أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - سالم روضان الموسوي - النزاهة جوهر المقاومة الشهيد نصرالله انموذجاً














المزيد.....

النزاهة جوهر المقاومة الشهيد نصرالله انموذجاً


سالم روضان الموسوي

الحوار المتمدن-العدد: 8477 - 2025 / 9 / 26 - 00:49
المحور: دراسات وابحاث قانونية
    


ونحن نستذكر الشهيد حسن نصرالله فإننا نستذكر شرف المقاومة التي وقفت بوجه اعتى قوة غاشمة، وواجهت طغيانها بمقومة شريفة جوهرها الايمان بالقضية التي من اجلها حملوا السلاح ووضعوا القلوب دروعا لحماية اهلهم وبلدهم، فكان نصرهم هو نصر الله الذي وعد به عباده، بقوله الكريم ( وَأُخْرَى تحِبّونهَا نَصرٌ مِّنَ اللّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشرِ الْمُؤْمِنِينَ) وكان سياق الآية يشير الى ان نصر الله هو نتيجة الجهاد في سبيل الله، ويرى اهل العلم بان الجهاد نوعان الجهاد الأصغر وهو القتال في سبيل الله والجهاد الأكبر هو جهاد النفس ويقول النبي الاكرم (ص) ان الجهاد الأكبر هو مجاهدة النفس الداخلية والشهوات والرغبات ووصفه الرسول الاكرم بانه افضل جهاد بقوله (ص) (أفضل الجهاد من جاهد نفسه التي بين جنبيه)،
وحيث ان آفة الفساد هي العدو الأكبر للإنسان، فاذا هيمنت على نفسه الامارة بالسوء ساء سلوكه وانصرف عن التقوى الى الفجور، وانحرف عن قيم النزاهة الى حضيض الفساد، وعند استذكار ابطال المقاومة في جميع المجتمعات على ارض المعمورة تجد ان المشترك بينهم هو نزاهتهم واستقامتهم ومقاومتهم لمغريات الدنيا والترفع عن تقبل السحت الحرام، وهذا هو جوهر مقاومتهم في الدفاع عن قضاياهم المصيرية والعقائدية وحماية ارضهم وعرضهم،
وفي فعاليات استذكار شهادة المجاهد وسيد المقاومة الشهيد نصرالله تجد ان الجميع قد اجمع على انه يمثلهم جميعا حتى وان اختلفوا في مشاربهم العقائدية او الحزبية الا ان حبهم للشهيد جمعهم، وفي الاحتفال الذي جرى في بيروت قد قدموا صورة لوحدة المجتمع والتفافه حول مبادئ سيد المقاومة، والقم بحجر بعض قنوات الفتنة التي سعت في كل ما تملك الى بث الفتنة، لكن شاء الله ان تطفئها وحدة المجتمع،
لكن ما هو سر هذا الحب والالتفاف حول مبادئ الشهيد؟ أرى ان الجواب واضح وجلي يتمثل بنزاهة الشهيد حيث ان شخصيته التي شغلت الدنيا بثباتها وقوة باسها، انها تميزت عن غيرها ممن اشتغل في مضمار القيادة الإدارية او العسكرية في محيطنا العربي، حيث لم تظهر على الشهيد السعيد أي مظاهر للبذخ والثراء الفاحش، ولم يحرص على ان يميز اهله وخواصه بالمال والثروة، وانما على خلاف ذلك اختص اهله دون سواهم بوسام الشهادة عندما قدم ولده الشهيد وهو في ريعان شبابه شهيداً من اجل عقيدته وقضيته، وهذا منهج نبوي اختطه الرسول الكريم (ص) عندما اختص اهله في ذهابه لمباهلة نصارى نجران، فانه لم يأخذ سوى ال بيته الكرام، لان في المباهلة لعنةً تحل على من يكذب، فأبى الا ان يختص باهله في مقابلة الضرر ايمانا منه بقضيته
والشهيد السعيد (نصرالله) كان ايضاً قد اختص اهله بوسام الشهادة والتضحية ، ولم يخصهم بأموال وجنسيات اجنبية واراضي وثروات في بلدان اوربية او خليجية ولم يميزهم عن أهلهم في الجنوب، لأنه مؤمن ان سبيل الحق لا يستقيم الا بتضحياته هو وأهله وخاصته، وان جمهوره لن يقبل منه الامر بالقتال ان لم يقدم اهله وخاصته، فكان هذا المنهج سبباً في انتصار قضيته، والنصر حليف اهل الحق بعون الله تعالى،
وكل هذه الشجاعة والاقدام اساسها نزاهة الضمير وبياض اليد، فجعلته اقوى من الطغاة ،
اما الذين يخشون على ثرواتهم التي اكتنزوها من السحت الحرام ، ومن استغلال نفوذهم في تقلد مناصبهم بعناوين القيادة فيها، فان الله اخزاهم في الدنيا، كما سيخزيهم في الاخرة بقوله تعالى (إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ) ، فضلاً عن ذلك فان هؤلاء الفاسدين هم اوهن من ان ينالوا شرف المقامة والجهاد، بل انهم لا يظهرون قوتهم الا على من يحارب فسادهم وعلى من يشير اليه ولو من بعيد، فيسلطون كل إمكانيات سلطانهم التي يملكون القرار فيها للتنكيل والتكميم،
وأكرر القول ان النزاهةَ شجاعةٌ تًخلِدً صاحبها وهي جوهر المقاومة الشريفة ومثالها ومثلها الأعلى الشهيد السعيد حسن نصرالله، سلامٌ عليه يومَ وُلِدَ ويومَ يموتُ ويومَ يُبعثُ حيًّا.
قاضٍ متقاعد



#سالم_روضان_الموسوي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اثبات الوصية التمليكية بين قواعد الاثبات في النصوص القانونية ...
- هل قيدت او عطلت مدونة الاحكام الشرعية صلاحية محكمة التمييز ا ...
- قراءة في قرار المحكمة الاتحادية العليا حول مركز التسوية والت ...
- حوار قضائي بنكهة فقهية ، قراءة في تعقيب الزميل فضيلة القاضي ...
- قانون تعديل قانون الأحوال الشخصية لا يسري على الوقائع السابق ...
- هل يجوز ان تنفذ الاحكام القضائية جبرا بواسطة الدائن؟ تسليم ا ...
- انعدام التسبيب في قرار المحكمين يكون سببا لنقضه، قراءة في ضو ...
- ثعلب الشاعر احمد شوقي في فترة الانتخابات
- المركز القانوني مدونة الاحكام الشرعية للفقه الجعفري والاثر ا ...
- هل رجعت المحكمة الاتحادية العليا الى فكرة سلب المبادرة التشر ...
- معيار التفريق بين الكسب المشروع وغير المشروع عند أصحاب النفو ...
- رسالة السيد رئيس الجمهورية الى السلطات الثلاث (ومضة دستورية)
- هل يملك مجلس النواب الخيار التشريعي بمخالفة ثوابت احكام الإس ...
- هل وجود القوات الامريكية في العراق شرعياً؟
- هل يجوز للقضاء الدستوري ان يفتي في الأمور العبادية قراءة في ...
- هل التعبير عن الوجع ممنوع؟
- لماذا نرفض اتفاقية خور عبدالله؟
- عندما ينتصر الرأي العام للوطن
- هل أصبحت المادة (97/1) من قانون إدارة البلديات رقم 165 لسنة ...
- شهوة الحكم


المزيد.....




- حماس ترد على خطاب أبو مازن بالأمم المتحدة: المقاومة مسئولية ...
- منظمة حقوقية إسرائيلية: تدهور خطير بصحة الطبيب حسام أبو صفية ...
- زيلينسكي مستعد للتنحي بعد الحرب.. وروسيا متهمة بارتكاب جرائم ...
- حماس تعقب على كلمة الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمام الجمعية ...
- غوتيريش يدعو لمواصلة دعم الأونروا
- لازاريني: أكثر من 370 موظفا من الأونروا قتلوا بقطاع غزة
- المكتب الإعلامي الحكومي: الاحتلال يفاقم معاناة النازحين في ق ...
- غوتيريش: الأونروا قوة للاستقرار ويجب تمويل عملها بشكل عاجل و ...
- مجلة عبرية: إسرائيل تخيّر منظمات الإغاثة بين الخضوع أو الطرد ...
- مجموعة إغاثة محلية: العثور على 5 مهاجرين في الصحراء الليبية ...


المزيد.....

- الوضع الصحي والبيئي لعاملات معامل الطابوق في العراق / رابطة المرأة العراقية
- التنمر: من المهم التوقف عن التنمر مبكرًا حتى لا يعاني كل من ... / هيثم الفقى
- محاضرات في الترجمة القانونية / محمد عبد الكريم يوسف
- قراءة في آليات إعادة الإدماج الاجتماعي للمحبوسين وفق الأنظمة ... / سعيد زيوش
- قراءة في كتاب -الروبوتات: نظرة صارمة في ضوء العلوم القانونية ... / محمد أوبالاك
- الغول الاقتصادي المسمى -GAFA- أو الشركات العاملة على دعامات ... / محمد أوبالاك
- أثر الإتجاهات الفكرية في الحقوق السياسية و أصول نظام الحكم ف ... / نجم الدين فارس
- قرار محكمة الانفال - وثيقة قانونيه و تاريخيه و سياسيه / القاضي محمد عريبي والمحامي بهزاد علي ادم
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / اكرم زاده الكوردي
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / أكرم زاده الكوردي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - سالم روضان الموسوي - النزاهة جوهر المقاومة الشهيد نصرالله انموذجاً