ابو يوسف الغريب
كاتب وشاعر
(Zuhair Al Shaibani)
الحوار المتمدن-العدد: 8336 - 2025 / 5 / 8 - 17:49
المحور:
الادب والفن
“رسالة تحذيرية”
يا هذا،
لا ترفعْ رأسك عاليًا،
فالسقفُ ليس لك،
والهواء مُفلترٌ لغير أنفاسك،
والكراسي محجوزةٌ
لمن يوقّعون القرارات
بحبرٍ من دمك.
لا تنخدع باللافتة:
“هنا تُصنع العدالة”،
ففي الداخل،
يُساق المظلوم ليعتذر للجلاد
لأنه تألّم بصوتٍ عالٍ.
هل تعرف ماذا يعني أن تكون “مواطنًا صالحًا”؟
أن تبتسم في طابور طويل
ينتهي بركلة.
أن تضع يدك على قلبك
كلما مرّت سيارة مصفحة
تحمل مسؤولًا يبتسم للكاميرا
كما لو أنه جاء ليواسيك.
أن تُصفّق لمن سرق خبزك،
وتُدين جارَك لأنه جاع قبلك.
من قال لك إن الطاولة مستوية؟
الأقدام قصيرة في جهتك،
والملفات الثقيلة تُرمى عليك
لأنك “مُتاح”،
لا لأنك “مُهمّ”.
دعك من الشرفات،
فالمَنظرُ محجوزٌ
لمن يتقنون الكذب بلغة السلطة.
دعك من النشرات،
فالرصاص يُروى بلغة ضحاياه.
لا تكتب الحقيقة كاملة،
فالرقيب لا ينام،
والمطبعة تخشى
أن يصحو القارئ
ويطلب تأكيدًا.
قل نصفها،
وامشِ على الرصيف ببطء،
فمن يركض يبدو مذنبًا.
يا هذا،
احتفظ ببعض الخوف،
فهو يقيك من الأمل الزائد،
واحتفظ ببعض الأمل،
فهو يُفسد على الخوف انتصاره.
وفي المساء،
حين تغفو البيانات على أرائكها الجلدية،
أخرج ورقتك الخفية،
واكتب:
“كنتُ هناك،
ولم أصفّق.”
#ابو_يوسف_الغريب (هاشتاغ)
Zuhair_Al_Shaibani#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟