ابو يوسف الغريب
كاتب وشاعر
(Zuhair Al Shaibani)
الحوار المتمدن-العدد: 8481 - 2025 / 9 / 30 - 09:45
المحور:
الادب والفن
(إلى البدوي بربطة عنق)
شدَّ رحيلهُ،
لكن الحداء
كان ما يزال
يرتِّب الحنجرةَ
على مقام الندبة.
هو بدويٌّ
لم يخلع الرمل من قلبه،
رغم أن ربطةَ العنق
كانت تُحكم خنقَ الشوق
كلّ صباح.
في جيبه الأيسر
قصيدةٌ
لم تطبعها مطابع.
وفي جيبه الأيمن
رمادُ عودٍ
كان يشعل ليله على أطراف السراب.
قال له الوقت:
امضِ…
وقال له الحداء:
أنصتْ…
وقال له هو:
أنا من مشى
بصوت القبيلة
إلى صمت المدينة.
هو يعرف الطريق
لكنّه
لا يثق بالبوصلة.
يشكُّ أن الجهات الأربع
قد بيعت في مزادٍ
بلا شهود.
شدّ الرحيل،
لكنه التفت،
كمن نسي شيئًا…
كمن قال في سرّه:
“يا غربتي،
كوني رفيقتي!”
هو البدوي،
نعم،
لكن ربطة العنق
لا تمحو الخيمة.
ولا أزرار القميص
تحبس نشيد الأرض.
هو البدويّ،
حين يضع رأسه على وسادة الإسفنج،
يحلم أن يعود
إلى حجرٍ
وسَماوةٍ
وغرّةِ فرس.
#ابو_يوسف_الغريب (هاشتاغ)
Zuhair_Al_Shaibani#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟