أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - حجي قادو - لأول مرة أراه يحمل السلاح ويخطب، هل نفد صبر الجنرال مظلوم عبدي؟














المزيد.....

لأول مرة أراه يحمل السلاح ويخطب، هل نفد صبر الجنرال مظلوم عبدي؟


حجي قادو
كاتب وباحث

(Haji Qado)


الحوار المتمدن-العدد: 8494 - 2025 / 10 / 13 - 15:08
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


لأول مرة رأيته يحمل سلاحًا وهو يخطب؛ مشهدٌ نادرٌ يعكس لحظة تحوّل في الرمزية والخطاب معًا. يبدو أن صبر القائد مظلوم عبدي قد نفد بعد سنواتٍ من التمسك بخيار السلام. ففي الذكرى العاشرة لتأسيس "قوات مكافحة الإرهاب" ظهر ممسكًا بسلاحه، وكأنه يوجّه رسالة صريحة إلى الجميع: «لقد سقط السلام كلما استقوت الحكومة السورية المؤقتة بدولة تركيا في كل صغيرة وكبيرة، صباحًا ومساءً، وحان وقت النار والرصاص».

من يراهن على سقوط الكرد واهمٌ. فحين تعصف الرياح العاتية، ستصطدم بجبالٍ من الرجال والنساء لم تزلزلهم العواصف. ما شهدناه، رغم هدوء الكلمات واتزان الخطاب، بدا إعلانًا غير مباشرٍ بأن زمن المساومة على الأرض والكرامة قد ولى. من يطرق باب الكرد الحديدي، فعليه أن يخشى على بابه الزجاجي. لقد رويت أرضنا بدماء الشهداء، ولن نحصد منها إلا ما زرعناه من تضحيات. لنا حقوقٌ مشروعة ينبغي انتزاعها بالسياسة والحكمة، وبالمرونة حينًا، وربما عند الضرورة القصوى بقوة السلاح دفاعًا عن الوجود والحق.

الأمر لا يرتكز على مبدأ «أكذب فأكذب حتى تُصدَّق»؛ ذلك نهجٌ يتبناه بعض مسؤولي ما تُسمّى الحكومة السورية المؤقتة. هناك من احترف تكرار الأكاذيب ونقل التقارير إلى أنقرة، كأنهم موظفون في خدمة استخباراتية لا وطنية: يكتبون التقارير ليلًا ويحملونها صباحًا إلى أسيادهم من أمثال هاكان فيدان ورجب طيب أردوغان. هم ببغاوات تردد الأصوات دون وعي سياسي أو كرامة وطنية.

وعندما يتباهى هؤلاء بأنهم حققوا «إنجازات كبيرة في وقتٍ قصير»، فهم يتجاهلون عمدًا الدماء التي سالت في الساحل السوري على أساس طائفي، وفي مناطقٍ مثل جبل الباشّان التسمية الجديدة التي أطلقها بعض الأطراف على أساسٍ مذهبي، وقبل ذلك في مدنٍ وبلداتٍ دفعت ثمنًا باهظًا من أرواح أبنائها. لا تُبنى دولة العدالة والتعددية بخطبٍ رنانة أو بياناتٍ إعلامية، بل بمؤسساتٍ تمثيليةٍ حقيقيةٍ وشرعية تُستمد من صناديق الاقتراع.

أما وصف الكرد بالتهديد على أساسٍ عِرقي أو قومي، فهو يخدم مصالحٍ إقليميةً وأمنًا قوميًّا لدولةٍ مجاورة أكثر منه مصلحة الشعب السوري. وفي الوقت الذي تُروَّج فيه وعودُ بناء دولةٍ تعددية عادلة، يُعيَّن أعضاء برلماناتٍ بدلًا من انتخابهم؛ وهنا تختل الشرعية ويُضعف مضمون التمثيل.

المثل الشعبي القائل: «عيش يا كديش لينبت الحشيش» يظلّ معبّرًا عن حالةٍ من الانتهازية السياسية التي تزدهر على حساب الوطن والمواطن. أما نحن أبناء روج آفا فلن ننتظر وعودًا مضمونة. سنواصل التمسك بحقوقنا الدستورية والسياسية والثقافية، وندافع عنها بكل الوسائل المشروعة، محافظين على توازنٍ دقيق بين السلم والردع المشروع.

وفي الختام، نصيحة صادقة إلى من يدّعون أنهم ممثلون للشعب السوري في الخارج: إن كانت حماية مقراتكم والتمسّك بمصالحكم تُعدُّ أولوية، فربما من الأفضل لكم أن تنقلوا مقراتكم إلى أنقرة لتفادي مخاطر الطريق بين دمشق وأنقرة وتوفير الجهد والمال في آنٍ معًا، فأنتم هناك أقرب إلى مراكز القرار، وأبعد ما تكونون عن وجع الوطن السوري. لكن حقيقة الوطن لا تُصان بالتقارب مع مراكز القرار فقط، بل بالالتزام بمصلحة الناس والعدالة الحقيقية التي تقيم وحدها شرعية الحُكم.



#حجي_قادو (هاشتاغ)       Haji_Qado#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا لا يكون كُرد روج آفا جيرانًا لتركيا بدلًا من -هيئة تحر ...
- الكُرد... من الهويّة إلى الانتماء الكُردستاني
- لماذا لا يكون كُرد روج آفا جيران تركيا بدلًا من -هيئة تحرير ...
- مركز أمريكي يكشف فضيحة مدوّية ل-أبو عمشة- وفرقته!
- بين موسكو ودمشق: عودة شبح الوصاية الروسية إلى المشهد السوري
- كردستان: حقّ الوجود والعودة إلى الجذور
- بين البروباغندا التركية وتغييب الوعي الكردي
- لمحة تاريخية عن الكُرد وعلاقتهم بالدول الإقليمية: بين التوظي ...
- حول ما تسرّب من لقاء الشرع وعبدي في دمشق على خلفية أحداث حيي ...
- بين مركزية الدولة السورية ولا مركزيتها: صراع على حساب الفقرا ...
- بين التصعيد والتناقض: قراءة في الخطاب التركي تجاه المسألة ال ...
- الهواجس التركية تجاه مشروع الحكم الذاتي في روج آفا
- عيد نوروز بلا عطلة... والهوية الكردية بلا اعتراف!
- الانتخابات السورية بين -منزلتين-: شرعية مفقودة ومسرحية مكشوف ...
- من يهدّد وحدة الأراضي السورية اليوم؟
- لا تسلموا السلاح... لا تسلموا القضية الكوردية
- قسد… صمام الأمان في وجه الفوضى السورية
- المشروع الاستراتيجي للشرق الأوسط الجديد: خارطة طريق لتحقيق أ ...
- الكورد بين التاريخ والحق: رؤية حقوقية وسياسية
- تركيا بين صراع الأجنحة وتآكل الداخل


المزيد.....




- -جنرال وقائد قوي-.. ماذا قال ترامب عن السيسي بعد وصوله شرم ا ...
- قادة أمريكا ومصر وقطر وتركيا يوقعون على اتفاق وقف الحرب في غ ...
- وسط تصفيق قادة عرب وغربيين.. لحظة توقيع اتفاق غزة في قمة شرم ...
- قمة شرم الشيخ للسلام.. السيسي يثني على جهود ترامب للتوصل إلى ...
- رغم دعوة مصر ومقترح ترامب لانضمامها إلى اتفاقات أبراهام.. إي ...
- روسيا تحذر من تسليم صواريخ توماهوك لأوكرانيا.. وكييف: لن نست ...
- إصابة نحو 100 شخص في تصادم قطارين بسلوفاكيا
- من عميل إلى موظف في الجيش.. قصة غريبة لجاسوس اخترق الموساد
- قمة شرم الشيخ تنطلق بتوقيع وثيقة شاملة بشأن غزة
- ترامب: أميركا مع السيسي دائما


المزيد.....

- اشتراكيون ديموقراطيون ام ماركسيون / سعيد العليمى
- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - حجي قادو - لأول مرة أراه يحمل السلاح ويخطب، هل نفد صبر الجنرال مظلوم عبدي؟