يحيى نوح مجذاب
الحوار المتمدن-العدد: 8465 - 2025 / 9 / 14 - 18:09
المحور:
الادب والفن
أخجل كثيراً عندما أمسك القلم بأصابعي لأسطر كلماتي وأمدها نحوك في غلالة ممشوقة من التعب.
قد لا تعرفين شيئاً عن المدينة المثقوبة.
قد ترين هيكلها نسرٌ تحمله المخالب في ديجور حالك من ظلام ليل بهيم.
تعبت من ملاقاتك كما يتعب الطريق من السفر.
تعبت من هواجسك، وأحمالك.
تعبت من تعبك.
لم تخضرّ الأرض بعد تحت قدميك، وتورق،
بل لفّهما شحوب الظنون وانطمرت أصدافها تحت أكداس الجليد.
معطفك لم يزل حزيناً يبكي على صدرك ويلفّ ذراعيه حول جسدك الشامخ كطود السماء.
يريد أن يحميه من خريف قد يجيء بعد شتاء طويل.
كبرت،
لكنك ما زلت تحملين ذكرى طفلة أحرقت كتاب المواجع لتلهو بألسنة النار، ناسية يدها التي بدأت تلتهمها خيوط الدخان كعفريت.
كبرت،
حلم قديم كان يراود الفارس الحزين عندما كبا به الجواد، فسار يبحث عن أرض جديدة ..
لكن الريح حملته بعيداً ..
وحملك البحر أبعد ..
والأرض دارت ، والقمر دار ..
بقعة الشمس التي كانت تقبل وجهك غضبت بعد جفاء السنين.
ولولا هزّة خفيفة حملتني إليك،
تمرق بين حين وحين لما كانت كلماتي.
* كتبت قبل أكثر من نصف قرن.
#يحيى_نوح_مجذاب (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟