ابو يوسف الغريب
كاتب وشاعر
(Zuhair Al Shaibani)
الحوار المتمدن-العدد: 8446 - 2025 / 8 / 26 - 09:01
المحور:
الادب والفن
في المعبد،
حيث تُخبّأُ الأجوبة في صناديق الأسئلة،
وتُباع الخُطب بالأوقيّة،
جلس الكاهنُ الأكبر على عرشٍ من دخان،
يحرك سبّابته في الهواء،
فيختنق الهواء.
قال:
“كلُّ من جاعَ… قد امتحنه الرب،
وكلُّ من طغى… قد اختاره اللهُ ليمتحن به الآخرين.”
فصفّق الجالسون،
بينما كانت النيران تلتهم كتابًا مفتوحًا
على كرسيّ العدالة.
هنا،
تُقسَّم الأرواح بحسب دفتر المواليد،
وتُوزَّع الآخرة عبر طوابعَ رسميّة،
ويُقال للطفل اليتيم:
“اصبرْ،
فالسماءُ تعدّ لك وليمةً
في كوكبٍ آخر.”
في المعبد،
تُغسل الأرواحُ بماء الطاعة،
تُجفَّفُ بالنفاق،
وتُعطَّرُ بمسك الخديعة.
لا تسأل:
من أمر بالحرب؟
من بارك الدماء؟
من طبعَ الصمت على جبين الحناجر؟
فالأسئلةُ نجاسة،
والطاعةُ وضوء الأبرياء.
سيقول لك أحدهم:
“هذا النصُّ زندقة”،
وآخر:
“هذا محضُ شعر”.
لكنّك تعرف،
أن الشعرَ أصدقُ من فتاوى الخوف،
وأشرفُ من خُطبٍ
لا تُرى إلا في نشرات المساء.
#ابو_يوسف_الغريب (هاشتاغ)
Zuhair_Al_Shaibani#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟