أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يحيى نوح مجذاب - صراع البقاء ومعركة الفناء














المزيد.....

صراع البقاء ومعركة الفناء


يحيى نوح مجذاب

الحوار المتمدن-العدد: 7948 - 2024 / 4 / 15 - 20:49
المحور: الادب والفن
    


كلّما ازداد وَصَبه واشتدت آلامه جاءته بطيفها الزمردي العاري تسبقها نفحات الصباح بشوقه الغامر.
كان يُلملم الصور المبعثرة ويستلّ من عمق الغيب صوتها الناعم.
لم يكن الزمن سوى لحظات تائهة في عُرف الأرض غير أنها امتدت في سرمديتها أحقاباً لانهائية غير منظورة.
هو دوماً يتوق لإسدال الأستار على مسارات الأيام بعبثيتها المُجحفة حتى ينام قرير العين في كنف الصمت الأبدي، فلم يعد في قعور الدِنان ثمة شراب ليثمل مع العناقيد المتلألئة المتدلية على صفحة الليل.
والآتي الأعظم لن ينصفه في قابل الزمن المتهرئ بعد رضوخه لخدعة الوجود وقبوله باللحظات المتوارية من اللذائذ الكامنة في أتون الجحيم.
وكلما استصرخ فلول شجاعته ليطفئ الشمعة الذاوية أطلَّت عليه من وراء الغيم بكلِّ كيانها الفخم، ومدّت ذراعيها بشغف قاتل لتطوِّق أشلاءه حتى يتوقف كل شيء عن الدوران.
ثم يعود من جديد في رحلة الشوق الطويلة.
كانت وما زالت تبعث من بؤرة ذاتها موجات متناسقة أثيرية مُرَكَّزة تدعم من وجوده الدنيوي الصاخب.
فهناك شيء ما خارج المستقبلات الحسية المعروفة لعلماء الجمال وقوانين العلوم التي تركبت عليها مفاهيم البشر، كان قد أدرك خفاياها فلعبها بدراية العارفين، وهي المستحوذة على مساراته، فبقي في خضم الأحداث المتلاطمة ينهل من وجودها المُستعر لظى السنين.
هذا هو ناموس الكون قبل انبثاق الحياة وربما بعد أن يتحطم الوجود على عتبة القيامة.
كان ينظر إلى صفحة الماء الممتدة أمامه كسماء لازوردية لا تعرف النهاية، وفي صدره أَحصِنة شُقر جامحة تروم الوثوب نحو الخلاص المبين.
وفي لحظة استجلاء قصوى اختصر فيها أحداثاً كبرى ودقائق صغيرة وَمَضت في وجدانه منذ انفجار وعيه الأول تشكلت أمامه جسداً نابضاً حياً ملتحماً بالوجود الأكبر.
الكلمات بأصواتها المتناغمة ورسومها المألوفة المطبوعة على صفحة الرمل المتلظي لا تعني شيئاً عندما تتداخل مفاصل الوجود في الذات الخالدة.
إن شيئاً ما أبلغ من الأشكال المرئية التي تلتقطها عدسات العينين وتُفَسِّرها تلافيف الدماغ. شيءٌ آخر أوسعُ بلاغة وأشمل سعة وأقرب التصاقاً من حدود النفس الغائرة في الأعماق، تلك المهيمنة على محاور الكون بأطرافه القصية.
شيءٌ لا يمكن تعريفه أو إدراكه بحواس بشرية مألوفة.
لقد كان مأخوذاً بِكُلّيته، منصهراً في وجدٍ صنعته الأقدار، لردح زمن لا حدود له، غير آبه بما ستؤول إليه أكداس الأحداث المتتالية ما دامت كينونته الحاضرة قد اختصرت كل شيء في بؤرة وجوده المتلألئ الوضّاء.








#يحيى_نوح_مجذاب (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجدران الأربع
- صانع الرموز
- الأماني الضالة
- انكفاء الثعابين
- عتمة الغيب
- في (ملتقى الزمن) تلتقي الأفكار
- الوعي المطلق
- نافورة الحياة
- موظفة الاستقبال
- عاصف1 كيركو3 (فانتازيا الأحلام)
- فانتازيا الزمن
- انحدار المنحنيات
- محرك الكون ووحدة الوجود
- لذة الاحتراق
- سراب الشفق
- نقرات في جسد العدم
- انبعاث اللارجعة
- أبناء السماء
- أبناءُ السماء
- أفق الحدث


المزيد.....




- بعد 24 ساعة.. فيديو لقاتل الفنانة ديالا الوادي يمثل الجريمة ...
- -أخت غرناطة-.. مدينة شفشاون المغربية تتزين برداء أندلسي
- كيف أسقطت غزة الرواية الإسرائيلية؟
- وفاة الممثلة الأميركية لوني أندرسون عن عمر ناهز 79 عاما
- الدراما العراقية توّدع المخرج مهدي طالب 
- جامعة البصرة تمنح شهادة الماجستير في اللغة الانكليزية لإحدى ...
- الجوع كخط درامي.. كيف صورت السينما الفلسطينية المجاعة؟
- الجوع كخط درامي.. كيف صورت السينما الفلسطينية المجاعة؟
- صدر حديثا : -سحاب وقصائد - ديوان شعر للشاعر الدكتور صالح عبو ...
- تناقض واضح في الرواية الإسرائيلية حول الأسرى والمجاعة بغزة+ ...


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يحيى نوح مجذاب - صراع البقاء ومعركة الفناء