أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - سهام يوسف علي - نقل المصانع الإيرانية إلى العراق بين فرص الاستثمار ومخاطر الإغراق الصناعي














المزيد.....

نقل المصانع الإيرانية إلى العراق بين فرص الاستثمار ومخاطر الإغراق الصناعي


سهام يوسف علي

الحوار المتمدن-العدد: 8493 - 2025 / 10 / 12 - 15:18
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


كشفت منظمة تنمية التجارة الإيرانية عن توجه عدد من الشركات الصناعية الإيرانية، خصوصًا في قطاع الحديد والصلب، إلى إنشاء خطوط إنتاج داخل العراق بعد تراجع صادراتها إليه، نتيجة اكتفاء العراق الذاتي من حديد التسليح وفرضه رسومًا جمركية مرتفعة على الواردات لحماية المنتج المحلي.

أن هذا التحول يعكس إعادة تموضع في العلاقة الاقتصادية بين البلدين، من نموذج التصدير المباشر إلى الاستثمار الصناعي داخل العراق. ويهدف الجانب الإيراني من هذه الخطوة إلى الحفاظ على موقعه في السوق العراقية، التي كانت حتى وقت قريب من أهم أسواق الحديد الإيراني في المنطقة.
1. جدوى التوسع الصناعي في سوق مكتفية ذاتيًا

رغم أن إقامة مصانع جديدة للحديد والصلب قد تبدو خطوة إيجابية على صعيد رفع الطاقة الإنتاجية وتلبية احتياجات قطاع البناء، إلا أن هذا التوسع يفتقر إلى المبرر الاقتصادي في حال تحقق الاكتفاء الذاتي الفعلي داخل العراق. إذ إن زيادة الإنتاج في سوقٍ مشبعة لا تمثل نمواً، بل تؤدي غالباً إلى اختلالات تنافسية وإلى إغراق السوق المحلي بمنتجات تفوق الطلب، ما ينعكس سلباً على المصانع الوطنية القائمة ويحد من ربحيتها.
القاعدة الاقتصادية تشير إلى أن أي توسع صناعي يجب أن يقوم على طلب جديد أو فرص تصديرية واضحة، لا على التكرار الإنتاجي. وعليه، فإن نقل صناعات إيرانية متماثلة إلى داخل العراق قد لا يخدم الهدف التنموي، ما لم يكن موجهاً نحو تنويع القاعدة الصناعية أو إعادة هيكلة سلاسل القيمة بحيث تخلق وظائف ومهارات جديدة وتزيد من المحتوى المحلي.

بخلاف ذلك، قد يتحول هذا التوسع إلى شكلٍ آخر من المنافسة غير المتكافئة، حيث تستفيد المصانع ذات التمويل الأجنبي من الامتيازات المحلية، بينما يتراجع المنتج الوطني أمامها، فتتآكل مكاسب الاكتفاء الذاتي التي تحققت بشقّ الأنفس.

2. المخاطر المحتملة لغياب التنظيم الصناعي
غياب الضوابط الصارمة أو ضعف الإطار التنظيمي قد يؤدي إلى نتائج عكسية، أبرزها:
1. إغراق السوق المحلية بمنتجات تفوق حاجة الاستهلاك الفعلي.
2. منافسة غير عادلة تضعف المصانع العراقية الصغيرة والناشئة.
3. تحويل الأرباح إلى الخارج دون تحقيق قيمة مضافة حقيقية للاقتصاد الوطني.
4. اعتماد طويل الأمد على التكنولوجيا الأجنبية دون بناء قدرات محلية.

3. التنظيم والسياسات المطلوبة :لضمان أن تتحول هذه الاستثمارات إلى رافعة تنموية لا إلى عبء تنافسي، يجب أن تُرافقها سياسات صناعية واضحة ومُلزمة تشمل:
1. إلزام الشركات الأجنبية بنسبة ملكية محلية لا تقل عن 51٪.
2. فرض نسب توطين مرتفعة للعمالة العراقية مع برامج تدريب إلزامية.
3. تحديد سقف لتحويل الأرباح إلى الخارج لحماية التوازن المالي المحلي.
4. اشتراط نقل التكنولوجيا والمعرفة الإنتاجية إلى الكوادر العراقية.
5. تحفيز الصناعات المساندة لرفع القيمة المضافة المحلية بدل الاكتفاء بالتجميع أو التشغيل.

الخلاصة ، من منظور التنمية الاقتصادية المستدامة، هو جذب الصناعات التي لا توجد أصلًا في السوق المحلي، لأنها توسّع القاعدة الإنتاجية وتنقل التكنولوجيا وتخلق وظائف جديدة.
أما نقل الصناعات الموجودة أصلاً فيُعد خطوة محفوفة بالمخاطر، ولا ينبغي السماح بها إلا إذا كانت تهدف إلى التكامل الصناعي أو التصدير، لا إلى تكرار الإنتاج المحلي أو منافسته.



#سهام_يوسف_علي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 2.1%؟!: العراق بين الأرقام المعلّبة وواقع البطالة الحقيقي
- سندات الخزينة لدفع مستحقات المقاولين: قراءة في الدين الداخلي ...
- سندات الخزينة لدفع مستحقات المقاولين: قراءة في الدين الداخلي ...
- العراق بين تحولات الديموغرافيا وأزمات التنمية: قراءة في معضل ...
- عباءة الذهب… وجسد العراق العاري
- مليار دينار بلا عمل: البرلمان العراقي يبتلع المال ويعطل الاق ...
- ماوراء الاستيراد القياسي للذهب في العراق
- الاقتصاد العراقي يتجاوز طاقته الاستيعابية: مؤشرات النصف الأو ...
- حفلة التيوس
- الانتقائية في معيار -حسن السيرة والسلوك-: أزمة الديمقراطية ا ...
- حين يُصبح الانحياز صوتًا بلا عقل
- الاستثمار بين السيادة والتنمية: قراءة موضوعية في المادتين ال ...
- موازنة فريدة- وتجربة لم تكتمل: قراءة نقدية في خطاب الحكومة ع ...
- تحليل نقدي للتقرير الوطني الطوعي الثالث للعراق: بين الإنجازا ...
- تصريحات وزيرة المالية حول تأخر جداول الموازنة: قراءة في المب ...
- سنأخذ النفط العراقي-... هل ستتحقق نبوءة ترامب؟
- التبادل التجاري بين العراق والولايات المتحدة: فائض رقمي يخفي ...
- العراق بين شبح العجز وغياب الإصلاح: قراءة نقدية لتقرير صندوق ...
- قراءة في تحذيرات صندوق النقد للعراق
- عن الجامعات العراقية ومؤشر النزاهة البحثية.. الحقيقة ليست في ...


المزيد.....




- الاقتصاد العالمي في مواجهة الرسوم الجمركية وفقاعة الذكاء الا ...
- ترامب: أميركا تريد مساعدة الصين وليس إلحاق الأذى بها تجاريا ...
- يديعوت: أردوغان يرسّخ نفوذه في غزة ويدخل منافسة مباشرة مع مص ...
- مصر تراهن على استقرار أسعار الطاقة وترفع إنتاج الأسمنت لإعاد ...
- وادي السيليكون يخشى انفجار فقاعة الذكاء الاصطناعي
- كيف وفر العراق 2.6 مليار دولار عبر التقاضي الدولي؟
- سوق الفضة في لندن يشتعل بأكبر عاصفة منذ 4 عقود
- من الكارثة إلى البناء.. التعليم في درنة الليبية مؤشر للتعافي ...
- حاكم مصرف سوريا المركزي: العملة الجديدة ستكون رمزا للسيادة و ...
- حاكم مصرف سوريا المركزي: العملة الجديدة ستكون رمز للسيادة وا ...


المزيد.....

- دولة المستثمرين ورجال الأعمال في مصر / إلهامي الميرغني
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / د. جاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي ... / مجدى عبد الهادى
- الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق / مجدى عبد الهادى
- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - سهام يوسف علي - نقل المصانع الإيرانية إلى العراق بين فرص الاستثمار ومخاطر الإغراق الصناعي