ابو يوسف الغريب
كاتب وشاعر
(Zuhair Al Shaibani)
الحوار المتمدن-العدد: 8334 - 2025 / 5 / 6 - 17:57
المحور:
الادب والفن
ما إن أكتبُ شعراً فيكِ
حتى أشتاقُ للقياكِ أكثر،
فيغارُ منّي بيتُ الشعر،
ويذوبُ على فم القصيدة.
ما إن أسمعَ لحنًا للحب،
حتى أحبّكِ كأنني ما أحببتُ قبلكِ،
طيف امرأة
في ابهى منظر
كأنني أراكِ لأول مرة
أنتِ بيانُ الوردِ الأوّل،
وعطركِ ينسابُ في رئتي
كما ينسابُ في البستان
جدول.
وهجُ الشوقِ في عينيكِ نارْ
تسكنُ القلبَ… ولا تُستَعارْ
كلّما أنكرْتُ حُبّي،
عادَ يزهرْ… مثل نارنجٍ يُدارْ
أيُّ امرأةٍ أنتِ؟
ماذا فيكِ أكثر
من سائرِ نساءِ الحقل؟
أنا لا أعرف ما القُربانُ الأكبر:
أأشقى فيكِ حين أراك؟
أم أنسى أهلي، عقلي،
وجعي، وحقلي،
وأنسى حتى
عطرَ العنبر؟
هبيني كأساً بين يديكِ،
هبيني فأساً،
هبيني منجل
وأنا أقبلُ…
أنتِ سِرّي، وأنتِ جهري
بينَ قلبي… والصّغار
كيفَ لا أعشقُ عيناكِ؟
وفيها البحرُ… والأقدارْ
أنا لا أجرؤ أن أجتازَ المعبر،
أتَهيّبُ زرقةَ مائه،
وفخامةَ جرفيهِ،
وسكينةَ معبده الأخضر.
يسخرُ مني صحبُ الحيّ،
قالوا: اتعشق فلاحةً
تَحمِلُ خنجر ؟
قلت: كلا،
بل هي تفاحةٌ
تحصدُ سكّر .
ما إن تُطلّي من طرفِ الضوء،
حتى يصمتُ ظلّي،
يركعُ بين يديكِ،
كأنه عاشقٌ أول.
أراكِ ولا أكتفي،
كأنكِ وطنٌ لم تطأهُ قدماي،
كأنكِ صلاةٌ منسية،
كلما تلوتها عُدتُ أطهر.
أنتِ لا تشبهين سوى طينِ الحقل ،
طازجةٌ كقطفِ المطر،
تُغوينَ الفأسَ ليهجرَ التُراب،
ويغرسَ فيكِ سناه .
شوقي إليكِ يملأ كياني
وهجُ الشوقِ
يُشعلُ وجدي
من أعلايَ حتى الأسفل.
#ابو_يوسف_الغريب (هاشتاغ)
Zuhair_Al_Shaibani#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟