أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يحيى نوح مجذاب - بدون استئذان














المزيد.....

بدون استئذان


يحيى نوح مجذاب

الحوار المتمدن-العدد: 8014 - 2024 / 6 / 20 - 00:01
المحور: الادب والفن
    


يومه لم يكن أخضر شفاف.
رائحته كَدَبِق العصائر المنسية في عنابر الطرشي المخلّل.
تحدث كثيرا عبر أثير الجوالات وكانت الكلمات التي ألقاها في الجو واسعة فضفاضة لم يجنِ من ورائها سوى (دوخة الرأس).
مواعيد عرقوب ووعود كسابقات العهد والمواقف المتناقضة المتصلبة لم تحرك دولاب الأحداث قيدَ أُنملة.
جلسة عشائرية لم تفضي لنتيجة موفَّقة في محاولة لرأب الصدع بين الخصوم.
استهتار مخلوقات آخر زمان في منظومة القِيَم الموروثة وعدم استيعابهم لما حصل بعد تفجّر الفكر التنويري الخلّاق الذي تمخَّض عنه تطور البشر فبقوا رازحين لقرون وهم في ضلالهم يعمهون.
قضية السد والتهديد بغرق مليون إنسان عادت من جديد بعد كوارث إعصار دانيال ونكبة درنة الليبية، فالإعلام لا شغل له سوى نشر المصائب وإرهاب الناس وسكب الزيت على الحطب المشتعل ولا أحد يعرف اين ستؤول الأمور في نهاية المطاف!
سماء مغطاة بجزيئات الماء المتداخلة بذرات الغبار، لونُها تحول الى الرمادي المُغبر وقرص الشمس يطل بازدراء خاملاً كسولاً.
مازالت مراوح الهواء وأحيانا مبردات الهواء هي السائدة في تلطيف سخونة الجو، لكن قد ينقلب الطقس في القريب العاجل الى المناخ الشتوي المعهود، ورغم ان الحرارة مازالت مرتفعة الا ان امراض الانفلونزا، والرشح والسعال والحمى زحفت الى أجساد الجميع دون هوادة.
ليس غريبا ان ينزل عليه هذا الكم الهائل من الضجر لأسباب قد تكون معروفة لديه، وأخرى مجهولة خفاياها لكن باختصار شديد هل يمكنه أن يضيف شيئاً إلى دقائق الحياة، وماذا يمكنه أن يرتجي ؟!
هو لا يريد شيئاً فكل شيء عنده قد توقف.
لا حاضر ولا مستقبل،
وأي حركة تنطلق في سهم الزمن لن تخترق حجب المجهول
فكل شيء ثابت جامد ملتصق في لحظة ما لا حراك فيها.
ما يفعله الآن ليس سوى محض هراء للتنفيس عن مكبوتات الذات؛ رغبات ومشاريع وخطى مشوشة حتى لو كتب لها النجاح بعرف الحياة العام لكنها في حقيقتها لا تتعدى قيمة الصفر في منظار هابل
خمسون عاما...
نصف قرن...
انه زمن هائل لا يمكن الإمساك به بذات الوعي القديم، والادراك العميق بخفاياه ودقائقه. انها فعلا رحلة الى الاخرة. فالآخرة ليست فقط ما بعد الحياة بأجساد مختلفة ومشاعر مغايرة. بل هي هذه التحولات الهائلة وسيل الأحداث الذي لا يتوقف ولا يمنح فرص النجاة والتقاط الأنفاس في أي طريق أو منفذ.
حاول جاهداً ان يقبض على فلذة حدث بكلِّيته؛ في الجوهر والتفرعات الأخطبوطية زمناً ومكاناً وشخوصاً بإعمال تجارب الحواس الست او السبع، فلا سبيل للانتقال وسهم الزمن قد اخترق كل شيء حتى فتق الآفاق.
الخلود وهم فردي لا يتحقق بقوانين الفيزياء في أرض مادية بعناصرها المعروفة وجدولها الدوري المتسلسل.
إنهم غارقون بالكذب وقد طفحت بهم الأوهام،
ونضحت من سرابيلهم روائح العِهر.
يعيشون على فتات الموائد ليس فقراً بل خسَّة ودناءة.
ملتوون. غارقون بالرِّجس
لم يطهرهم شعاع الشمس
ولم يغسل أجسادهم نور القمر
عندما يتألق مثل هؤلاء على مسرح الحياة يأتي اليقين الكاسح بأن مصائر البشر ليست واحدة وان الدرك الأسفل من النار حقيقة واقعة وان نُخب البشر ممن اقتربت ارواحهم من ملكوت السماوات العُلا هم خالدون فيها ابدا.



#يحيى_نوح_مجذاب (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اندفاع الأحداث
- جرعة الحب الأخيرة
- لسعة المرض
- غطسة العدم
- السماء الأولى
- صراع البقاء ومعركة الفناء
- الجدران الأربع
- صانع الرموز
- الأماني الضالة
- انكفاء الثعابين
- عتمة الغيب
- في (ملتقى الزمن) تلتقي الأفكار
- الوعي المطلق
- نافورة الحياة
- موظفة الاستقبال
- عاصف1 كيركو3 (فانتازيا الأحلام)
- فانتازيا الزمن
- انحدار المنحنيات
- محرك الكون ووحدة الوجود
- لذة الاحتراق


المزيد.....




- القُرْنة… مدينة الأموات وبلد السحر والغموض والخبايا والأسرار ...
- ندوة في اصيلة تسائل علاقة الفن المعاصر بالمؤسسة الفنية
- كلاكيت: معنى أن يوثق المخرج سيرته الذاتية
- استبدال بوستر مهرجان -القاهرة السينمائي-.. ما علاقة قمة شرم ...
- سماع الأطفال الخدج أصوات أمهاتهم يسهم في تعزيز تطور المسارات ...
- -الريشة السوداء- لمحمد فتح الله.. عن فيليس ويتلي القصيدة الت ...
- العراق يستعيد 185 لوحا أثريا من بريطانيا
- ملتقى السرد العربي في الكويت يناقش تحديات القصة القصيرة
- الخلافات تهدد -شمس الزناتي 2-.. سلامة يلوّح بالقضاء وطاقم ال ...
- لماذا قد لا تشاهدون نسخة حية من فيلم -صائدو شياطين الكيبوب- ...


المزيد.....

- الذين لا يحتفلون كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- شهريار / كمال التاغوتي
- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي
- فرس تتعثر بظلال الغيوم / د. خالد زغريت
- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يحيى نوح مجذاب - بدون استئذان