أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يحيى نوح مجذاب - مالك القلب ( أوراق منسية في قبو - 7 )*














المزيد.....

مالك القلب ( أوراق منسية في قبو - 7 )*


يحيى نوح مجذاب

الحوار المتمدن-العدد: 8496 - 2025 / 10 / 15 - 22:09
المحور: الادب والفن
    


تُرى ماذا تتوقعين مني أيتها المرأة الحرباء؟!
هل تتلاشين مع " مالك القلب " وتذوبين مرة أخرى بعد أن تصلبت شرايينك مدة من الزمن أخالها طويلة.
إنك لن تفعلي بعدها أكثر من عودة مألوفة لجمود وتيه في السحب المتجمعة فوق رأسك المتطاول شموخاً،
ووجهك المتعب شوقاً،
لن تفعلي أكثر من هذا.. بل ربما تفعلين شيئاً يرجعك إلى شيطان الشك والخطيئة فتغوصين معه في الأوحال.
بالأمس كان في يدك ماءاً تسقين منه العطاشى المتعبين الذين ملأتهم الشمس شوقاً إلى النبع.. وكنت أنا أيضاً من بينهم..
كانت يدي تنزف دماً، وشفتي علاها التراب،
وفي قلبي كان شيئاً من الطمأنينة ينبض للعالم الإنساني.
كنت أرى الأبعاد تتلاشى أمامي وتقترب رويداً رويداً حتى خلت أن الكل هم أنا،
فالجدران ذابت،
والأصداف ذابت،
لم يبقَ غير القوقع الخائف أنتِ.
مررت من أمامي مرور الكرام،
كفرت بالواجب،
كفرت بالقيم،
كفرت بالحياة،
لم تخطيء يدك أبدا لتمتد نحوي،
وهذا ما رجوته، فربما ينقلب الماء في يديك إلى سم ّ زعاف.
صبرت على العطش.. وفي الصبر جمال لا يراه إلاّ الرجال.
واليوم لا أدري كيف أخطأ القلب فطاب لصوت " مالك القلب " كنت أمامي بعيدة مع صديقاتك،
لا أدري كيف حملت نفسي إلى شيء منك،
ليس كلك. ثم عدت إلى اتزاني وخرجت حانقاً على كل شيء،
فأنا لا أريد أن يحملني الشوق وأنت تتلصصين كقطة خائفة.
خرجت بعد أن شدّني المقعد ساعات طوال.. كان الرجل الأريتيري ـ زميل الدراسة ـ يحكي لي قصة الاستعمار الإيطالي في زمن سادت فيه القوى الغاشمة لولا صحوة الشعوب.
كنت أفهم الشيء القليل من بعض ما يقول.. فالفكر كان منحسراً في جانب آخر..
قال لي حدثني عن الفلسفة لنقطع الصمت الذي لفّنا بعد أن أنهى حديثه، فانهال لساني يحصد الكلمات دون معاني.. تحدثت عن التاريخ الفلسفي وتناولت أرسطو وهيجل وكانط ولم أسلسل حديثي بنسق منطقي مركز، ففي الجدار العالي كان هناك صوت أجمل كثيراً من التاريخ وأروع كثيراً من الفلسفة.. كان هناك صوت القلب يدق بقيثارة ويرن بطبل خفيف.
أردت الهروب فلم أقدر..
أردت أن يدرك الآخرون ما أدرك..
أحسست بغربتي فعلاً.. وابتدأت عيوني تذوى وتتلاشى من التعب وتسللت إلى الفضاء القريب وحيداً مع أوراقي البيضاء التي بدأ السواد يزحف فوقها بكلمات متفجرة تسللت من حنايا الضلوع.
------------------------------------
* كتبت قبل أكثر من نصف قرن.



#يحيى_نوح_مجذاب (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- امرأة أخرى ( أوراق منسية في قبو -6 )
- الفراشة الهائمة (أوراق منسية في قبو -5 )*
- سكين القطيعة ( أوراق منسية في قبو -4 )*
- عصارة العشق(أوراق منسية في قبو-3)*
- غلالة التعب (أوراق منسية في قبو -2 )*
- إستفاقــــــة (أوراق منسية في قبو -1)*
- الصخور البيضاء(أوراق منسية في قبو)*
- أعناق النخيل
- هاوية اللارجعة
- بدون استئذان
- اندفاع الأحداث
- جرعة الحب الأخيرة
- لسعة المرض
- غطسة العدم
- السماء الأولى
- صراع البقاء ومعركة الفناء
- الجدران الأربع
- صانع الرموز
- الأماني الضالة
- انكفاء الثعابين


المزيد.....




- روبيو: المفاوضات مع الممثلين الأوكرانيين في فلوريدا مثمرة
- احتفاء مغربي بالسينما المصرية في مهرجان مراكش
- مسرحية -الجدار- تحصد جائزة -التانيت الفضي- وأفضل سينوغرافيا ...
- الموت يغيب الفنان قاسم إسماعيل بعد صراع مع المرض
- أمين معلوف إثر فوزه بجائزة أدبية في المكسيك: نعيش في أكثر عص ...
- الدرعية تحتضن الرواية: مهرجان أدبي يعيد كتابة المكان والهوية ...
- أمين معلوف إثر فوزه بجائزة أدبية في المكسيك: نعيش في أكثر عص ...
- يهود ألمانيا يطالبون باسترداد ممتلكاتهم الفنية المنهوبة إبان ...
- هل تقضي خطة ترامب لتطوير جزيرة ألكاتراز على تقاليد سكانها ال ...
- محافظ طولكرم ووزير الثقافة يفتتحان مهرجان ومعرض يوم الكوفية ...


المزيد.....

- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يحيى نوح مجذاب - مالك القلب ( أوراق منسية في قبو - 7 )*