أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - جدعون ليفي - لا تبكوا على الحليب المسكوب، بل على الدم المسفوك: أجيال ستمرّ قبل أن تنسى غزة الإبادة الجماعية














المزيد.....

لا تبكوا على الحليب المسكوب، بل على الدم المسفوك: أجيال ستمرّ قبل أن تنسى غزة الإبادة الجماعية


جدعون ليفي

الحوار المتمدن-العدد: 8487 - 2025 / 10 / 6 - 08:01
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


يحتاج المرء إلى قدرٍ استثنائي من التفاؤل كي لا يشعر بالأسى أو يُتهم بالتشاؤم حيال الاتفاق المتعلق بغزة، لكن الأمر ممكن؛ إذ إن لهذا المقترح بعض الجوانب المضيئة.
فهو ليس اتفاق سلام بين إسرائيل وغزة — وهو ما كان سيكون أفضل بالطبع — بل اتفاق فرضته الولايات المتحدة على إسرائيل. ومع ذلك، بات واضحًا منذ زمن أن الاتفاق المفروض هو وحده القادر على دفع إسرائيل نحو التغيير. ها هو قد جاء: إشارة أمل لاستمرار السياسات الأميركية القائمة على الإكراه، إذ من دونها لا يتحرك شيء.

وقف نزيف الأرواح ومعاناة الملايين
لقد تمّ إنقاذ عشرات الآلاف من الأرواح هذا الأسبوع. وربما تبدأ مخاوف الجوع والمرض والمعاناة التي يعيشها أكثر من مليوني إنسان في الانحسار تدريجيًا.
يوم الأحد سيكون أول ليلةٍ منذ زمن ينام فيها الناس دون تهديد القصف فوق رؤوسهم المكشوفة.
وسيُستعاد حرية مئات الأشخاص: العشرون رهينة إسرائيلية الذين ما زالوا أحياء، و250 أسيرًا فلسطينيًا محكومين بالسجن المؤبد في إسرائيل، و1,800 معتقل من غزة، معظمهم أبرياء، محتجزون داخل السجون الإسرائيلية.
نعم، في السياق نفسه يجب أن يُقال إن للمعتقلين الفلسطينيين أيضًا عائلات عاشت سنوات طويلة من القلق وعدم اليقين بشأن مصير أحبّائهم.
إنهم يستحقون الإفراج عنهم أخيرًا.
ولم يُقدَّم أي من المعتقلين الـ1,800 من غزة إلى المحاكمة — لقد جرى اختطافهم أيضًا.
ومن الأفضل ألا نقارن ظروف الاحتجاز بين الجانبين؛ فهي مروّعة في كليهما. ولهذا، فإن الإفراج عنهم جميعًا يستحق الاحتفاء — من كل الأطراف، من جميع الأسر وكل المختطفين.

عودة التوازن في العلاقة بين واشنطن وتل أبيب
هذا الاتفاق يُعيد ترتيب العلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل:
إسرائيل هي دولة تابعة، والولايات المتحدة هي القوة العظمى.
في السنوات الأخيرة، تلاشت هذه الحدود إلى درجة أنه، خصوصًا خلال إدارتي أوباما وبايدن، بدا أحيانًا أن إسرائيل هي الراعية وأمريكا هي المحمية.
وأخيرًا، يظهر رئيس أميركي يجرؤ على استخدام نفوذه الهائل لفرض إرادته على إسرائيل.
إن الخطوات التي فرضها دونالد ترامب مفيدة لإسرائيل، وإن كان قليلون يعترفون بذلك.

الإبادة في غزة لن تُنسى
إنهاء الحرب جيد بالطبع لغزة، لكنه جيد أيضًا لإسرائيل.
فليس الآن وقت تعداد الأضرار الهائلة التي سبّبتها الحرب لإسرائيل، بعضها لا يمكن إصلاحه.
ولن ينسى العالم قريبًا الإبادة الجماعية، كما أن أجيالًا ستمرّ قبل أن تنسى غزة ما حدث لها.
وقف الحرب الآن هو الشرّ الأقل لإسرائيل، التي تاهت عن طريقها وكانت خلال الأشهر الماضية على وشك انهيار أخلاقي واستراتيجي.
العمّ «دونالد» يُعيدها إلى حجمها الحقيقي، وربما أيضًا يضعها على مسارٍ مختلف.

حربٌ كان يمكن تجنبها
كان بإمكان إسرائيل أن تتجنب هذه الحرب، التي لم تجلب لها سوى الضرر، كما كان بإمكانها أن تُنهيها بطريقة مختلفة.
مفاوضات مباشرة مع حماس، أو بوادر حسن نية، كان يمكن أن تُغيّر مجرى الأمور.
الانسحاب الكامل من القطاع والإفراج عن جميع الأسرى كان سيُشير إلى بداية جديدة.
لكن إسرائيل — كعادتها — اختارت طريقًا آخر، تقوم فقط بما يُفرض عليها.

غزة تقف رغم الدمار
غزة — وحتى حماس — أنهت هذه الحرب وهي لا تزال واقفة:
مُنهكة، نازفة، محطّمة، فقيرة، لكنها على قدميها.
لقد أصبحت غزة هيروشيما جديدة، لكن روحها ما زالت حيّة.
لقد خرجت القضية الفلسطينية تمامًا من الأجندة الدولية؛
كانت لحظة أخرى من «السلام» مع السعودية كفيلة بأن تحوّل الفلسطينيين إلى الهنود الحمر الجدد في المنطقة.
ثم جاءت الحرب لتضعهم في صدارة الاهتمام العالمي.
العالم يُحبّهم ويشفق عليهم.
ولا عزاء لسكان غزة الذين دفعوا ثمنًا لا يُوصف — وربما ينساهم العالم مرة أخرى لاحقًا — لكنهم الآن في صدارة المشهد العالمي.

الاعتراف بالذنب ضرورة أخلاقية
ينبغي اغتنام هذه اللحظة لتغيير المزاج داخل إسرائيل.
لقد حان الوقت كي يفتح الإسرائيليون أعينهم ويروا ما اقترفت أيديهم.
ربما لا فائدة من البكاء على الحليب المسكوب، لكن الدم المسفوك مختلف.
لقد حان الوقت لفتح قطاع غزة أمام وسائل الإعلام وقول الحقيقة للإسرائيليين:
«انظروا، هذا ما فعلناه».
لقد آن الأوان لنتعلم أن الاعتماد على القوة العسكرية وحدها لا يؤدي إلا إلى الخراب.
آن الأوان لندرك أننا في الضفة الغربية نخلق غزة جديدة.
وآن الأوان لأن ننظر إلى الأمام مباشرة ونقول:
«لقد أخطأنا، لقد أسأنا، لقد تجاوزنا الحد».



#جدعون_ليفي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نتنياهو، إذا كان قتل 20,000 طفل في غزة امرا «خيرا» — فما هو ...
- اعتراف بلا إنقاذ: الهدية الجوفاء التي يقدمها العالم للفلسطين ...
- سكان مخيم جنين للاجئين ظنوا أن قوات الجيش الإسرائيلي قد غادر ...
- أيّ حياة تنتظر ستة أطفال وُلدوا في غزّة هذا الأسبوع؟
- لا مكان لإسرائيل في مسابقة اليوروفيجن وهي ترتكب الفظائع في غ ...
- كوخ استيطاني جديد ظهر في الخليل. ما تلاه أكد أسوأ مخاوف الجي ...
- الليبراليون الإسرائيليون مذهولون من احتمال أن يعاملهم رئيس ا ...
- الجيش الإسرائيلي لا يمكنه أن يغطي بقبعاته السوداء جرائمه في ...
- معظم حركة الاحتجاج في إسرائيل لا تهتم إلا بحياة رهائن غزّة – ...
- «جنرال سفك الدماء» في الضفة الغربية هو الوجه الأخلاقي لإسرائ ...
- مكان ترامب هو المحكمة الجنائية الدولية، لا حفل جائزة نوبل
- «من يهتم بأطفال غزة الآن»، هكذا صرح الجنرال -المعتدل- في الج ...
- في معركة عقربا، المستوطنون الإسرائيليون لا يرحمون الأرض الفل ...
- عندما مات أنس الشريف، ماتت الصحافة، وماتت الحقيقة، ومات التض ...
- مطلق النار الإسرائيلي يخرج حرًّا – ويعود لترهيب قرية فلسطيني ...
- نتنياهو يدفع مجلس الأمن الإسرائيلي للموافقة على -أمر الإبادة ...
- الاعتراف بفلسطين مكافأة لإسرائيل، ما يجب فعله هو فرض العقوبا ...
- نكار تجويع غزة لا يقل دناءة عن إنكار الهولوكوست
- عار التجويع المتعمد: حرب الجوع التي تشنها إسرائيل في غزة
- يعلن الآن ان إسرائيل لديها خطة للتطهير العرقي للفلسطينيين من ...


المزيد.....




- رؤيتنا: نظام بلا هياكل شعبية في عالم متزايد الأزمات
- -ماركسي- أميركي من تركيا.. كيف جذب المؤثر حسن بايكر ملايين ا ...
- وسط سلام بين أنقرة وحزب العمال.. قرويون يعودون إلى مزارعهم ف ...
- جيل Z 212 واحتجاجات الشباب في المغرب: من الفضاء الرقمي إلى ا ...
- جورجيا: الحزب الحاكم يفوز بالانتخابات المحلية وسط تصاعد الاح ...
- محتجون في فرنسا وإسبانيا يطالبون بوقف الدعم العسكري للكيان ا ...
- الغضب يملأ عشرات آلاف المتظاهرين لأجل غزة في شوارع مدريد
- حبس الخبير الاقتصادي اليساري عبد الخالق فاروق 5 سنوات
- انتصار صحفيو الوفد.. الإدارة توافق على تطبيق الحد الأدنى للأ ...
- الغضب يملأ عشرات آلاف المتظاهرين لأجل غزة في شوارع مدريد


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - جدعون ليفي - لا تبكوا على الحليب المسكوب، بل على الدم المسفوك: أجيال ستمرّ قبل أن تنسى غزة الإبادة الجماعية