[اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب]

‏تغيير الصورة النمطية عن العلويين: مقاربة اجتماعية وثقافية

محمد عبد الكريم يوسف
مدرب ومترجم وباحث
(Mohammad Abdul-karem Yousef)

الحوار المتمدن-العدد: 8488 - 2025 / 10 / 7 - 16:15
المحور: قضايا ثقافية

‏
‏المقدمة
‏
‏تُعد الصورة النمطية أحد أبرز العوائق أمام فهم موضوعي للهويات الدينية والاجتماعية. فالعلويون، كغيرهم من الأقليات في الشرق الأوسط، تعرضوا لتشويه أو تبسيط مبالغ فيه عبر التاريخ، سواء في المصادر التاريخية أو في الإعلام الحديث. لذلك، يطرح السؤال: كيف يمكن تغيير الصورة النمطية عن العلويين؟
‏
‏أولاً: عبر البحث الأكاديمي الموضوعي
‏
‏إحدى الطرق الفاعلة لتغيير الصورة النمطية هي إنتاج معرفة أكاديمية رصينة بعيدة عن التسييس. إذ يساهم البحث التاريخي والأنثروبولوجي في تفكيك الأساطير التي التصقت بالعلويين، ويقدم صورة علمية عن تطورهم الديني والاجتماعي (Friedman, 2010 Winter, 2016).
‏
‏ثانيًا: عبر التعليم والمناهج
‏
‏تلعب المناهج التربوية دورًا محوريًا في بناء وعي جديد، إذ يمكن أن تعزز قيم التنوع والاحترام المتبادل بدلًا من إعادة إنتاج الصور النمطية. إدماج تاريخ الطوائف السورية ومنها العلويون في إطار الهوية الوطنية الجامعة يساعد على الحد من التحيزات (Pinto, 2012).
‏
‏ثالثًا: عبر الإعلام والثقافة
‏
‏غالبًا ما كرّس الإعلام العربي والغربي صورًا ضيقة تربط العلويين بالسلطة أو بالغموض العقائدي. في المقابل، يمكن للإنتاج الدرامي والفني والأدبي أن يُبرز حياة الناس اليومية وتجاربهم الإنسانية المشتركة، مما يخفف من التنميط ويبرز البعد الإنساني (Zisser, 1999).
‏
‏رابعًا: عبر الحوار والتواصل
‏
‏إن الانفتاح والحوار بين مكونات المجتمع السوري يعزز الفهم المتبادل ويُضعف الصور النمطية. اللقاءات المباشرة والتجارب المشتركة غالبًا ما تكون أكثر تأثيرًا من الخطابات النظرية، إذ تسمح بخلق صورة إنسانية بدلًا من الصورة المجرّدة.
‏
‏الخاتمة
‏
‏تغيير الصورة النمطية عن العلويين ليس مهمة سهلة، لكنه ممكن عبر مقاربة شاملة تشمل العلم والتعليم والثقافة والحوار. الأهم أن يتم النظر إلى العلويين، شأنهم شأن غيرهم من المجموعات، باعتبارهم جزءًا من نسيج وطني وإنساني غني، لا ككتلة مغلقة أو مجرد أداة سياسية.
‏
‏المراجع
‏
‏Friedman, Y. (2010). The NusayrīʿAlawīs: An introduction to the religion, history and identity of the leading minority in Syria. Brill.
‏
‏Pinto, P. G. (2012). "‘The Other’ as neighbor: The case of the ʿAlawīs in Syria." Comparative Studies of South Asia, Africa and the Middle East, 32(1), 157–170.
‏
‏Winter, S. (2016). A history of the ‘Alawis: From medieval Aleppo to the Turkish Republic. Princeton University Press.
‏
‏Zisser, E. (1999). "The Alawis, lords of Syria: From ethno-sectarian minority to ruling elite." Middle Eastern Studies, 35(2), 42–63.
‏
‏Harling, P., & Matthiesen, T. (2010). "The Syrian social fabric and the challenge of sectarianism." Middle East Report, 255, 6–11.
‏
‏
‏
‏

#محمد_عبد_الكريم_يوسف (هاشتاغ) Mohammad_Abdul-karem_Yousef#

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل