أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ميشيل الرائي - قراءة معرفية للمسرح العربي: استقصاء البنية والمعرفة














المزيد.....

قراءة معرفية للمسرح العربي: استقصاء البنية والمعرفة


ميشيل الرائي

الحوار المتمدن-العدد: 8494 - 2025 / 10 / 13 - 17:11
المحور: الادب والفن
    


يمثل المسرح العربي حقلًا معرفيًا معقدًا، لا يمكن فهمه من خلال استقراء جزئي أو حصره ضمن أسماء وتجارب محددة. المشهد الأكاديمي العربي يكشف عن تناقض منهجي: بعض الدراسات تنفي وجود مسرح عربي متكامل، في حين تحصره دراسات أخرى في تجارب تاريخية وجغرافية محدودة. هذا التباين ليس مجرد اختلاف في الاجتهاد النقدي، بل انعكاس لخلل منهجي ناجم عن اعتماد أطر تحليل ضيقة وعدم وجود تعريف إجرائي دقيق للمسرح.

الاستقراء الجزئي، القائم على عينات محدودة، لا يمكن أن ينتج معرفة كلية دقيقة. غياب التعريف الإجرائي يحجب فهم المسرح كنسق ثقافي متشابك يجمع بين النص، الجسد، الفضاء، والجمهور، ويحول الدراسات إلى أحكام ذوقية أو ثقافية أكثر منها علمية. التمييز بين التعريف اللغوي للمسرح، الذي يشمل كل مظاهر الأداء، والتعريف الاصطلاحي، الذي يقصره على شكل فني محدد، أمر أساسي لتجنب الاضطراب المفاهيمي، وضمان إنتاج معرفة متماسكة.

التاريخ المسرحي العربي غالبًا ما يُختزل في مجموعة محدودة من الأسماء، مثل مارون النقاش، أبو خليل القباني، يوسف إدريس، توفيق الحكيم، سعد الله ونوس، متجاهلاً تجارب أساسية أخرى أثرت في تطوير الكتابة والممارسة المسرحية، مثل عبد الكريم برشيد، عز الدين مدني، محمد الكغاط، ريمون جباره، محمد تيمد، منير أبو دبس، الفريد فرج، وعبد القادر علولة. هذا الاختزال يعكس مركزية معرفية تعيد إنتاج السلطة الأكاديمية نفسها، وتقصي التجارب التجريبية والهامشية التي غالبًا ما كانت الأكثر قدرة على إعادة تعريف المسرح العربي.

عز الدين مدني يعيد قراءة التراث العربي الإسلامي والأدب الكلاسيكي بطريقة نقدية، مستفيدًا من المجتمع كعنصر فاعل في العرض، ومن التراث الشعبي والفن الفولكلوري كبنية حية قابلة للتطوير. كل نص عنده تجربة متكاملة، تتفاعل فيها النصوص، الشخصيات، الجمهور، والمكان، لتعيد تشكيل المعنى في اللحظة نفسها.

محمد المسكين يقدم نموذجًا لمسرح «النقد والشهادة»، حيث يصبح العرض ممارسة نقدية للواقع، والجمهور عنصرًا فاعلًا في إنتاج المعنى. أدواته الإخراجية، من التقريب والتباعد إلى كسر الجدار الرابع، ليست مجرد تقنيات، بل وسائل لإعادة إنتاج الواقع بشكل متحرك ومتعدد المستويات.

التجارب الأردنية، مثل فرقة الفوانيس التي أسسها نادر عمران، تظهر أهمية تجاوز القوالب الجاهزة، والبحث عن لغة مسرحية جديدة تجمع بين التجريب، النص، الجمهور، والتراث، لتفكيك المركزية المعرفية التقليدية وإنتاج معرفة نقدية متجددة.

إعادة بناء المعرفة المسرحية العربية تتطلب:

1. تعريفًا إجرائيًا للمسرح يربط بين الجسد، النص، الفضاء، والسياق الثقافي والاجتماعي.


2. توسيع قاعدة المعرفة لتشمل كل أشكال الممارسة، من المسرح الشعبي إلى التجريبي، ومن المكتوب إلى الشفهي.


3. اعتماد أدوات تحليل متعددة التخصصات، تشمل السيميائيات، الدراسات الأدائية، ودراسات ما بعد الاستعمار، لفهم العلاقات بين الثقافة، السلطة، والمعرفة.


4. مساءلة الخطاب الأكاديمي ذاته بوصفه منتجًا للمعرفة، للكشف عن آليات الإقصاء التي يمارسها، وعلاقته بالبنى الثقافية والسياسية.



إصلاح الدراسة المسرحية العربية لا يقتصر على إضافة أسماء جديدة، بل يتطلب إعادة بناء أدوات التفكير نفسها، لتحويل دراسة المسرح العربي إلى ممارسة نقدية واعية، قادرة على استيعاب تعدده وتعقيده، بوصفه فعلًا ثقافيًا متحولًا، لا يمكن اختزاله في نموذج واحد أو تعريف نهائي.



#ميشيل_الرائي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كولاجات
- أطفال يخرجون ألسنة ركضهم
- سنعود أجسادًا من رماد أو شجيرات ورد بعين الحيوان الساحر
- وقاحةُ الرياضيِّ المنتصر
- قمرٌ ممزوجٌ بفوضى الموتى على حافة الفأس
- باحثا عن رينيه شار
- الضوء رماد الشمس
- حديث عابر عن ماهية الفاعل
- باحثا عن جورج حنين
- الحضور الذي اختير لا يلقي وداعًا.
- حضور أبدي يبكي
- عن الم الوردة
- يزداد الطيران ثقلا
- النَّهْرُ الأَعْمَى
- مياه الموت الجليدية في قبورها /هذه النار التي تحرق وتحرق في ...
- الخروج من مصر
- مقهى المعقدين
- كَسْرٌ فِي الْكَمَالِ الشَّكْلِيِّ
- غرف المغامرات الأبدية
- ضد غباء المكعبات


المزيد.....




- مهرجان الجونة السينمائي 2025.. إبداع عربي ورسالة إنسانية من ...
- تنزانيا.. تضارب الروايات حول مصير السفير بوليبولي بعد اختطاف ...
- باقة متنوعة من الأفلام الطويلة والقصص الملهمة في مهرجان الدو ...
- حريق دمر ديرا تاريخيا في إيطاليا وإجلاء 22 راهبة
- الإعلان عن 11 فيلما عربيا قصيرا تتنافس في مهرجان البحر الأحم ...
- هنا يمكن للمهاجرين العاملين في الرعاية الصحية تعلم اللغة الس ...
- قطر تطلق النسخة الدولية الأولى لـ-موسم الندوات- في باريس بال ...
- الممثل توني شلهوب يقدّم إكرامية بنسبة 340? إلى عربة طعام.. ش ...
- الموسيقى الكاميرونية.. أنغام متجذّرة وهوية نابضة
- جيل تيك توك: نهاية الأيديولوجيا أم تحولها؟


المزيد.....

- شهريار / كمال التاغوتي
- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي
- فرس تتعثر بظلال الغيوم / د. خالد زغريت
- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ميشيل الرائي - قراءة معرفية للمسرح العربي: استقصاء البنية والمعرفة