أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - صلاح الدين ياسين - كتاب لماذا تفشل الأمم يجيب: لماذا ينهض البعض ويتعثر الآخرون؟














المزيد.....

كتاب لماذا تفشل الأمم يجيب: لماذا ينهض البعض ويتعثر الآخرون؟


صلاح الدين ياسين
باحث

(Salaheddine Yassine)


الحوار المتمدن-العدد: 8493 - 2025 / 10 / 12 - 15:19
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


صدر كتاب "لماذا تفشل الأمم؟" (Why Nations Fail) عام 2012 ، وهو من تأليف الباحثَيْن عجم أوغلو ورابينسون، ليطرح إجابة لسؤال طالما شغل المؤرخين والاقتصاديين: لماذا بعض الدول غنية ومتقدمة، بينما أخرى فقيرة ومتخلفة.
أولا: المؤسسات هي كل شيء
إن الفكرة المحورية التي يرتكز عليها الكتاب تتمثل في أن المؤسسات هي العامل الأساسي والمحدد لمصير الأمم. يرفض المؤلفان التفسيرات التقليدية التي تربط الفقر بالعوامل الجغرافية، أو الثقافية، أو حتى الجهل. بدلاً من ذلك، يشددان على أن نوع المؤسسات التي تتبناها الدولة هو ما يحدد مسارها نحو النجاح أو الفشل.
ويُقسِّم الكتاب المؤسسات إلى نوعين رئيسيين:
- المؤسسات الشاملة (Inclusive Institutions): هي المؤسسات التي تشجع على مشاركة أكبر عدد من المواطنين في الأنشطة الاقتصادية والسياسية. كما توفر هذه المؤسسات حوافز للابتكار، والاستثمار، والنمو الاقتصادي. ومن سماتها الرئيسية: حماية حقوق الملكية، سيادة القانون، نظام سياسي تعددي.
- المؤسسات الإقصائية أو الاستغلالية (Extractive Institutions): هي المؤسسات التي صُممت لاحتكار الثروة والسلطة من طرف نخبة حاكمة صغيرة. إن هذه المؤسسات لا تحفز على الابتكار أو الاستثمار، بل على العكس، فهي تعيق النمو وتغذي الفقر. ومن سماتها الرئيسية: غياب حقوق الملكية، حكم الأقلية، غياب سيادة القانون، الفساد المستشري.
ويولي المؤلفان أهمية لما يسمونه "المفاصل الحرجة" (Critical Junctures)، وهي لحظات تاريخية كبرى (ثورات، حروب، أزمات) تتيح تغيير المسار المؤسسي للدول، كالثورة المجيدة في إنجلترا (1688) التي أفضت إلى تقليص سلطة الملك، وتقوية دور البرلمان، ومن ثم إرساء مؤسسات شاملة مهدت للثورة الصناعية. لكن إذا استغلت النخبة اللحظة التاريخية لترسيخ سلطتها، ستبقى المؤسسات إقصائية، مثلما حدث مع الاستعمار الإسباني لأمريكا اللاتينية الذي ركز على استخراج الذهب والفضة، واستغلال السكان الأصليين، مما أسس لمؤسسات إقصائية استمرت حتى بعد الاستقلال.
ثانيا: لماذا ليست الجغرافيا أو الثقافة هي السبب في تحديد مصير الدول؟
يشير المؤلفان إلى أن مناطق مثل سنغافورة وهونغ كونغ، قد حققت ازدهاراً كبيراً بسبب مؤسساتها الشاملة بالرغم من جغرافيتها الصعبة وافتقارها إلى الموارد الطبيعية. كما يوضح الكتاب أن الثقافة لا يمكن أن تكون السبب الرئيسي في فقر أو غنى الدول. وكمثال على ذلك، فإن الكوريين الجنوبيين والشماليين يتقاسمون نفس الثقافة والجغرافيا، لكنهم يعيشون في عالمين مختلفين تماماً من حيث الرفاهية الاقتصادية.
ويشار إلى أن هذه النظرية تعرضت لبعض الانتقادات، أبرزها أن التركيز المفرط على المؤسسات كعامل أساسي في تقدم الدول يهمل عوامل أخرى مهمة مثل الثقافة والجغرافيا والتأثيرات العالمية (مثلا ساهمت ظروف الحرب الباردة في نهضة الدول الآسيوية مثل كوريا الجنوبية وسنغافورة). كما رأى بعض النقاد أن المؤلفَيْن يُبَسِّطان التاريخ أحيانًا ويختاران أمثلة تدعم نظريتهما مع تجاهل حالات لا تتفق معها، مثل دول تمتلك مؤسسات سياسية غير شاملة لكنها حققت نمواً اقتصادياً كبيراً كالصين.



#صلاح_الدين_ياسين (هاشتاغ)       Salaheddine_Yassine#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماكس فيبر: الرجل الذي سبر أغوار المجتمعات الحديثة
- صمويل هنتغتون: من صراع الأيديولوجيات إلى صدام الحضارات
- ميشيل فوكو: كيف نقع ضحية للسلطة دون أن نشعر بذلك؟
- حنة أرندت: الفكر الحر في مواجهة الطغيان
- الوضعية: عندما يصبح العلم الطريق الوحيد إلى المعرفة
- البراغماتية: فلسفة ما ينفع الناس
- العدمية: بين الفراغ الوجودي وصناعة المعنى
- من إف-22 إلى جيه-20: كيف غيّرت مقاتلات الجيل الخامس قواعد ال ...
- الحضارة تحت المجهر: كيف تعيد الديموغرافيا تشكيل العالم؟
- القطة التي اصطادت الفأر: حكمة دينغ التي غيّرت وجه الصين
- المستبد المستنير: هل هو ضرورة تاريخية أم نمط حكم عقيم؟
- حين تُحسم الحرب من خلف الستار: دور المخابرات في الصراعات الح ...
- ما هي عوامل التحول الديمقراطي؟
- حين تصبح السماء ساحة معركة: كيف تغيرت قواعد الدفاع الجوي؟
- كيف تنعش الحروب الرأسمالية؟
- لماذا تُعد مكافحة التجسس أصعب من التجسس نفسه؟
- هل اقتربت حقا نهاية عصر النفط؟
- لماذا يعتبر محافظ البنك المركزي أخطر منصب اقتصادي؟
- الجاسوس الذي باع أسرار أمريكا: قصة ألدريتش أميس
- حين تُصبح الجغرافيا لاعباً سياسياً: هل هي نعمة أم نقمة؟


المزيد.....




- ما الذي يمكن لملك بريطانيا أن يفعله حيال فضائح الأمير أندرو؟ ...
- -أخيراً انتهت الحرب-، مقتل صالح الجعفراوي بعد أيام قليلة من ...
- بعد تهديده بكين بفرض رسوم جمركية -هائلة-.. ترامب يخفف لهجته: ...
- يوسف الكواري: مشروع قانون التعليم العالي يفتقد للحمولة الإصل ...
- هكذا يسعى الاتحاد الأوروبي لكسب ود جيل Z.. فهل ينجح؟
- فرنسا: الإعلان عن حكومة جديدة لسيباستيان لوكورنو تضم 34 وزير ...
- ترقب للإفراج عن الرهائن بالتزامن مع انعقاد قمة بشرم الشيخ حو ...
- نتنياهو: الحرب لم تنته وهناك تحديات أمنية كبيرة أمامنا
- طبيب غزاوي للوموند: هذه هي المعركة التي تنتظرنا بعد انتهاء ا ...
- مصر: واثقون من احترام جميع الأطراف المرحلة الأولى من اتفاق غ ...


المزيد.....

- الصورة النمطية لخصائص العنف في الشخصية العراقية: دراسة تتبعي ... / فارس كمال نظمي
- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - صلاح الدين ياسين - كتاب لماذا تفشل الأمم يجيب: لماذا ينهض البعض ويتعثر الآخرون؟