أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يحيى نوح مجذاب - اندفاع الأحداث














المزيد.....

اندفاع الأحداث


يحيى نوح مجذاب

الحوار المتمدن-العدد: 8008 - 2024 / 6 / 14 - 20:12
المحور: الادب والفن
    


الكلُّ يندفع إلى الأمام، نحو المجهول القابع خلف قرص الشمس الأحمر.
لا أحد يستطيع ان يوقف انجراف السيل الهادر في السهوب وشقوق الوديان.
لا أحد يستطيع ان يقبض على جزئيات الأحداث ويوقف انطلاقاتها، أو يُحرّك بوصلتها نحو اتجاهات أخرى غير مطروقة، فلا يمكن ان نشترط الهدنة ونتريث في تغيير المسارات المنطلقة بأقدارها الحتمية.
القوة التي تدفع كل شيء هي أكبر من كياناتنا وأجسادنا الفيزيائية وأفكارنا الممتدة نحو السماوات السبع.
نحن ننسى لحظاتنا الهائمة في كلِّ حدب وصوب، وهي تُشكِّل كوننا الأحدب. إنها تتسرب من بين اصابعنا العجفاء، وفي لحظة إلهام علوي تنبثق نافورة الذكريات قاتمة مؤلمة غارقة في الأشجان وهي تغطي وجه الأرض.
نحن لا نكبر ابداً
نحن نبقى صغاراً منذ النشأة الأولى عند جرس الولادة وحتى ساعة الرحيل الأخير.
نحن نبقى كما نحن دون تغيير فالزمن تجمَّد في داخلنا وتصلَّب، ويبقى شيء واحد راسخ ثابت لا يناله التحوّل؛ إنه بؤرة الذات؛ الأنا غير المرئية، غير المُدركة، تلك العصِيّة على الفهم والاحتواء الكامل المحيط باللانهاية.
ما يهرم هو خلايانا فقط،
جذوعنا..
صورنا..
أشكالنا المتهرئة الملونة
وجوهنا وصفحاتها المتعددة
إنها حماقة كبرى أن تحدث المقارنات بين الأضداد المتماثلة في الطور؛ طريّو العود مع الأصلاب ذوي الجذوع الخشنة. إنه ضرب من الطيش، لكن هذه هي الأنفس البشرية لا تضبطها القيم المطلقة ولا يَزِن سلوكها سموّ الخلق ولا الإيقاعات الهارمونية التي تحرك الأجسام.
إنه عالم فوضوي مقيت سادَه الأقوياء ذوو النفوذ أصحاب اليد الطولى، أما الضعفاء فلا مكان لهم فيه، ومن ذبلت أجسادهم وذوت فما لهم من بُد سوى الانتظار حتى فصل الختام الذي ينزل بهم وهم صاغرون.
كان يمشي على ثلاث حتى وصل دكان الدواء، انتبه لنفسه وهو يفكِّ أُحجية أوديب التي بُنيت عليها فلسفات النفس البشرية، فعندما تشيخ الأجساد لا مناص من عصا موسى ليتوكأ عليها ويهش بها على الأغنام البشرية.
زرقه صاحبه بجرعة دواء، سائل لزج أحمر وغرزها في عضل الإلية. وعندما رأى جسده شبه العاري أيقن أن خطَّ العمر المديد أوحى له بأنه كان في يوم ما يشعُّ بالنضارة والقوة القاهرة عندما كانت السجايا تفعل فعلها الساحر.
طبول الحرب بدأت تدق في أكثر من بقعة في العالم كما تتواتر الأنباء، وقد ازداد هديرها، ولا أحد يعرف من سيقود هذا الكوكب الى مصيره المجهول ويلقيه في الهاوية حيث سيصطلي الجميع في أتون الجحيم.
الشمس ستحتفل بعيد ميلادها الثامن عشر كما يقول علماء الفلك في وكالة الفضاء ناسا وهو العيد الذي يتكرر كل 250 مليون سنة أرضية. إنها تدور مع أذرع المجرة كل هذه الأعوام لتتحقق دورة كاملة حول مركز الكون المنظور.
إذاً كم نحن محظوظون لأننا نتنفس عبق الحياة الآن في عالم الدنيا.
عيد ميلادها الماضي احتفلت به الديناصورات قبل انقراضها على طريقة عصر الجوراسيك، أما عيدها المقبل فلن تحتفل به سوى الروبوتات الذكية التي سيصنعها الجيل الأخير من البشر عندما تتبدل الأرض غير الأرض حينها لن يكون لمخلوق قديم أيّ ذكر أو أثر حتى لو كان في علمِ كتاب مبين.



#يحيى_نوح_مجذاب (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جرعة الحب الأخيرة
- لسعة المرض
- غطسة العدم
- السماء الأولى
- صراع البقاء ومعركة الفناء
- الجدران الأربع
- صانع الرموز
- الأماني الضالة
- انكفاء الثعابين
- عتمة الغيب
- في (ملتقى الزمن) تلتقي الأفكار
- الوعي المطلق
- نافورة الحياة
- موظفة الاستقبال
- عاصف1 كيركو3 (فانتازيا الأحلام)
- فانتازيا الزمن
- انحدار المنحنيات
- محرك الكون ووحدة الوجود
- لذة الاحتراق
- سراب الشفق


المزيد.....




- “رسميا من هنا” وزارة التربية العراقية تحدد جدول امتحانات الس ...
- افتتاح الدورة الثانية لمسابقة -رخمانينوف- الموسيقية الدولية ...
- هكذا -سرقت- الحرب طبل الغناء الجماعي في السودان
- -هاو تو تراين يور دراغون- يحقق انطلاقة نارية ويتفوق على فيلم ...
- -بعض الناس أغنياء جدا-: هل حان وقت وضع سقف للثروة؟
- إبراهيم نصرالله ضمن القائمة القصيرة لجائزة -نوبل الأميركية- ...
- على طريقة رونالدو.. احتفال كوميدي في ملعب -أولد ترافورد- يثي ...
- الفكرة أم الموضوع.. أيهما يشكل جوهر النص المسرحي؟
- تحية لروح الكاتب فؤاد حميرة.. إضاءات عبثية على مفردات الحياة ...
- الكاتب المسرحي الإسرائيلي يهوشع سوبول: التعصب ورم خبيث يهدد ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يحيى نوح مجذاب - اندفاع الأحداث