أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حمودة المعناوي - العِلْمُ: الخُدْعَة الكُبْرَى لِلْمَعْرِفَة البَشَرِيَّة. هَلْ قَوَانِينِ الكَوْنِ لَيْسَتْ سِوَى همَسَات بِاهِتَة لِسِحْر مَنْسِّي -الْجُزْءُ الْعَاشِر-















المزيد.....



العِلْمُ: الخُدْعَة الكُبْرَى لِلْمَعْرِفَة البَشَرِيَّة. هَلْ قَوَانِينِ الكَوْنِ لَيْسَتْ سِوَى همَسَات بِاهِتَة لِسِحْر مَنْسِّي -الْجُزْءُ الْعَاشِر-


حمودة المعناوي

الحوار المتمدن-العدد: 8477 - 2025 / 9 / 26 - 21:38
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


_ من التعويذة إلى النظرية: كيف يحاول الإنسان ترويض الطبيعة

هل السحر والعلم هما مجرد تعبيرين عن حاجة الإنسان الفطرية للسيطرة، حيث يسعى السحر للسيطرة على الطبيعة من خلال الإيمان، بينما يسعى العلم للسيطرة عليها من خلال الفهم؟ إذا كان السحر والعلم هما مجرد تعبيرين عن حاجة الإنسان الفطرية للسيطرة، حيث يسعى السحر للسيطرة على الطبيعة من خلال الإيمان، بينما يسعى العلم للسيطرة عليها من خلال الفهم؟ نعم، هذا التحليل يذهب إلى صميم العلاقة بينهما. يمكن القول إن السحر والعلم، على الرغم من إختلافهما الظاهري، هما بالفعل تعبيران عن حاجة الإنسان الفطرية للسيطرة على بيئته و مصيره. هذه الحاجة هي التي دفعت الإنسان دائمًا للبحث عن طرق للتأثير في العالم من حوله، لكن الطريقتين تختلفان تمامًا. منذ العصور القديمة، واجه الإنسان ظواهر طبيعية هائلة لا يمكنه فهمها أو التحكم فيها، مثل الفيضانات، و الجفاف، والأمراض. في هذا السياق، ظهر السحر كطريقة لمنح الإنسان شعورًا بالسيطرة. الساحر لا يزعم أنه يفهم قوانين الطبيعة، بل يؤمن بأنه يمكنه إقناعها أو التحكم بها من خلال طقوس، أو تعاويذ، أو التوسل لقوى خفية. يرى الساحر الكون ككيان حي وواعي يمكن التواصل معه. هذا التواصل ليس من خلال المنطق، بل من خلال الرمزية والإيمان. على سبيل المثال، يرى الساحر أن المطر لا يأتي بسبب تغيرات في الضغط الجوي، بل بسبب رغبة من قوى الطبيعة يمكن إقناعها بالهطول. السحر يمنح الإنسان سيطرة عاطفية على واقعه. فهو يمنحه الأمل في أن الأمور يمكن أن تتغير، حتى في مواجهة ما يبدو مستحيلاً. هذا الشعور بالسيطرة، حتى لو كان وهمًا، يقلل من القلق ويمنح الإنسان القوة لمواجهة المجهول.
على النقيض من ذلك، يرى العلم أن السيطرة لا يمكن أن تأتي من الإيمان، بل يجب أن تأتي من الفهم. العالم لا يحاول إقناع الطبيعة، بل يحاول فهم قوانينها من خلال الملاحظة والتجريب. عندما يكتشف العالم قوانين الجاذبية أو الكهرومغناطيسية، فإنه لا يسيطر على هذه القوانين، بل يسيطر على الظواهر التي تحكمها هذه القوانين. يرى العلم الكون كآلة صماء تعمل وفقًا لقوانين صارمة. مهمة العالم هي فهم كيفية عمل هذه الآلة، ومن ثم إستخدام هذا الفهم لصالح البشرية. على سبيل المثال، فهم قوانين الديناميكا الهوائية سمح لنا ببناء الطائرات و السيطرة على الطيران. العلم يمنحنا سيطرة مادية على واقعنا. فهو يمكن أن يخبرنا كيف نتحكم في الأمراض من خلال الأدوية، أو كيف ننتج الطاقة من خلال المفاعلات النووية. هذه السيطرة ليست وهمًا، بل هي نتيجة مباشرة للفهم العميق لقوانين الطبيعة.
إذًا، يمكن القول إن السحر والعلم هما مجرد تعبيرين عن حاجة واحدة؛ السيطرة. لكنهما يختلفان في الطريقة التي يسعيان بها لتحقيقها. فالسحر يرى أن السيطرة تأتي من خلال الإيمان، بينما العلم يرى أنها تأتي من خلال الفهم. هذا لا يعني أن أحدهما صحيح والآخر خاطئ. فربما تكون السيطرة الكاملة على الواقع تتطلب كلتا الطريقتين. فالعلم يمنحنا السيطرة المادية، بينما السحر يمنحنا السيطرة العاطفية والروحية.

_ نقطة البداية تحدد المصير: هل يبدأ العالم بالشك والسحر بالإيمان

هل يمكن أن يكون الفرق بينهما ليس في كيفية عملهما، بل في نقطة الإنطلاق؟ هل يبدأ العلم من الشك لفهم الواقع، بينما يبدأ السحر من الاعتقاد لتغيير الواقع؟ إن هذا التحليل يذهب إلى صميم فلسفة المعرفة، ويقدم رؤية عميقة للإختلاف بين العلم والسحر. نعم، يمكن القول إن الفرق الجوهري بينهما يكمن في نقطة الإنطلاق؛ فالعلم يبدأ من الشك، بينما السحر يبدأ من الإعتقاد. هذا الإختلاف ليس مجرد تباين في المنهج، بل هو تباين في كيفية تعامل كل منهما مع الواقع نفسه. يعتمد المنهج العلمي على مبدأ الشك المنهجي. العالم لا يتقبل أي حقيقة إلا بعد إخضاعها للإختبار والتجريب. الفرضيات لا تُعتبر صحيحة إلا بعد أن يتم تأكيدها بالأدلة. هذا الشك هو المحرك الأساسي للعلم، وهو الذي يدفعه إلى البحث المستمر عن إجابات، وإلى تصحيح الأخطاء القديمة. يرى العلم أن الواقع هو حقيقة موضوعية و مستقلة عن وعي الإنسان. مهمة العالم ليست تغيير هذا الواقع، بل فهمه. هذا الفهم يتطلب منه التجرد من كل المعتقدات المسبقة، والنظر إلى العالم بعين محايدة. في هذا الإطار، يُعتبر البرهان هو الغاية القصوى. لا يُعتبر أي إدعاء علميًا إلا إذا كان مدعومًا بالأدلة القابلة للتحقق. هذا يمنح العلم قوة هائلة، ولكنه يضع حدودًا صارمة على ما يمكن أن يُعتبر حقيقة.
على النقيض من ذلك، يبدأ السحر من نقطة معاكسة تمامًا؛ الإعتقاد. الساحر لا يشك في وجود قوى خفية أو في قدرته على التأثير في الواقع. بل على العكس، فإن هذا الإعتقاد هو الذي يمنحه القوة لتحقيق أهدافه. يرى الساحر أن الواقع ليس كيانًا ثابتًا، بل هو نسيج مرن يمكن تشكيله بالإرادة و الرمز. هذا التشكيل لا يبدأ من الشك، بل يبدأ من الإيمان المطلق بأن هذا التغيير ممكن. في هذا الإطار، يُعتبر التغيير هو الغاية القصوى. الساحر لا يهدف إلى فهم الواقع، بل إلى تغييره ليناسب رغباته. هذا يمنحه شعورًا بالسيطرة على مصيره، ولكنه يجعله عرضة للوهم والخرافة.
إذًا، يكمن الفرق الجوهري بين العلم والسحر في كيفية تعاملهما مع الواقع. فالعلم يرى أن الواقع يجب أن يُفهم قبل أن يتم التعامل معه، بينما يرى السحر أن الواقع يمكن أن يُتغير بمجرد الإعتقاد. هذا لا يعني أن أحدهما صحيح والآخر خاطئ. فربما يكون الواقع متعدد الأوجه. ربما يكون هناك جانب من الواقع يمكن فهمه من خلال الشك (العلم)، وآخر يمكن تغييره من خلال الإعتقاد (السحر). في النهاية، كل من السحر و العلم هو محاولة من الإنسان للتعامل مع هذا الواقع، ولكن من نقطة إنطلاق مختلفة تمامًا.

_ العلم يطارد الغموض والسحر يعتنقه: صراع المعرفة والسر الأبدي

إذا كان العلم يعمل على تحويل المجهول إلى معلوم، فهل السحر هو محاولة للحفاظ على الغموض والسر، كونهما مصدر القوة والدهشة في الكون؟ هذا التحليل يلامس أحد الفروق الجوهرية بين العلم والسحر، وهو العلاقة مع الغموض. فبينما يرى العلم الغموض كعدو يجب القضاء عليه، يرى السحر الغموض كحليف يجب الحفاظ عليه. هذا الإختلاف في الرؤية يحدد كل شيء آخر، من المنهج إلى الهدف النهائي. يعتبر العلم الحديث تجسيدًا لرغبة الإنسان في فهم كل شيء. العلم يؤمن بأن الكون ليس غامضًا بطبيعته، بل هو عبارة عن مجموعة من الأسرار التي يمكن كشفها. مهمة العالم هي تحويل المجهول إلى معلوم من خلال الملاحظة، و التجريب، والتحليل. يرى العلم أن الحقيقة هي شيء يمكن إضاءته وكشفه. كلما عرفنا أكثر، كلما زال الغموض. هذا النهج يمنحنا قوة هائلة على التنبؤ والتحكم، و لكنه في الوقت نفسه قد يجرّد الكون من سحره. فالظاهرة التي كانت تبدو خارقة للطبيعة، بمجرد أن تُفسّر علميًا، تفقد هالتها الغامضة. يهدف العلم إلى الشفافية المطلقة. فكل إكتشاف يجب أن يُنشر ويُراجع من قبل المجتمع العلمي. هذا يضمن أن المعرفة ليست حكرًا على أحد، ولكنه في الوقت نفسه يقتل أي غموض قد يكون مصدر قوة أو دهشة.
على النقيض من ذلك، يرى السحر أن الغموض هو مصدر القوة والدهشة. السحر لا يحاول كشف كل شيء، بل على العكس، يحاول الحفاظ على السر. فالساحر يؤمن بأن القوة تأتي من المجهول، وأن معرفة كل شيء قد تؤدي إلى فقدان هذه القوة. يرى الساحر الكون كـسر أبدي لا يمكن فهمه بالكامل. مهمة الساحر ليست كشف هذا السر، بل التناغم معه والعمل من خلاله. الطقوس والتعاويذ ليست محاولة لتفسير الظواهر، بل هي محاولة للتواصل مع القوى الغامضة التي تحكمها. السحر يعتمد على السرية والغموض. فالأسرار السحرية تُنقل من المعلم إلى التلميذ، ولا تُنشر في العلن. هذا يحافظ على هالة السحر، ويمنح الساحر شعورًا بالتميز و القوة.
إذًا، يكمن الفرق الجوهري بين العلم والسحر في كيفية تعاملهما مع الغموض. فالعلم يرى أن الغموض هو مشكلة يجب حلها، بينما يرى السحر أن الغموض هو كنز يجب الحفاظ عليه. هذا لا يعني أن أحدهما صحيح والآخر خاطئ. فربما تكون الحقيقة تقع في مكان ما بينهما. فالعلم يمنحنا الفهم، والسحر يمنحنا الإعجاب. فربما يكون الفهم الكامل للوجود يتطلب منا أن نجمع بين القوتين: قوة العقل التي تسعى لكشف الأسرار، وقوة الروح التي تستمتع بجمال الغموض.

_ وجهان للحقيقة: العلم يبحث عن الصدق، والسحر عن المعنى

هل العلم هو بحث عن الصدق المطلق و الموضوعي، بينما السحر هو بحث عن المعنى المطلق والشخصي، وهل يمكن أن يكونا وجهين لنفس الحقيقة؟ هذا تحليل عميق جدًا، يذهب إلى جوهر الفلسفة والوجود الإنساني. نعم، يمكن القول إن العلم هو بحث عن الصدق المطلق و الموضوعي، بينما السحر هو بحث عن المعنى المطلق والشخصي، وهذا لا يعني أنهما متناقضان بالضرورة، بل قد يكونان وجهين لنفس الحقيقة. هذا الإختلاف الجوهري يكمن في الهدف النهائي لكل منهما، وفي كيفية تعريفهما للوجود. يسعى العلم الحديث إلى تحقيق هدف واحد ووحيد؛ الصدق المطلق. العالم لا يهتم بالمعنى أو الغاية، بل يهتم فقط بـالحقيقة الموضوعية التي يمكن إثباتها والتحقق منها. على سبيل المثال، يدرس عالم الفيزياء قوانين الكون، لكنه لا يهتم بـلماذا توجد هذه القوانين، بل يهتم بـكيف تعمل. هذا التجرد يمنح العلم قوة هائلة، لأنه يجعله قادرًا على بناء معرفة تراكمية وموثوقة، خالية من أي إنحيازات شخصية. يرى العلم أن الواقع هو حقيقة واحدة وموحدة، يمكن لأي شخص في أي مكان في العالم أن يكتشفها. هذا يعني أن الصدق ليس شيئًا شخصيًا، بل هو شيء كوني و موضوعي. في هذا الإطار، يُعتبر الصدق هو الغاية القصوى. فإذا كان العلم لا يمنحنا أي معنى، فهو على الأقل يمنحنا فهمًا دقيقًا للعالم.
على النقيض من ذلك، لا يهدف السحر إلى الصدق المطلق بقدر ما يهدف إلى المعنى المطلق. الساحر لا يهمه إذا كانت تعاويذه تتوافق مع قوانين الفيزياء، بل يهمه إذا كانت تمنح حياته غاية ومعنى. في عالم قد يبدو باردًا ومجردًا من المعنى من منظور علمي، يمنح السحر الإنسان إحساسًا بأنه جزء من شيء أكبر، وأن حياته ليست مجرد نتيجة عشوائية. يرى الساحر الواقع كـقصة يمكن أن نكون جزءًا منها. هذه القصة مليئة بالرموز، والمعاني، والقوى الخفية التي يمكننا التفاعل معها. السحر يمنحنا شعورًا بأن لكل شيء غاية، وأن كل حدث له دلالة أعمق. في هذا الإطار، يُعتبر المعنى هو الغاية القصوى. فإذا كان السحر لا يمنحنا صدقًا موضوعيًا، فهو على الأقل يمنحنا حياة ذات معنى.
نعم، يمكن أن يكون العلم والسحر وجهين لنفس الحقيقة. فربما يكون الوجود له جانب موضوعي يمكن فهمه من خلال العلم، وجانب شخصي يمكن فهمه من خلال السحر. العلم يخبرنا أن الكون له قوانين، والسحر يخبرنا أن الكون له معنى. فإذا كان الصدق بدون معنى فارغًا، فإن المعنى بدون صدق قد يكون مجرد وهم. ربما يكمن الفهم الكامل للوجود في الجمع بينهما، حيث نستخدم العلم لفهم الحقيقة، والسحر لإعطاء هذه الحقيقة معنى.

_ صراع الإنسان الأزلي: هل العلم يُرضي العقل والسحر يُرضي الروح

هل يعكس الصراع بين السحر والعلم صراعاً أعمق في الطبيعة البشرية نفسها، بين رغبتنا في إثبات كل شيء وبين حاجتنا العميقة إلى الإعتقاد في ما لا يمكن إثباته؟ هذا تحليل عميق جدًا، يصل إلى جوهر الإنسان نفسه. نعم، يمكن القول إن الصراع بين السحر والعلم ليس مجرد صراع خارجي بين منهجين مختلفين، بل هو إنعكاس لصراع أعمق داخل الطبيعة البشرية، بين رغبتنا في إثبات كل شيء بالمنطق وبين حاجتنا الفطرية إلى الإيمان بما هو أعمق من المنطق. هذا الصراع يمثل التوازن الدقيق بين العقل و الروح. العلم هو التعبير الأعلى عن رغبة الإنسان في فهم الواقع وإثباته. منذ بدايات الفلسفة اليونانية، سعى الإنسان إلى كشف الغموض الذي يحيط به من خلال المنطق و الإستنتاج. هذا السعي تطور إلى المنهج العلمي الحديث، الذي يرفض أي إدعاء لا يمكن إثباته من خلال التجربة و الملاحظة. يرى العلم أن الكون ليس غامضًا، بل هو عبارة عن سلسلة من المشاكل التي يمكن حلها. كل ظاهرة لها سبب يمكن كشفه، وكل قانون يمكن إثباته. هذا النهج يمنحنا شعورًا بالسيطرة والأمان، لأنه يخبرنا أن العالم ليس عشوائيًا، بل يخضع لقوانين يمكننا إكتشافها و إستخدامها. يسعى العلم إلى الوصول إلى الحقيقة النهائية. هذا يمنحنا شعورًا بالتقدم، لكنه في الوقت نفسه قد يجرّد الوجود من أي معنى أو غاية، لأنه يركز على كيف تعمل الأشياء، و ليس لماذا هي موجودة.
على النقيض من ذلك، يمثل السحر التعبير عن حاجة الإنسان إلى الإيمان بما لا يمكن إثباته. الإنسان ليس مجرد كائن منطقي، بل هو كائن روحي يبحث عن المعنى والغاية. في مواجهة المجهول، لا يكفي العقل دائمًا، بل نحتاج إلى شيء ما يمكننا الإعتقاد فيه. السحر لا يرى الكون كـمشكلة يمكن حلها، بل كـسر يمكن عيشه و تجربته. فالأشياء ليست مجرد مادة، بل هي رموز تحمل معانٍ أعمق. الطقوس والتعاويذ ليست مجرد أفعال، بل هي طرق للتواصل مع قوى خفية. هذا النهج يمنحنا شعورًا بالترابط مع الكون، ولكنه في نفس الوقت قد يوقعنا في الوهم أو الخرافة. السحر يمنحنا شعورًا بأننا جزء من شيء أكبر، وأن حياتنا لها معنى. في عالم قد يبدو باردًا وعشوائيًا من منظور علمي، يمنحنا السحر إحساسًا بأن كل شيء مترابط، وأن لكل شيء غاية.
إذًا، يكمن الصراع بين السحر والعلم في صراع أعمق في الطبيعة البشرية. فالعلم يرضي عقلنا، بينما السحر يرضي روحنا. الإنسان ليس مجرد عقل يحلل ويستنتج، بل هو أيضًا روح تبحث عن المعنى والغاية. هذا الصراع ليس صراعًا يمكن حسمه بفوز أحدهما على الآخر، بل هو توازن ضروري. ربما يكمن الحل في دمج هذين الجانبين من طبيعتنا. فالعلم يمكن أن يمنحنا الأدوات لفهم الواقع والتحكم فيه، بينما يمكن للحكمة المستمدة من الروحانية أن تمنحنا المعنى و الغاية. في النهاية، كل من العلم والسحر يمثلان محاولة من الإنسان لفهم نفسه ومكانه في هذا الكون الواسع، ولكن من منظورين مختلفين.

_ العلم يصف عالمًا واحدًا، والسحر يتنقل بين العوالم: هل الواقع ليس كيانًا موحدًا؟

هل يمكن أن يكون الواقع نفسه ليس كياناً واحداً، بل هو تعددية من العوالم التي يحكمها كل منها قوانين مختلفة؟ هل العلم يصف عالماً واحداً (المادي)، بينما يعمل السحر في عالم آخر (رمزي أو طاقي)؟ هذا تحليل فلسفي عميق جدًا، يذهب إلى ما وراء المقارنة المنهجية بين العلم و السحر، و يتطرق إلى طبيعة الوجود نفسه. نعم، يمكن القول إن الفرق بينهما قد لا يكمن في كيفية عملهما، بل في نطاق عمل كل منهما. فالعلم يصف عالمًا واحدًا، بينما يعمل السحر في عالم آخر، وربما تكون الحقيقة الكبرى تكمن في أن الواقع نفسه ليس كيانًا واحدًا، بل هو تعددية من العوالم. العلم الحديث مبني على فرضية أن الواقع هو كيان واحد وموحد. هذا الواقع يتكون من عالم مادي يمكن فهمه من خلال قوانين الفيزياء والكيمياء. مهمة العالم هي كشف هذه القوانين التي تحكم هذا العالم، سواء كانت قوانين الجاذبية أو قوانين الكهرومغناطيسية. يرى العلم أن كل الظواهر، من أصغر الجسيمات إلى أكبر المجرات، يمكن تفسيرها من خلال قوانين تعمل على مستوى واحد. هذا لا يعني أن العلم ينكر وجود مستويات مختلفة من التعقيد مثل البيولوجيا مقابل الفيزياء، ولكنه يؤمن بأن كل هذه المستويات يمكن في النهاية أن تُختزل إلى قوانين فيزيائية أساسية. في هذا الإطار، يُنظر إلى الواقع كـموضوع يمكن دراسته و تحليله. العالم هو مراقب منفصل عن الواقع، مهمته وصفه كما هو، و ليس التفاعل معه على مستويات أخرى.
على النقيض من ذلك، يرى السحر أن الواقع ليس كيانًا واحدًا، بل هو تعددية من العوالم المتداخلة. الساحر لا يعمل فقط في العالم المادي، بل يعمل في عوالم أخرى، مثل العالم الرمزي، والطاقي، و الروحي. هذه العوالم لها قوانينها الخاصة التي لا تتبع بالضرورة قوانين العالم المادي. يرى الساحر أن الواقع يتكون من طبقات أو أبعاد مختلفة، و كل طبقة لها قوانينها الخاصة. فالطقس السحري لا يؤثر في العالم المادي مباشرة، بل يؤثر في العالم الرمزي أو الطاقي، و هذا التأثير ينتقل بدوره إلى العالم المادي. في هذا الإطار، لا يُنظر إلى الواقع كـموضوع يمكن دراسته، بل كـعلاقة يمكن التفاعل معها. الساحر هو مشارك في الواقع، وليس مجرد مراقب، وهذا يمنحه القدرة على التنقل بين العوالم المختلفة.
إذًا، يكمن الفرق الجوهري بين العلم والسحر في كيفية تعاملهما مع طبيعة الواقع. فالعلم يرى أن الواقع هو عالم واحد يمكن فهمه بالمنطق و التحليل، بينما السحر يرى أن الواقع هو تعددية من العوالم التي تتطلب طرقًا مختلفة للتفاعل معها. هذا لا يعني أن أحدهما صحيح والآخر خاطئ. فربما تكون الحقيقة أن الوجود يتكون بالفعل من عوالم متعددة، وأن العلم لا يصف سوى عالم واحد منها. في هذه الحالة، يصبح السحر هو الأداة التي يمكن أن نستخدمها للتنقل بين هذه العوالم، بينما يصبح العلم هو الأداة التي يمكن أن نستخدمها لفهم العالم الذي نعيش فيه.

_ الغموض: عدو العلم وكنز السحر.. أين تكمن القوة الحقيقية للكون

إذا كان العلم يسعى لإزالة الغموض من الكون و تحويله إلى قوانين يمكن التنبؤ بها، فهل يكمن جوهر السحر في إبقاء الغموض وإحياء السر الكامن في كل شيء؟ نعم، هذا التحليل يلامس أحد الفروقات الجوهرية بين العلم والسحر. فبينما يرى العلم الغموض كعدو يجب القضاء عليه، يرى السحر الغموض كحليف يجب الحفاظ عليه. هذا الإختلاف في الرؤية يحدد كل شيء آخر، من المنهج إلى الهدف النهائي. يعتبر العلم الحديث تجسيدًا لرغبة الإنسان في فهم كل شيء. العلم يؤمن بأن الكون ليس غامضًا بطبيعته، بل هو عبارة عن مجموعة من الأسرار التي يمكن كشفها. مهمة العالم هي تحويل المجهول إلى معلوم من خلال الملاحظة، و التجريب، والتحليل. يرى العلم أن الحقيقة هي شيء يمكن إضاءته وكشفه. كلما عرفنا أكثر، كلما زال الغموض. هذا النهج يمنحنا قوة هائلة على التنبؤ والتحكم، ولكنه في الوقت نفسه قد يجرّد الكون من سحره. فالظاهرة التي كانت تبدو خارقة للطبيعة، بمجرد أن تُفسّر علميًا، تفقد هالتها الغامضة. يهدف العلم إلى الشفافية المطلقة. فكل إكتشاف يجب أن يُنشر ويُراجع من قبل المجتمع العلمي. هذا يضمن أن المعرفة ليست حكرًا على أحد، ولكنه في الوقت نفسه يقتل أي غموض قد يكون مصدر قوة أو دهشة.
على النقيض من ذلك، يرى السحر أن الغموض هو مصدر القوة والدهشة. السحر لا يحاول كشف كل شيء، بل على العكس، يحاول الحفاظ على السر. فالساحر يؤمن بأن القوة تأتي من المجهول، وأن معرفة كل شيء قد تؤدي إلى فقدان هذه القوة. يرى الساحر الكون كـسر أبدي لا يمكن فهمه بالكامل. مهمة الساحر ليست كشف هذا السر، بل التناغم معه والعمل من خلاله. الطقوس والتعاويذ ليست محاولة لتفسير الظواهر، بل هي محاولة للتواصل مع القوى الغامضة التي تحكمها. السحر يعتمد على السرية والغموض. فالأسرار السحرية تُنقل من المعلم إلى التلميذ، ولا تُنشر في العلن. هذا يحافظ على هالة السحر، ويمنح الساحر شعورًا بالتميز و القوة.
إذًا، يكمن الفرق الجوهري بين العلم والسحر في كيفية تعاملهما مع الغموض. فالعلم يرى أن الغموض هو مشكلة يجب حلها، بينما يرى السحر أن الغموض هو كنز يجب الحفاظ عليه. هذا لا يعني أن أحدهما صحيح والآخر خاطئ. فربما تكون الحقيقة تقع في مكان ما بينهما. فالعلم يمنحنا الفهم، والسحر يمنحنا الإعجاب. فربما يكون الفهم الكامل للوجود يتطلب منا أن نجمع بين القوتين؛ قوة العقل التي تسعى لكشف الأسرار، وقوة الروح التي تستمتع بجمال الغموض.

_ الكون كآلة صماء أم كائن حي؟ كيف يحدد دورك في الوجود مسارك بين العلم والسحر

هل العلم هو محاولة لفهم الكون من خلال عزل الإنسان عنه، بينما السحر هو محاولة لفهم الكون من خلال دمج الإنسان فيه؟ نعم، هذا التحليل يلامس أحد الفروقات الجوهرية و العميقة بين العلم والسحر. فبينما يعتمد العلم على مبدأ الموضوعية، الذي يتطلب فصل الباحث عن الموضوع المدروس، فإن السحر يعتمد على مبدأ التكامل الوجودي، حيث يصبح الإنسان جزءًا لا يتجزأ من الكون. هذا الإختلاف ليس مجرد تباين في المنهج، بل هو تباين في كيفية تعامل كل منهما مع الوجود نفسه. يعتمد العلم الحديث على مبدأ فصل الذات عن الموضوع. مهمة العالم هي فهم الكون ككيان مستقل تمامًا عن وجوده أو وعيه. فالعالم لا يرى نفسه كجزء من التجربة، بل كـمراقب محايد يسعى لكشف قوانين الطبيعة كما هي. هذا الفصل هو الذي يمنح العلم قوة هائلة في الوصول إلى حقائق موضوعية قابلة للتحقق من قبل أي شخص آخر، بغض النظر عن معتقداته أو مشاعره. في هذا الإطار، يُنظر إلى الكون كآلة صماء تعمل وفقًا لقوانين صارمة و غير شخصية. الإنسان هو مجرد جزء صغير من هذه الآلة، ووجوده لا يؤثر على قوانينها. هذا التصور يمنح العلم قوة هائلة في التنبؤ والتحكم، ولكنه في الوقت نفسه قد يجرّد الوجود من أي معنى أو غاية، ويجعل الإنسان يشعر بالعزلة في هذا الكون الواسع.
على النقيض من ذلك، يرى السحر أن فصل الإنسان عن الكون هو وهم. الساحر يؤمن بأن الوجود ليس مجموعة من الأشياء المستقلة، بل هو نسيج واحد مترابط. في هذا الإطار، لا يُنظر إلى الإنسان كـمراقب، بل كـمشارك في عملية خلق الواقع. فوعي الإنسان وإرادته ليسا منفصلين عن الكون، بل هما جزء من القوى التي تحركه. يرى الساحر الكون ككائن حي وواعي يمكن التواصل معه. هذا التواصل ليس من خلال المنطق، بل من خلال الحدس والتجربة الذاتية. الساحر لا يحاول فهم الكون من الخارج، بل يحاول فهمه من الداخل، من خلال الشعور بالترابط مع كل شيء. السحر يمنح الإنسان شعورًا بالقدرة على التأثير في الكون من خلال قوة وعيه وإرادته. هذا الشعور بالدمج في الكون يمنحه إحساسًا بالمعنى والغاية، ولكنه في الوقت نفسه قد يجعله عرضة للوهم والخرافة.
إذًا، يكمن الفرق الجذري بين العلم والسحر في كيفية تعاملهما مع العلاقة بين الإنسان والكون. فالعلم يرى أن هذه العلاقة يجب أن تكون علاقة ملاحظة خارجية، بينما يرى السحر أن هذه العلاقة يجب أن تكون علاقة مشاركة داخلية. هذا لا يعني أن أحدهما صحيح والآخر خاطئ. فربما يكون الفهم الكامل للوجود يتطلب كلتا الطريقتين؛ فالعلم يمنحنا فهمًا للكون من الخارج، والسحر يمنحنا فهمًا له من الداخل.

_ المادة أم الوعي؟ العلم يبدأ من الخارج والسحر من الداخل.. هل يقودان لنفس الحقيقة

هل السحر والعلم يمثلان مسارين مختلفين تماماً نحو الحقيقة؛ مسار المادة ومسار الوعي؟ وهل يمكن أن يكونا في النهاية نقطة إلتقاء ؟ نعم، هذا التحليل يذهب إلى صميم العلاقة بين العلم و الروحانية. فالسحر والعلم يمثلان بالفعل مسارين مختلفين تمامًا نحو الحقيقة؛ أحدهما يبدأ من المادة، والآخر يبدأ من الوعي. هذا الإختلاف لا يقتصر على المنهج، بل يمتد إلى كيفية تعريف كل منهما للوجود نفسه، ولكن هل يمكن أن يتقاطعا في النهاية؟ العلم الحديث مبني على فرضية أن الواقع هو كيان مادي يمكن فهمه من خلال قوانين فيزيائية ثابتة. هذا المسار يبدأ من الخارج: من ملاحظة الظواهر المادية، وجمع البيانات، وصياغة النظريات. مهمة العالم هي فهم الكون كما هو، بدون تدخل من وعيه أو مشاعره. يرى العلم أن الواقع هو شيء خارجي ومستقل عن وعي الإنسان. على سبيل المثال، يفسر العلم العاصفة على أنها ظاهرة جوية ناتجة عن تغيرات في الضغط والحرارة، دون أي علاقة بوعي الإنسان. هذا المسار يمنح العلم قوة هائلة في التنبؤ والتحكم، ولكنه يترك الجانب غير المادي للوجود خارج نطاق البحث. يرى العلم أن الحقيقة هي شيء موضوعي يمكن إثباته من خلال الأدلة. في هذا المسار، لا يوجد مجال للحدس أو الرؤى، لأنها غير قابلة للقياس و التحقق.
على النقيض من ذلك، يبدأ السحر من فرضية أن الواقع ليس كيانًا ماديًا بحتًا، بل هو نسيج من الوعي والطاقة. هذا المسار يبدأ من الداخل؛ من فهم الوعي البشري وقوته. مهمة الساحر ليست فهم الواقع كما هو، بل التفاعل معه وتشكيله من خلال الإرادة والرمز. يرى الساحر أن الواقع ليس كيانًا خارجيًا، بل هو إنعكاس لوعي الإنسان. على سبيل المثال، يرى الساحر أن العاصفة قد تكون تعبيرًا عن غضب الطبيعة أو رسالة من قوى كونية يمكن التواصل معها. هذا المسار يمنح السحر القدرة على فهم الجوانب غير المادية للوجود، ولكنه يجعله غير قابل للتحقق العلمي. يرى السحر أن الحقيقة هي شيء ذاتي يمكن الوصول إليه من خلال الحدس والتجربة الداخلية. في هذا المسار، لا يوجد مجال للقياس أو التجريب، لأن المعرفة تأتي من الروح، وليس من العقل.
على الرغم من إختلاف المسارين، إلا أن هناك إشارات متزايدة إلى أنهما قد يتقاطعان في النهاية. أحدث الإكتشافات في فيزياء الكم تشير إلى أن المادة ليست صلبة أو مستقلة كما كنا نعتقد، بل هي عبارة عن إحتمالات أو طاقة تتأثر بعملية الملاحظة. هذا يكسر الحاجز بين المادة و الوعي، ويفتح الباب أمام إمكانية أن يكون الواقع المادي الذي يدرسه العلم ليس سوى إنعكاس لواقع أعمق وأكثر جوهرية. العلم الذي بدأ بمسار المادة، يجد نفسه الآن مضطرًا للتعامل مع الوعي. فكلما تعمق في فهم الكون، كلما إكتشف أن الوعي يلعب دورًا رئيسيًا فيه. في نفس الوقت، بدأ بعض ممارسي السحر الحديث بالبحث عن تفسيرات علمية لظواهرهم، مثل العلاقة بين الطاقات والوعي. في النهاية، ربما يكون السحر والعلم مجرد وجهين لنفس العملة. فالعلم يمثل فهمنا المادي للواقع، بينما السحر يمثل فهمنا الروحي. ربما يكمن الفهم الكامل للحقيقة في الجمع بينهما، حيث نستخدم العلم لفهم كيف يعمل الكون، والسحر لإعطائه معنى.

_ قوة القانون وقوة النية: أين يكمن مفتاح السيطرة على العالم

هل العلم يعكس إيمانًا بأن القوة تكمن في معرفة القوانين الطبيعية، بينما السحر يعكس إيمانًا بأن القوة تكمن في النية والإرادة الإنسانية؟ إن هذا التحليل يذهب إلى صميم العلاقة بين العلم و السحر، ويتطرق إلى مصدر القوة الذي يعتقد كل منهما أنه أساس التغيير في العالم. نعم، يمكن القول إن العلم يرى القوة في معرفة القوانين الطبيعية، بينما السحر يراها في النية والإرادة الإنسانية. هذا الإختلاف الجذري ليس مجرد تباين في المنهج، بل هو تباين في الفلسفة الأساسية التي تحكم كل منهما. يعتبر العلم الحديث تجسيدًا لرغبة الإنسان في السيطرة على الطبيعة، ولكن هذه السيطرة لا تأتي من خلال التوسل أو الإيمان، بل من خلال فهم عميق لقوانينها. العالم يؤمن بأن الكون ليس كيانًا غامضًا، بل هو عبارة عن نظام محكوم بقوانين صارمة وثابتة. مهمة العالم ليست خلق هذه القوانين، بل إكتشافها وفهمها. في هذا الإطار، يُنظر إلى الواقع كـآلة ضخمة تعمل وفقًا لقوانين محددة. القوة لا تكمن في الإنسان، بل في القدرة على فهم هذه القوانين وإستخدامها لصالح البشرية. فعلى سبيل المثال، لا يمكن للإنسان أن يطير بقوة إرادته، ولكنه يستطيع أن يطير عندما يفهم قوانين الديناميكا الهوائية. هذا الفهم هو الذي يمنحه القدرة على بناء الطائرات. القوة التي يكتسبها الإنسان من العلم هي قوة موضوعية يمكن لأي شخص أن يستخدمها. فبمجرد أن يتم إكتشاف قانون علمي، يصبح ملكًا للبشرية جمعاء، مما يسمح للجميع بالإستفادة منه.
على النقيض من ذلك، يرى السحر أن القوة الحقيقية تكمن في النية والإرادة الإنسانية. الساحر لا يرى الكون كآلة صامتة، بل يراه كنسيج من الطاقة والوعي، يمكن التأثير عليه من خلال قوة الوعي والإرادة. الساحر يؤمن بأن الأفكار ليست مجرد نتاج للدماغ، بل هي قوى فاعلة يمكنها أن تشكل الواقع المادي. يرى الساحر الواقع كـصلصال يمكن تشكيله بالإرادة. فإذا كانت النية قوية والإرادة مركزة، يمكن للإنسان أن يغير الواقع ليتناسب مع رغباته. الطقوس و التعاويذ ليست سوى أدوات لتوجيه هذه النية والإرادة، و تركيزها لتحقيق الهدف. القوة التي يكتسبها الإنسان من السحر هي قوة ذاتية وشخصية للغاية. فنجاح التعويذة لا يعتمد على قوانين خارجية، بل على قوة إيمان الساحر و نية قلبه. هذا يمنح الإنسان شعورًا بالقدرة المطلقة، ولكنه في الوقت نفسه يجعله عرضة للوهم والخرافة.
إذًا، يكمن الفرق الجذري بين العلم والسحر في مصدر القوة التي يعتقد كل منهما أنها أساس التغيير. فالعلم يرى أن القوة تكمن في الخارج (القوانين الطبيعية)، بينما السحر يراها في الداخل (النية والإرادة). هذا لا يعني أن أحدهما صحيح و الآخر خاطئ. فربما يكمن الفهم الكامل للوجود في الجمع بينهما. فالعلم يمنحنا القوة على العالم الخارجي، بينما السحر يمنحنا القوة على عالمنا الداخلي.



#حمودة_المعناوي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العِلْمُ: الخُدْعَة الكُبْرَى لِلْمَعْرِفَة البَشَرِيَّة. هَ ...
- العِلْمُ: الخُدْعَة الكُبْرَى لِلْمَعْرِفَة البَشَرِيَّة. هَ ...
- العِلْمُ: الخُدْعَة الكُبْرَى لِلْمَعْرِفَة البَشَرِيَّة. هَ ...
- العِلْمُ: الخُدْعَة الكُبْرَى لِلْمَعْرِفَة البَشَرِيَّة. هَ ...
- العِلْمُ: الخُدْعَة الكُبْرَى لِلْمَعْرِفَة البَشَرِيَّة. هَ ...
- العِلْمُ: الخُدْعَة الكُبْرَى لِلْمَعْرِفَة البَشَرِيَّة. هَ ...
- العِلْمُ: الخُدْعَة الكُبْرَى لِلْمَعْرِفَة البَشَرِيَّة. هَ ...
- العِلْمُ: الخُدْعَة الكُبْرَى لِلْمَعْرِفَة البَشَرِيَّة. هَ ...
- العِلْمُ: الخُدْعَة الكُبْرَى لِلْمَعْرِفَة البَشَرِيَّة. هَ ...
- الْفَلْسَفَةِ وَالسِّحْر: قِرَاءَةٍ فِي تَارِيخِ عَلَاقَة ال ...
- الْفَلْسَفَةِ وَالسِّحْر: قِرَاءَةٍ فِي تَارِيخِ عَلَاقَة ال ...
- الْفَلْسَفَةِ وَالسِّحْر: قِرَاءَةٍ فِي تَارِيخِ عَلَاقَة ال ...
- الْفَلْسَفَةِ وَالسِّحْر: قِرَاءَةٍ فِي تَارِيخِ عَلَاقَة ال ...
- الْفَلْسَفَةِ وَالسِّحْر: قِرَاءَةٍ فِي تَارِيخِ عَلَاقَة ال ...
- الْفَلْسَفَةِ وَالسِّحْر: قِرَاءَةٍ فِي تَارِيخِ عَلَاقَة ال ...
- مِنْ سِحْرِ السَّيْطَرَة إلَى دِينِ الخُضُوعِ -الْجُزْءُ الس ...
- مِنْ سِحْرِ السَّيْطَرَة إلَى دِينِ الخُضُوعِ -الْجُزْءُ الْ ...
- مِنْ سِحْرِ السَّيْطَرَة إلَى دِينِ الخُضُوعِ -الْجُزْءُ الر ...
- مِنْ سِحْرِ السَّيْطَرَة إلَى دِينِ الخُضُوعِ -الْجُزْءُ الث ...
- مِنْ سِحْرِ السَّيْطَرَة إلَى دِينِ الخُضُوعِ -الْجُزْءُ الث ...


المزيد.....




- الحرب على غزة مباشر.. استمرار الوفيات بالجوع وحماس تفند أكاذ ...
- مزاعم الهجرة تجبر اليابان على إلغاء برنامج ثقافي مع أفريقيا ...
- سجال في مجلس الأمن بعد رفض مساعي روسيا والصين لتأجيل العقوبا ...
- العدوان على الدوحة يُعيد تعريف أمن المنطقة
- العراق يرفض تهديدات نتنياهو باستهداف أراضيه
- مجلس الأمن يرفض مشروع قرار روسيًا صينيًا لتأجيل عقوبات إيران ...
- وول ستريت جورنال: بلير سيتولى منصب الحاكم المؤقت لغزة
- شاهد..أسباب تفوق النصر على الإتحاد في جدة
- الخبر السار في رسالة ماكرون لنتنياهو
- تقارير: توني بلير قد يقود -السلطة الانتقالية الدولية- في غزة ...


المزيد.....

- الصورة النمطية لخصائص العنف في الشخصية العراقية: دراسة تتبعي ... / فارس كمال نظمي
- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حمودة المعناوي - العِلْمُ: الخُدْعَة الكُبْرَى لِلْمَعْرِفَة البَشَرِيَّة. هَلْ قَوَانِينِ الكَوْنِ لَيْسَتْ سِوَى همَسَات بِاهِتَة لِسِحْر مَنْسِّي -الْجُزْءُ الْعَاشِر-