يحيى نوح مجذاب
الحوار المتمدن-العدد: 6392 - 2019 / 10 / 27 - 22:43
المحور:
الادب والفن
لا طعمَ للحياة أمام هذا الركود في المشاعر والانحسار الكبير للنشاطات الكثيرة التي تُنَمّي ديمومة الحياة وترفعها إلى درجات الإبداع وكثافة الوعي والانغمار ببحور الرضا.
الزمن عطّل الكثير من الخلايا والأنسجة ومسح صفحات الفكر وغطّى مخزون الوعي...
والعالم على شفير الهاوية في رحلة التقدم الكاذبة...
ودواخل الأنفس لم يصقلها بريق الحضارة الخادع فباتت أسيرة كالنطفة الأولى بين متاهات الوجود والعدم...
فهذا الوجود مبني على الولادة والموت والخلق والفناء، وسعته الفراغية في مقياس الأرض المنظورة لا تتمدد، فانبثاق غيرك سيمحوك ويلقيك إلى وادي الفناء الأكبر مادام جريان الزمن في خطِّه المُدرك المفهوم يتقدم نحو ذرى المصير.
مُتعب هو وسط أكوام الأحداث التي أغرقت العالم، وضمن محدودية الوجود المكاني الصغير لا أمل له سوى بعث السكينة في جسد شاخ وروح أتعبتها المواجع.
يوم طويل لم يدرك من كنهه شيئاً.
حركة محدودة مقيدة...
فالمتربصون بكاميراتهم الخفية يلاحقون أبناء السماء ليسلبوهم هبات الله...
والأقزام الخانسون خلف رايات الدجل لا ينتظرون سوى القيامة الآتية حيث ستجرهم نحو قيعان العوالم السفلى..
وقبل أن يغطس اليوم في مجاهيل الأفق القاني زحفت نسمات الكرى الناعمة وحملت كل شيء إلى شاطئ السلام الذي لا يُعمِّر طويلاً، فالسويعات الصغيرة تجدد بعض ما احترق، ورحلة الأيام مستمرة في دروبها الطويلة،
ودورة العذابات النائية،
ونتف السعادة الباهتة،
وقناطير العماء الأخرس،
كلّها تدور دوماً في الأفلاك حيث اللانهائية دون أن تضيف شيئاً لمغزى الوجود المُبهم.
#يحيى_نوح_مجذاب (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟