ابو يوسف الغريب
كاتب وشاعر
(Zuhair Al Shaibani)
الحوار المتمدن-العدد: 8345 - 2025 / 5 / 17 - 15:50
المحور:
الادب والفن
في موسمِ الكمَأ،
تفوحُ رائحةُ الترابِ حين يعانِقُهُ المطر،
ويَرسُمُ الرملُ على صدرِه أثرًا،
خفَّ جَمَل، خَطْوَ حَجَل
وحتى سُرفَةُ دبَّابةٍ مرَّتْ حافيةً
وابتلعتها جحورُ الضُبَّانِ.
يهرعُ إلينا أكابرُ الرُّعاةِ،
يجرُّون أساطيلَهم في صحارينا،
يتأفَّفون من رائحةِ خيامِنا العتيقة،
لا تعجبهم قهوتُنا،
فقد أُعِدَّتْ على صوتِ الربابةِ
وتحت ضوءِ القمر.
يبحثون عن وليمةٍ في دارِ الندوةِ،
أو قصيدةِ مدحٍ في سوقِ عكاظ،
ثم يبدأون بجمعِ الكمَأِ في بوادينا،
وكلُّ كمأةٍ يُعيدونها إلينا
رصاصةً، وسجادةَ صلاةٍ،
وزعيمَ دليفري.
نصبوا شباكهم في خواصرنا،
تربَّصوا،
فأردوا صقورَنا ونسورَنا، الحِمام ،
وزرعوا في حواصلِ حَمامنا الزاجلِ
أجهزةَ تنصُّتٍ،
ليساعدونا في خوضِ حروبِنا
عبر نشراتِ الأخبارِ،
ويتتبعون سباقَ الهجن،
حتى يعرفوا أيَّ ناقةٍ تتعاطى المنشطات.
لكنهم – مشكورين –
تركوا لنا الغربان.
ولا بأس،
فما خابَ قومٌ تولَّى أمرَهم غراب.
#ابو_يوسف_الغريب (هاشتاغ)
Zuhair_Al_Shaibani#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟