أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - جدعون ليفي - نتنياهو، إذا كان قتل 20,000 طفل في غزة امرا «خيرا» — فما هو الشر إذًا؟














المزيد.....

نتنياهو، إذا كان قتل 20,000 طفل في غزة امرا «خيرا» — فما هو الشر إذًا؟


جدعون ليفي

الحوار المتمدن-العدد: 8480 - 2025 / 9 / 29 - 02:49
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


الزحف الجماعي للخروج من قاعة الأمم المتحدة كان ينبغي أن يشعر كل إسرائيلي بالخجل، ليدفعهم أخيرا إلى التساؤل: ربما فعلت إسرائيل شيئا خاطئا؟ لك بكل يقين يمكننا الافتراض أن معظم الإسرائيليين سيردون:
«إنها معاداة السامية، أيها الأغبياء»

«لم ننتهِ بعد»، صاح بصوت عالٍ، مهددًا كما يفعل زعيم مافيا تجاه شريط غزة المحتضر في الجمعية العامة للأمم المتحدة، التي كانت خاوية كما المسرح الذي عرض نفس الفيلم لأسابيع كثيرة. «لم ننتهِ بعد»، هاجم أيضا الإسرائيليين الذين يريدون منه أن يخرج من حياتهم بالفعل.
خطاب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يوم الجمعة أبرز مرة أخرى حقيقة أننا لم ننتهِ منه بعد، وأنه لم ينتهِ بعد من قطاع غزة ومنّا.
على الرغم من دبابيس الزينة الغريبة على صدره التي تحمل رمز QR يربط إلى صور ومقاطع فيديو لمجزرة 7 أكتوبر، والحيل الطفولية، والاختبار السريع، والخريطة ومكبرات الصوت في غزة، إلا أنه لا يزال شعبويا من الطراز الأول: سفاح جماعي، المطلوب للعدالة رقم واحد — حقيقة وجوده على المنبر في الأمم المتحدة فضيحة — رغم تظاهره بأنه ماما تيريزا.
كل من استمع إليه ولا يعرف شيئا عن ما تفعله بلاده في غزة والضفة الغربية قد يغريه الظن أن قوات الدفاع الإسرائيلية هي جيش الخلاص، وأن إسرائيل تتنافس مع اليونيسيف في مساعدة الأطفال المحتاجين، وأنه هو نفسه مؤمن يناصر طوال حياته تعاليم المهاتما غاندي. نعم، لا يزال نتنياهو يحاول ممارسة ذلك التأثير.
البداية بدت مبشرة. الزحف الجماعي للخروج من القاعة كان ينبغي أن يثير خجل كل إسرائيلي، ليدفعهم أخيرا إلى التساؤل: ربما فعلت إسرائيل شيئا خاطئا سبب كل هذا؟ لكن يمكن بيقين الافتراض أن معظم الإسرائيليين سيردون: «إنها معاداة السامية، أيها الأغبياء».
ثم تتالت بعض الحقائق: تحدث رئيس الوزراء بفخر عن كيف أن إسرائيل ضربت ودمرت وسحقت وعطلت ودمرت المنطقة المحيطة بأكملها. عشرات المرادفات للإبادة. استخدم قلمه الأسود المعتاد ليرسم علامات صح على خريطة العام الماضي، مغطياً كامل منطقة الدمار وربما ما قد يأتي أيضا. يا لها من فخامة. لم تظهر غزة. وتجاوز الضفة الغربية أيضا. ربما نسيهما.
مجموعة من المتملقين — قل عددهم هذا العام، من دون كل اليهود الأغنياء كما في السنوات السابقة — صفقوا؛ رئيس ديوان رئيس الوزراء، تساحي برافيرمان، ألقى نظرات قاسية حوله، ليتأكد من ألا يمتنع أحد عن التصفيق.
ثم جاءت الشعبوية والدعاية والأكاذيب التي لا تطاق، حتى بمعاييرِه. «أرأيتم صورة إفيتار دافيد. هزيل، مجبر على حفر قبره بنفسه». هل رأيتَ، يا رئيس الوزراء، صورة مروان البرغوثي في سجن إسرائيلي؟
هل رأيتَ الهيكل البشري، هذا الرجل الذي كان يمكن أن يجلب السلام؟ لقد حوّلتَ الخير إلى شر … والشر إلى خير، وصغتها كالوعظ بتعابير مكتوبة لتقدمها للدول الأوروبية التي اعترفت بدولة فلسطينية.
هل كنت تنوي الخير لإسرائيل، يا نتنياهو؟ كيف لم ترتعش يدك عندما كتبت هذه الكلمات؟ كيف لم يرتجف صوتك عندما قلتها؟ هل من الجيد قتل ألف طفل دون السنة من العمر و20,000 طفل إجمالاً؟ وخلق 40,000 يتيم جديد؟ محو غزة منهجيا، دون أن يبقى حجر منها على حجر؟
إن كان هذا هو «خيرك»، فما هو الشر إذًا؟ هل من الانسانية أن تتحدث عن السماح بدخول معونات تساوي 3,000 سعرة حرارية في اليوم لكل ساكن في القطاع؟ هل كان مشروعا ذكر ان زوجين شابين جميلين من السفارة الإسرائيلية في واشنطن قُتلا بالقرب من مبناها من قبل شخص مسؤول عن قتل عشرات الآلاف من الأزواج الشباب الجميلين في غزة — قتلا متواصلا لا نهاية له، حسب اعترافه الخاص؟
هل من العدل الادعاء (من دون ذكر المصدر) أن نحو 90 بالمئة من الفلسطينيين دعموا هجوم 7 أكتوبر، من دون أن تقول كم عدد الإسرائيليين اليهود الذين يؤيدون الإبادة، بعضهم بفرح وبعضهم بصمت؟ الرقم الحقيقي الوحيد الذي نقله كان أن أكثر من 90 بالمئة من المشرعين الإسرائيليين صوتوا ضد فرض دولة فلسطينية. يا له من أمر حقيقي ويا له من عار.
بلغ ذروة هذه الشعبوية الكاذبة في دفاعه عن الادعاءات بالجرائم ضد الإنسانية. هل طلب النازيون من اليهود بلطف أن يغادروا، سأل، مقارنا إسرائيل بالنازيين. حسنا، سيد نتنياهو، النازيون طردوا اليهود قبل أن تبدأ عملية الإبادة.
بين 1939 و1941 طردوا ونقلوا اليهود من ألمانيا وتشيكوسلوفاكيا والنمسا إلى بولندا المحتلة. تذكر خطة مدغشقر خطتكم وخطة الريفييرا التي اقترحتموها مع دونالد ترامب. الإبادة الأرمنية أيضا بدأت بعمليات ترحيل جماعي.
«لم ننتهِ بعد»، قالها رئيس وزرائنا، رئيس وزراء الجميع.



#جدعون_ليفي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اعتراف بلا إنقاذ: الهدية الجوفاء التي يقدمها العالم للفلسطين ...
- سكان مخيم جنين للاجئين ظنوا أن قوات الجيش الإسرائيلي قد غادر ...
- أيّ حياة تنتظر ستة أطفال وُلدوا في غزّة هذا الأسبوع؟
- لا مكان لإسرائيل في مسابقة اليوروفيجن وهي ترتكب الفظائع في غ ...
- كوخ استيطاني جديد ظهر في الخليل. ما تلاه أكد أسوأ مخاوف الجي ...
- الليبراليون الإسرائيليون مذهولون من احتمال أن يعاملهم رئيس ا ...
- الجيش الإسرائيلي لا يمكنه أن يغطي بقبعاته السوداء جرائمه في ...
- معظم حركة الاحتجاج في إسرائيل لا تهتم إلا بحياة رهائن غزّة – ...
- «جنرال سفك الدماء» في الضفة الغربية هو الوجه الأخلاقي لإسرائ ...
- مكان ترامب هو المحكمة الجنائية الدولية، لا حفل جائزة نوبل
- «من يهتم بأطفال غزة الآن»، هكذا صرح الجنرال -المعتدل- في الج ...
- في معركة عقربا، المستوطنون الإسرائيليون لا يرحمون الأرض الفل ...
- عندما مات أنس الشريف، ماتت الصحافة، وماتت الحقيقة، ومات التض ...
- مطلق النار الإسرائيلي يخرج حرًّا – ويعود لترهيب قرية فلسطيني ...
- نتنياهو يدفع مجلس الأمن الإسرائيلي للموافقة على -أمر الإبادة ...
- الاعتراف بفلسطين مكافأة لإسرائيل، ما يجب فعله هو فرض العقوبا ...
- نكار تجويع غزة لا يقل دناءة عن إنكار الهولوكوست
- عار التجويع المتعمد: حرب الجوع التي تشنها إسرائيل في غزة
- يعلن الآن ان إسرائيل لديها خطة للتطهير العرقي للفلسطينيين من ...
- إسرائيل أنقذت أطفالاً من تحت الأنقاض ذات يوم. لكنها اليوم تق ...


المزيد.....




- أزمة الصحة والتعليم ومعاناة الجماهير الشعبية هي نتيجة طبيعية ...
- ستارمر يتعهد بالتصدي لليمين المتطرف مع افتتاح المؤتمر السنوي ...
- جدل بعد تسريب جديد لعبد الناصر.. وحديث عن -عرض أميركي-
- النيابة الإسرائيلية توجه الاتهام ضد 4 متظاهرين بعد إشعال الن ...
- بالفيديو.. تهم لـ4 متظاهرين أضرموا النار قرب منزل نتنياهو
- حبس إسماعيل الاسكندراني 15 يومًا
- ضحايا جدد بين عمال المحلة
- شاركوا بالتوقيع للمطالبة بالإفراج عن الخبير الاقتصادي عبد ال ...
- عمال “المحلة”.. ضحايا انحياز الدولة وركض رجال الأعمال وراء ا ...
- م.م.ن.ص// عمال ميناء جنوة: درس في فلسفة المقاومة والتضامن! ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - جدعون ليفي - نتنياهو، إذا كان قتل 20,000 طفل في غزة امرا «خيرا» — فما هو الشر إذًا؟