أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - صلاح الدين ياسين - ماكس فيبر: الرجل الذي سبر أغوار المجتمعات الحديثة














المزيد.....

ماكس فيبر: الرجل الذي سبر أغوار المجتمعات الحديثة


صلاح الدين ياسين
باحث

(Salaheddine Yassine)


الحوار المتمدن-العدد: 8486 - 2025 / 10 / 5 - 15:47
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


يُعد ماكس فيبر (1864-1920) أحد أهم مؤسسي علم الاجتماع الحديث. ولعل ما يميز فيبر عن غيره هو نهجه الفريد في فهم المجتمع استنادا إلى وجهة نظر الأفراد الذين يعيشون فيه.
أولا: نظرية الفعل الاجتماعي
إن الفعل الاجتماعي عند فيبر ليس مجرد حركة جسدية. إنه فعل يقوم به الفرد، ويكون له معنى أو هدف معين. وهكذا، فقد صنف الأفعال الاجتماعية إلى أربعة أنواع رئيسية:
- الفعل العقلاني الهادف: عندما يتخذ الفرد قرارًا بناءً على حسابات دقيقة، مثل اختيار أفضل طريقة للقيام بالعمل في أسرع وقت.
- الفعل العقلاني القيمي: عندما يتصرف الفرد بناءً على قيمة يؤمن بها، مثل الجندي الذي يقاتل دفاعًا عن وطنه.
- الفعل العاطفي: عندما يتصرف الفرد تحت تأثير العواطف، مثل الصراخ على شخص ما بدافع الغضب.
- الفعل التقليدي: عندما يتصرف الفرد بناءً على العادة أو التقاليد، مثل إلقاء التحية على شخص دون التفكير في معناها.
ثانيا: العقلنة والبيروقراطية
رأى فيبر أن المجتمعات الغربية الحديثة تتجه نحو العقلنة بشكل متزايد. هذا يعني أن الحياة الاجتماعية لم تعد تحكمها التقاليد أو العواطف، بل أصبحت محكومة بالمنطق، الحسابات الرياضية، والكفاءة. إن أبرز مثال على العقلنة هو ظهور البيروقراطية (Bureaucracy). فبالنسبة لفيبر، البيروقراطية هي الطريقة الأكثر كفاءة لإدارة المؤسسات الكبرى مثل الحكومة أو الشركات. وتتميز بخصائص مثل:
- التسلسل الهرمي: وجود مستويات واضحة للسلطة.
- التخصص: لكل موظف وظيفة محددة.
- القواعد المكتوبة: كل شيء يتم وفقًا لقوانين ولوائح رسمية.
- تجنب الشخصنة: التعامل مع الأفراد بناءً على كفاءتهم وليس شخصياتهم.
ورغم أن فيبر اعترف بكفاءة البيروقراطية، إلا أنه لم يُخف قلقه من عواقبها، فقد وصفها بأنها "قفص من حديد" (Iron Cage). كان يخشى أن يؤدي هذا الاعتماد المفرط على المنطق والقواعد إلى سحق الإنسانية، الإبداع، والعواطف، وتحويل الأفراد إلى مجرد تروس في آلة ضخمة.
ثالثا: كيف ظهرت الرأسمالية؟
إن أحد أشهر أعمال فيبر هو كتابه "الأخلاق البروتستانتية وروح الرأسمالية". في هذا الكتاب، حاول فيبر الإجابة على سؤال مهم: لماذا ظهرت الرأسمالية الحديثة أولًا في أوروبا الغربية؟
لقد ربط فيبر بين ظهور الرأسمالية الحديثة وظهور البروتستانتية، وتحديدًا الفروع الكالفينية. باختصار، رأى المفكر الألماني أن بعض المبادئ البروتستانتية أدت إلى نشوء "روح الرأسمالية":
- العمل كواجب مقدس: اعتقد البروتستانت أن العمل الجاد في الحياة هو نوع من العبادة والواجب الديني.
- الزهد: شجعت البروتستانتية على العيش ببساطة وتجنب البذخ، مما أدى إلى ادخار الأرباح وإعادة استثمارها بدلاً من المبالغة في إنفاقها.
- الرضا الإلهي: إن النجاح في العمل واكتساب الثروة هما علامة محتملة على رضا الله في نظر المذهب البروتستانتي.
رابعا: أشكال السلطة
مَيَّز فيبر بين القوة التي تشير إلى القدرة على فرض إرادتك على الآخرين حتى لو كانوا لا يريدون ذلك، والسلطة بوصفها القدرة على فرض إرادتك، ولكن مع وجود القبول والشرعية من الآخرين.
كما صَنَّف فيبر السلطة إلى ثلاثة أنواع:
- السلطة التقليدية: تستند إلى العادات والتقاليد، مثل سلطة الملك أو الزعيم القبلي.
- السلطة الكاريزمية: تستند إلى الجاذبية الشخصية للقائد.
- السلطة العقلانية-القانونية: تستند إلى القوانين والمؤسسات، مثل سلطة رئيس منتخَب. وقد رأى فيبر أن الحداثة تميل إلى السلطة العقلانية القانونية، لكنها في حالات الأزمات قد تعود إلى الكاريزمية.



#صلاح_الدين_ياسين (هاشتاغ)       Salaheddine_Yassine#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صمويل هنتغتون: من صراع الأيديولوجيات إلى صدام الحضارات
- ميشيل فوكو: كيف نقع ضحية للسلطة دون أن نشعر بذلك؟
- حنة أرندت: الفكر الحر في مواجهة الطغيان
- الوضعية: عندما يصبح العلم الطريق الوحيد إلى المعرفة
- البراغماتية: فلسفة ما ينفع الناس
- العدمية: بين الفراغ الوجودي وصناعة المعنى
- من إف-22 إلى جيه-20: كيف غيّرت مقاتلات الجيل الخامس قواعد ال ...
- الحضارة تحت المجهر: كيف تعيد الديموغرافيا تشكيل العالم؟
- القطة التي اصطادت الفأر: حكمة دينغ التي غيّرت وجه الصين
- المستبد المستنير: هل هو ضرورة تاريخية أم نمط حكم عقيم؟
- حين تُحسم الحرب من خلف الستار: دور المخابرات في الصراعات الح ...
- ما هي عوامل التحول الديمقراطي؟
- حين تصبح السماء ساحة معركة: كيف تغيرت قواعد الدفاع الجوي؟
- كيف تنعش الحروب الرأسمالية؟
- لماذا تُعد مكافحة التجسس أصعب من التجسس نفسه؟
- هل اقتربت حقا نهاية عصر النفط؟
- لماذا يعتبر محافظ البنك المركزي أخطر منصب اقتصادي؟
- الجاسوس الذي باع أسرار أمريكا: قصة ألدريتش أميس
- حين تُصبح الجغرافيا لاعباً سياسياً: هل هي نعمة أم نقمة؟
- فيتنام تغير جلدها: عندما تتصالح الشيوعية مع السوق


المزيد.....




- حصريًا لـCNN.. شاهد ما قاله ترامب حول مصير حماس إذا تمسكت با ...
- فيديو منسوب إلى -مظاهرات ضخمة في المغرب-.. ما حقيقته؟
- غزة: نزوح بلا نهاية.. مئات الآلاف يتجهون جنوبًا هربًا من الق ...
- سوريا: هل تعكس أول انتخابات تشريعية بعد الإطاحة بنظام الأسد ...
- إيران تنتقد آلية الزناد وتقلل من دور أوروبا في المفاوضات الن ...
- لماذا اختار فضل شاكر تسليم نفسه للمخابرات اللبنانية؟
- 8 إصابات برصاص الاحتلال وتصاعد اعتداءات المستوطنين بأنحاء ال ...
- مدن العالم تتظاهر للمطالبة بوقف جريمة الإبادة في غزة
- كرات لهب فوق الرؤوس بمعرض صيني بسبب خلل بالدرون والمنصات تتف ...
- 3 منظمات دولية تطلق برنامجا تدريبيا لدعم الصحفيين السودانيين ...


المزيد.....

- الصورة النمطية لخصائص العنف في الشخصية العراقية: دراسة تتبعي ... / فارس كمال نظمي
- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - صلاح الدين ياسين - ماكس فيبر: الرجل الذي سبر أغوار المجتمعات الحديثة