في صياغة مثقف لا ينعزل في برجه العاجي، بل ينزل إلى ساحة الحياة حاملًا شمعة المعرفة في ريح الواقع، "بحذر وبإصرار أن لا تنطفئ". إنه المثقف الذي يتحلى بالتواضع الفكري فيتراجع "حين يكتشف أن الحق في الجهة الأخرى"، والذي يفرح "لابتسامة لم يصنعها".
إن هذه الرؤية الإنسانية للمثقف تذكرنا بفلاسفة التنوير الذين دعوا إلى العقل المتسامح، كما تذكرنا بتعاليم الاديان السماوية التي تجعل العلم نورًا يهدي إلى الخير والتعاون.
فالمثقف الحقيقي في هذه القصيدة هو ذلك الروح اليقظ الذي يستيقظ كل صباح "وفي صدره سؤال لا إجابة"، الذي يرفض أن يكون جزءًا من القطيع..
لكنه يظل منتميًا للجماعة الإنسانية.
// ختامًا..
يمكن القول إن هذه القصيدة ليست مجرد نص أدبي، بل هي بيان وجودي وإنساني يقدم بديلًا عن ثقافة الاستعلاء والانعزال، ويؤسس لثقافة التعاطف والتضامن.
وهي بهذا تكون قد أعادت للمثقف دوره النبيل كحارس للحلم الإنساني، وكجسر للتواصل بين المختلفين.
تحياتي واحترامي🌹

---
أن تكون مثقّفًا
بقلم: رانية مرجيّة
أن تكون مثقّفًا،
أن تستيقظ كلّ صباحٍ وفي صدرك سؤال،
لا إجابة.
أن تخافَ من الكلمة،
لكنّك تقولها،
لأنّ الصمتَ جريمةٌ حين ينام العالم في ضوء الشاشات.
أن تكون مثقّفًا،
أن لا تُلغي غيرك،
أن تصفّق لنجاحهم
كأنّك أنت من كُرِّم.
أن ترى في تألّقهم ضوءًا يمتدّ منك،
وفي اختلافهم مرآةً تُريك ما غاب عنك.
أن تكون مثقّفًا،
أن تمشي وحيدًا أحيانًا،
لأنّ القطيعَ لا يُحبُّ من يسأل كثيرًا،
أن تحتمل خيبةَ الحلم،
لكنّك لا تُساوم على الحلم.
أن تكون مثقّفًا،
أن تكتب لتُحرّر، لا لتُعجب،
أن تلمسَ جراحَ الناس
دون أن تتحدث عن طهارتك.
أن تُنصت قبل أن تُعلن،
وتتراجع حين تكتشف أنّ الحقّ في الجهة الأخرى.
أن تكون مثقّفًا،
أن تُحبَّ المختلف،
وتحملَ أفكارك كما يحملُ الطفلُ شمعةً في الريح،
بحذرٍ،
وبإصرارٍ أن لا تنطفئ.
أن تكون مثقّفًا،
أن تعرفَ أنّ المعرفةَ ليست سلاحًا،
بل قلبٌ يتّسع.
أن تفهم أنّ الحرية لا تُمارس وحدك،
بل تُعاش مع الآخرين.
أن تكون مثقّفًا،
أن تفرح لابتسامةٍ لم تصنعها،
وتبني جسرًا يعبرُ عليه غيرُك أولًا،
وتظلّ واقفًا،
تحرس الحلم من سقوط الحجارة.
أن تكون مثقّفًا،
أن تكونَ جسرًا بين الصراخ والفهم،
بين الألمِ والأمل،
بين “أنا” و”نحن”.
أن تكون مثقّفًا،
أن تؤمن أنّ القصيدةَ ليست لك،
بل لنا جميعًا،
وأن العالم لا يُنقَذُ بالمعرفة،
بل بالحبّ الذي يجرؤ أن يفهم.

رانية مرجيّة — كاتبة وشاعرة فلسطينية،
تؤمن بأن الثقافة فعلُ حبٍّ قبل أن تكون فعلَ معرفة.



#رانية_مرجية (هاشتاغ)       Rania_Marjieh#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في قصيدة ما بين أوتار المكابرة … ، للمحامية عائشة يونس ...
- أنشودة مريم والنور
- الذين يبيعون الظل
- رواية- الخاصرة الرخوة- أنوثةٌ تُجلد باسم الطهارة ووطنٌ يُستب ...
- “أنشودة الإنجيل الأخير”
- وجهُ الذاكرةِ… حين تكتب حياة قالوش بمداد الحنين
- ‏قراءة ادبية في : ‏كتاب بعنوان -الرملة ٤٠٠ ...
- قراءة وجدانية فلسفية في ديوان «صبا الروح» للشاعرة سلمى جبران
- قراءة ادبية تحليلية في نص الفرح في حضرة الأم الغائبة للكاتبة ...
- ملحمة الندى والنار قصيدة وجدانية ملحمية
- الفرح في حضرة الأم الغائبة
- قراءة وارفة في ديوان «أنّات وطن» للشاعرة سلمى جبران ✦
- الإنسان يبكي ثم يرى
- قراءة في كتاب طفل الطيف رحلة في الحب والمعنى -بقلم الدكتور ع ...
- الوبش… حين يمرض المعنى ويغدو الجسد مرآة الوعي قراءة فلسفية ع ...
- 🕊️ توجيه المجموعات ثنائية اللغة في ظل الأزمات
- ذات مرة في غزة.. حين يصبح الوجع ذاكرةً جماعيةً للنجاة فيلم ف ...
- ‏قراءة أدبية في رواية -وجوه ناقصة- لرانية مرجية بقلم الدكتور ...
- قراءة أدبية في قصيدة -القصيدة التي تشبه شاعرها- لرانية مرجية ...
- دراسة أدبية لكتاب هلوسة للكاتبة رانية مرجية //بقلم الدكتور ع ...


المزيد.....




- فيلم -أحلام قطار-.. صوت الصمت في مواجهة الزمن
- مهرجان مراكش: الممثلة جودي فوستر تعتبر السينما العربية غائبة ...
- مهرجان غزة الدولي لسينما المرأة يصدر دليل المخرجات السينمائي ...
- مهرجان فجر السينمائي:لقاءالإبداع العالمي على أرض إيران
- المغربية ليلى العلمي.. -أميركية أخرى- تمزج الإنجليزية بالعرب ...
- ثقافة المقاومة: كيف نبني روح الصمود في مواجهة التحديات؟
- فيلم جديد يكشف ماذا فعل معمر القذافي بجثة وزير خارجيته المعا ...
- روبيو: المفاوضات مع الممثلين الأوكرانيين في فلوريدا مثمرة
- احتفاء مغربي بالسينما المصرية في مهرجان مراكش
- مسرحية -الجدار- تحصد جائزة -التانيت الفضي- وأفضل سينوغرافيا ...


المزيد.....

- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رانية مرجية - قراءة ادبية في قصيدة -أن تكون مثقفًا- للشاعرة الفلسطينية رانية مرجية بقلم الدكتور الناقد عادل جودة