بيان الحمار الاول

ابو يوسف الغريب
كاتب وشاعر
(Zuhair Al Shaibani)

الحوار المتمدن-العدد: 8328 - 2025 / 4 / 30 - 18:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

بيان الحمار الأول

أنا الحمار…
فلا تَسخرْ!
قد كنتُ أسمعُ ما تقولونَ فيي:
“غباءٌ… ثقلٌ… بُطءُ فهمْ!”
لكنني
ما كنتُ يومًا قائدَ حربٍ،
ولا كتبتُ بيانَ نصرٍ
ثمّ أنكرْتُ الهزيمَةْ.
ما كنتُ شيخًا فوق منبرْ
يرغي،
ولا يفتي بعلمْ…
أنا الحمارْ
لكنني
لم أختلسْ
من خبزِ أطفالِ البلادْ،
ولا مناقصَةَ الإسفلتِ
في طرقِ العبادْ.

أنا الحمارُ…
ولم تُسجَّل في دفاتريَ الجريمةْ
لم أُطلق الغازَ المسيلْ
ولم أبعْ وطناً،
ولم أنهبْ قلوبَ النخلِ
وأرثُ العبيد
ولم أُزَوِّرْ للقبيلةِ
سيدًا من سادةِ التأييدْ.

أنا الحمار…
ومَن أنا؟
أنا الذي حملَ الصخورَ
على الجبالِ
وما شكا،
أنا الذي
حملَ الغُباءَ ولم يَملْ،
وما سألْ:
“لماذا الناسُ ترفَعُ فوق ظهري
كُلَّ هذا الثقلْ؟!”

أنا الحمارُ،
ولي لسانٌ،
إن أردتُ،
وإن سَكَتُّ
فذاكَ من فرطِ الحياءْ!
ما كنتُ يوماً خائنًا
أو مُخبرًا
أو طامعًا في كرسيّ عرشٍ
أو مِكاءْ…

فاسمعوني اليومَ،
إن كان لكم عقلٌ
وعينٌ تبصرانِ…
أنا الحمارُ…
لكنني
أشرفُ من ألفِ وزيرْ
وأوعى من شيوخٍ
يمنحونَ النارَ للعصفورِ
في بردِ العشيةْ.
أنا الحمارْ،
وفي الحظيرةِ
دولةٌ تمضي كما شاءَ “الكبارْ”…
أما الصغارْ،
فنحنُ نحملهمْ،
ولا نسألْ
عن الدينِ،
عن المذهبْ،
عن طعمِ الشعيرِ،
ولا النسبْ.

ابو يوسف الغريب

#ابو_يوسف_الغريب (هاشتاغ)       Zuhair_Al_Shaibani#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل