أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - محمد بسام العمري - البيان الإلهي وأسراره في التأثير على النفس الإنسانية














المزيد.....

البيان الإلهي وأسراره في التأثير على النفس الإنسانية


محمد بسام العمري

الحوار المتمدن-العدد: 8492 - 2025 / 10 / 11 - 02:48
المحور: قضايا ثقافية
    


القرآن الكريم هو الكتاب الذي أنزله الله تعالى على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم ليكون هاديًا وموجهًا للبشرية، وحاملًا للحقائق المطلقة التي لا يأتيها الباطل من بين يديها ولا من خلفها. إنه ليس كتابًا عاديًا، بل هو معجزة لغوية وروحية وعلمية تتجلى في كل حرف من حروفه. القرآن يخاطب الإنسان بجوانب متعددة: العقل، الروح، والقلب، ليكون منهج حياة كاملًا ومصدرًا للهداية.
أولى جوانب الإعجاز في القرآن الكريم هي بلاغته التي تحدت الفصحاء وأرباب اللغة العربية على مر العصور. يقول الله تعالى: "وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَىٰ عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ" (البقرة: 23). هذا التحدي لا يزال قائمًا إلى يومنا هذا، حيث أثبت القرآن أنه نص لا يمكن محاكاته أو الإتيان بمثله، بل هو معجزة لغوية تتجاوز حدود الإبداع البشري. هذا الإعجاز اللغوي ليس فقط في صياغة الكلمات، بل في معانيها ودلالاتها العميقة التي تحمل رسائل أبدية تتجدد مع الزمن.
من أروع مظاهر الإعجاز القرآني هو تأثيره العميق على النفوس البشرية. القرآن يخاطب القلب مباشرةً بأسلوب يجمع بين الرحمة والهداية، ويوقظ في الإنسان شعورًا بالسلام الداخلي. قال الله تعالى: "الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ" (الرعد: 28). تأثير القرآن لا يقتصر على المؤمنين فقط، بل يمتد إلى من كان في قلبه شك أو عداء. كم من القلوب تحولت من الكفر إلى الإيمان تحت تأثير آياته؟ وكم من النفوس اضطربت ثم هدأت عندما لامست كلمات الله أعماقها؟
القرآن الكريم ليس كتابًا للتأمل الروحي فقط، بل هو أيضًا دستور عملي ينظم حياة الإنسان بأدق تفاصيلها. يحتوي القرآن على أحكام تشريعية واضحة تهدف إلى تحقيق العدل والمساواة في المجتمع. قال الله تعالى: "إِنَّ ٱللَّهَ يَأْمُرُ بِٱلْعَدْلِ وَٱلإِحْسَٰنِ" (النحل: 90). هذه الأحكام ليست عبئًا على الإنسان، بل هي وسائل لتحقيق التوازن بين الروح والمادة، بين الفرد والمجتمع، وبين حقوق الإنسان وواجباته.
جانب آخر من جوانب الإعجاز القرآني هو احتواؤه على إشارات علمية تكشف عن حقائق الكون التي لم تكن معروفة في وقت نزوله. قال الله تعالى: "سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي ٱلۡآفَاقِ وَفِيٓ أَنفُسِهِمۡ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمۡ أَنَّهُ ٱلۡحَقُّ" (فصلت: 53). هذه الآيات تدعونا للتأمل والتدبر في خلق الله وفي أنفسنا، وتكشف عن توافق بين النص القرآني والاكتشافات العلمية الحديثة، مما يزيد من إيماننا بأن القرآن هو كتاب الله الخالد.
القرآن الكريم جاء برسالة شاملة تدعو إلى السلام والتعايش والتسامح. يقول الله تعالى: "وَمَآ أَرۡسَلۡنَٰكَ إِلَّا رَحۡمَةً لِّلۡعَٰلَمِينَ" (الأنبياء: 107). هذه الرحمة تتجلى في جميع تعاليم القرآن التي تهدف إلى إسعاد الإنسان في الدنيا والآخرة. القرآن يعالج القضايا الأخلاقية والاجتماعية والروحية بطريقة تدفع الإنسان إلى تحقيق أقصى درجات الرقي والتطور.
على مر العصور، ظل القرآن الكريم معجزة مستمرة تناسب كل زمان ومكان. فبينما كانت رسائل الأنبياء السابقين محدودة بأوقات وأقوام معينة، فإن القرآن هو الرسالة الخالدة للبشرية جمعاء. قال الله تعالى: "إِنَّا نَحۡنُ نَزَّلۡنَا ٱلذِّكۡرَ وَإِنَّا لَهُۥ لَحَٰفِظُونَ" (الحجر: 9). هذه الحفظ الإلهي للقرآن يضمن بقاء رسالته دون تحريف أو تغيير.
القرآن الكريم هو معجزة الله الخالدة، وهو النور الذي يهدي البشرية في ظلمات الحياة. إنه ليس مجرد كتاب يُقرأ، بل هو حياة تُعاش، ومنهج يُتبع. ببلاغته، أحكامه، وأسراره، يبقى القرآن الكريم دليلًا على عظمة الخالق وحنانه على عباده. علينا أن نقرأه بتدبر ونتأمل في معانيه، لأن فيه كل الإجابات التي نحتاجها لنعيش حياة متوازنة مليئة بالإيمان والسلام.



#محمد_بسام_العمري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التحولات الاقتصادية العالمية الكبرى وأثرها المركّب على دول ا ...
- القارة التي تكتب نفسها — وعي إفريقيا في زمن التحول الرقمي
- الاستعمار الجديد: من الذهب الأسود إلى استعمار البيانات
- الفساد الإداري والمالي،
- أفريقيا: القارة التي تنهض من رمادها
- سحر العيون: نافذة إلى الروح
- إعجاز القرآن الكريم وأثره في النفوس البشرية
- -ابتسامة في أفق الوجود: مرآة الروح وسجاحة الخلق-
- بوحٌ على حافّة الكلمة
- النية الصادقة بين الأديان والفلسفات: جوهر العلاقة مع الله
- من خيوط الوهم إلى نسيج الفهم
- العزلة والحرية والوعي بالآخر في الفلسفة الوجودية
- حدود اللغة في فضاء العدم
- -الطابق الممنوع-
- -الساعة التي تبتلع الوقت-
- رحلة فب عوالم الأدب الافريقي .من الأدب المكتوب بالإنجليزية إ ...
- رحلة في عوالم الأدب الأفريقي: من التراث الشفهي إلى الأدب الم ...
- -غرفة رقم صفر-
- التفاعل مع التفاصيل بين الواقعية والرمزية الجمالية
- رحلة في عوالم الأدب الأفريقي: من التراث الشفهي إلى الأدب الم ...


المزيد.....




- كوريا الشمالية تستعرض صواريخ بعيدة المدى تزعم أنها قادرة على ...
- مفاوض أمريكي سابق يكشف ما يتطلبه تحقيق الاستقرار في غزة
- نظام ذكي يساعد على العناية بالنباتات وفهم احتياجاتها
- -مذبحة في الفاشر-.. غارة لطائرة مسيرة تابعة لقوات الدعم السر ...
- لقاء قصير في داونينغ ستريت.. وثائق تكشف اجتماعًا بين توني بل ...
- فيديو: معتقلان منذ 32 عاما...عائلة أسيرين فلسطينيين تترقب ال ...
- دوريات جوية لأمريكا وبريطانيا قرب حدود روسيا ضمن مهمة لحلف ا ...
- قائد القيادة الوسطى ومبعوث ترامب في غزة لتنسيق مرحلة ما بعد ...
- فورين بوليسي: وقف إطلاق النار يبعث الأمل برغم الدمار الرهيب ...
- مسيرة نحو إسلام آباد بعد مظاهرات عنيفة منددة بإسرائيل


المزيد.....

- في مدى نظريات علم الجمال دراسات تطبيقية في الأدب العربي / د. خالد زغريت
- الحفر على أمواج العاصي / د. خالد زغريت
- التجربة الجمالية / د. خالد زغريت
- الكتابة بالياسمين الشامي دراسات في شعر غادة السمان / د. خالد زغريت
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الساد ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الثال ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الأول ... / منذر خدام
- ازمة البحث العلمي بين الثقافة و البيئة / مضر خليل عمر
- العرب والعولمة( الفصل الرابع) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الثالث) / منذر خدام


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - محمد بسام العمري - البيان الإلهي وأسراره في التأثير على النفس الإنسانية