ابو يوسف الغريب
كاتب وشاعر
(Zuhair Al Shaibani)
الحوار المتمدن-العدد: 8353 - 2025 / 5 / 25 - 02:52
المحور:
الادب والفن
راوية الطَّلَل
أنا الطَّلل،
أعرف وقعَ خطاك قبل أن تصل.
قد جئتَني تسألُ عن الوجد؟
عن دمعةٍ
جفّت على جدارٍ ما عادت الريح تطرقه؟
عن ظلّ راحلةٍ
لم يُبلّل الرملَ من بعدها سوى الصمت؟
كانوا هنا —
فرسانًا،
شعراء،
وعشّاق قوافل.
عقدوا الشمس على أعناق خيولهم،
وتخاصموا على بياض عيونٍ
لا تزال آثار أهدابها
مغروسة في التراب.
جاءوا،
فأنشدوا…
ثم مضوا،
وتركوا لي القصائد،
كأعقابِ نارٍ على رمادها،
وما سألني أحد:
هل يبكي الطَّلل؟
هل له قلبٌ يتكسّر كلما مرّت به القوافي؟
فخذ عني،
ما بقي من أصواتهم،
من بكائهم النبيل،
ومن صبرهم الطويل
على صقيع الحبّ وحرّ الخيانة.
وإن سألوك يومًا:
من أين شربتَ هذا الوجد؟
فقُل:
من بئرٍ سكنه الطَّلل،
وسقاه المسافرون بأعينهم.
#ابو_يوسف_الغريب (هاشتاغ)
Zuhair_Al_Shaibani#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟