أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - سالم روضان الموسوي - معيار التفريق بين الكسب المشروع وغير المشروع عند أصحاب النفوذ















المزيد.....

معيار التفريق بين الكسب المشروع وغير المشروع عند أصحاب النفوذ


سالم روضان الموسوي

الحوار المتمدن-العدد: 8448 - 2025 / 8 / 28 - 18:47
المحور: دراسات وابحاث قانونية
    


قبل الولوج في موضوع العنوان اعلاه لابد من بيان من هم أصحاب النفوذ، هم الذين يملكون السلطة لقضاء حوائج الناس ويتولون امر العباد بحكم سلطانهم هذا، لذلك فان أي شخص يتولى وظيفة في الدولة، يتحكم بموجبها بمقدرات الشعب وله سلطة المنح والمنع،
كذلك الذين لهم سلطة الحكم على رقاب الناس، وكل من تولى الوظيفة أو مكلف بخدمة عامة ويقوم باستغلال سلطته أو منصبه للحصول على منفعة شخصية له أو لغيره، اما لمخالفته واجبات وظيفته عمدا او الامتناع عنها او مستغلاً منصبه الذي مكنه من العمل دون رقيب او حسيب، وحيث ان الشرع والقانون يحرم ويجرم أي مكسب يحصل عليه هؤلاء الأشخاص بمقابل ان يؤدي عملاً من اعمال واجباته الوظيفية وهو ليس باجر له، لأنه يتقاضى راتبا من الدولة،
لكن لوحظ بان بعض السلاطين والطغاة والمستبدين وحواشيهم يحصلون على مكاسب، منها الاقطاعيات والأراضي والمنافع والمصالح، بعنوان منحة من السلطان او بعنوان الهدية، بل تطور الامر الى اصدار قوانين تمنح هذه المكاسب لفئة محدودة من الناس وهؤلاء قد حصروا السلطة بأيديهم هم فقط، وسائر فئات المجتمع تكون مهمشة،
والجدير بالذكر فان احد فقهاء القانون الالمان اودغار بودنهايمر قد وصف هذه الحالة بقوله (ان حيازة مقدار واسع جدا من السلطة من قبل فئة اجتماعية معينة، لا يعني الا اضعاف الفئات الأخرى داخل النظام الاجتماعي مما يؤدي الى الى وضع قائم على التبعية والخضوع وهو وضع لا يأتلف مع المفهوم الحقيقي للقانون) نقلا عن مجلة الثقافة الجديدة العدد (1) نيسان سنة 1954 صفحة 163،
لكن هذه المكاسب والمنافع التي حصلوا عليها بحكم امتياز الوظيفة على انها منح من السلطان او على انها هدية، فان فقه الشريعة الإسلامية يعدها من المكاسب المحرمة، ويستدلون على قول الرسول الاكرم (ص) بان هدايا الامراء غلول، والغلول كما عرفه فقهاء الشريعة الإسلامية (بانه أخذ شيء من الغنيمة قبل قسمة الإمام، ويلحق به ما يؤخـذ عـن طريق الخيانة من بيت المال، ومن غلة الأوقاف، ومال اليتامى، ونحو ذلك) وأشار الى ذلك محمد جواد مغنية في تفسير الآية 161 من سورة آل عمران، في (تفسير الكاشف، منشورات مؤسسة دار الكتاب الإسلامي ، طبعة عام 2012 الجزء الثاني صفحة 195)،
لكن كيف نميز بين المكسب المشروع الذي يتحصل عليه هؤلاء من جراء عملهم، وبين الذي يحصلون عليه من جراء فسادهم، ومن خلال البحث والمطالعة وجدت معيارين كان قد أشار اليها المفكر الإسلامي الشيخ سميح عاطف الزين وهو من علماء الدين في لبنان، والأخر هو عالم الاجتماع المرحوم الدكتور عبدالجليل الطاهر وسأعرض لهما على وفق الاتي:
1. معيار الشيخ سميح (رحمه الله)ـ حيث أورد هذا المعيار في كتابه الموسوم (الثقافة والثقافة الإسلامية، منشورات دار الكتاب اللبناني في بيروت، الطبعة الأولى عام 1973م، صفحة 128) ويشير فيه الى ان الأموال والمكاسب والمنافع التي يتحصل عليها هذا المسؤول او حاشيته وتحصل عليها بحكم نفوذه، فإنها مكسب غير مشروع، والالية المتبعة للتميز، هو قول للرسول الاكرم (ص) الذي نقله الشيخ سميح في الكتاب أعلاه (فهلا جلست في بيت أبيك وأمك حتى تأتيك هديتك إن كنت صادقًا)، وبموجب هذا الحديث سنكون امام قاعدة نقيس عليها مشروعية تلك المكاسب،
فاذا جردنا هذا المسؤول او الحاكم او أي عنوان فيه سلطة مطلقة غير مقيدة ولا تخضع لرقيب، وجلس في داره، فهل سينال من العطايا مثلما نالها وهو في عنوانه الوظيفي، فاذا لم يكن كذلك فان كل أمواله التي تكسبها هي غلول بل تصل الى ان تكون رشى حرمها الله ورسوله،
2. معيار عالم الاجتماع الدكتور المرحوم عبدالجليل الطاهر: الخط الوهمي للنزاهة مصطلح ذكره المرحوم الدكتور عبدالجليل الطاهر حيث ورد في كتابه الموسوم (التفسير الاجتماعي للجريمة الصادر عام 1956م) ثم اقرن ذلك العنوان بجملة تفسيرية له (معادلة بسيطة لنزاهة الموظف العمومي) وذكر العالم الدكتور الطاهر معادلة بسيط يمكن من خلالها معرفة نزاهة أي شخص يشغل وظيفة أو منصب عمومي في الدولة ، حيث جعل مقدار آخر راتب شهري يتقاضاه الموظف أو المسؤول واحتسابه لمدة (12) اثنا عشر شهراً ثم يحسب الناتج لمدة سنوات خدمته،
فإذا كان الناتج الحسابي وعلى فرض إن ذلك المسؤول يدخر جميع راتبه ولا ينفق منه أي مبلغ فإذا كان يتناسب مع ما يملك من أموال وعقارات وأرصدة في البنوك، فانه يكون نزيه، إما إذا لا يتناسب معه فانه بلا شك قد استغل وظيفته العمومية وأطلق عليه الدكتور الطاهر وصف (المجرم ذو الياقة البيضاء) وعلى وفق ما ورد في كتابه الموسوم (جرائم ذوي الياقات البيضاء ـ التفسير الاجتماعي للجريمة ـ طبعة ثانية عام 2020ـ منشورات دار ألكا في بروكسل ـ ص 46) ويقصد بذوي الياقات البيضاء هم (البارونات اللصوص) أو المتنفذين في الدولة من اللصوص الذين لا يستطيع القانون محاسبتهم فظهروا يرتدون ياقات بيضاء يحتمون بجدار المكانة الاجتماعية التي يشغلونها والنفوذ المالي والسياسي الذي يتمتعون به، ولتطبيق هذه المعادلة في الوقت الحاضر.
لذلك فان هذه المعايير لا تحتاج الى تدبر خاص من ذوي الاختصاص، وانما بإمكان عامة الناس تمييزها ومعرفة مكاسب ولاة امرهم الذين تمكنوا من رقابهم وجعلوهم طوع الانقياد بحكم القوة والشوكة التي مكنتها لهم وظائفهم وليس لقوة شخوصهم، وانما تكاتف العناوين الوظيفية المعنية بمكافحة هذه الصورة من الفساد وغيرها على ان يكونوا صفاً واحداً لاقتسام البلد و مقدارته، وان يبذلوا كل الجهد لقمع الشعب بل منعه حتى من التعبير عن وجعه،
حيث نلاحظ ان اغلب الجهات الإدارية المكلفة بإدارة مفاصل الدولة العراقية، عندما تخاطب عامة الناس فإنها لا تتبع معهم لغة التوضيح لعملهم باعتبار ان الشعب مصدر السلطات، وانما لغة الزجر والنهي، وكأن العامة خاضعين تابعين، وهذا يكاد يقارب ما عليه سلاطين الدم والاستبداد في استعباد الشعوب، مع انهم يعلمون والتاريخ يشهد بذلك ان القمع لا يميت الثورة ويبقى الشعب هو السيد، والحكام هم موظفين ومستخدمين لدى الشعب، وكل ما لدى هؤلاء الطغاة والمستبدين والسلاطين من قوة بحكم وظائفهم لا شخوصهم الهزيلة الراجفة، فإنها لا تقضي على الاحتجاج الشعبي ولا على التذمر الرافض لهم، وحتى ان عطلوا صوت الاحتجاج، فانه لا يُمنع، وانما فقط يصم هؤلاء الطغاة اذانهم عن السماع،
وان تعذر على الشعب من مواجهة القوة سواء قوة العسكر والسلاح او قوة القانون والاعتقال، فان الاحتجاج يتحول الى ثورة فكرية لابد وان تغير الواقع وعلى وفق ما ذكره الشيخ سميح عاكف الزين في كتابه أعلاه صفحة (16) ، مع التنويه الى ان اغلب العامة من الناس يعرفون هؤلاء وكيف كان حالهم قبلد اغتصابهم للوظائف، وفي حال كانوا، لذلك أقول ان معرفة الكسب غير المشروع لهؤلاء الطغاة ليس بالامر الصعب على عامة الناس.
قاضٍ متقاعد



#سالم_روضان_الموسوي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة السيد رئيس الجمهورية الى السلطات الثلاث (ومضة دستورية)
- هل يملك مجلس النواب الخيار التشريعي بمخالفة ثوابت احكام الإس ...
- هل وجود القوات الامريكية في العراق شرعياً؟
- هل يجوز للقضاء الدستوري ان يفتي في الأمور العبادية قراءة في ...
- هل التعبير عن الوجع ممنوع؟
- لماذا نرفض اتفاقية خور عبدالله؟
- عندما ينتصر الرأي العام للوطن
- هل أصبحت المادة (97/1) من قانون إدارة البلديات رقم 165 لسنة ...
- شهوة الحكم
- الشعب لا يخون الوطن أيها السياسي المحترم
- هل يسري قانون تعديل الأحوال الشخصية على واقعة الطلاق التي حص ...
- الامام علي وباب خيبر من وحي عيد الغدير
- يوم الغدير عهدً من نبي الإنسانية الى امير الإنسانية
- نطاق سريان قانون التنظيم القضائي واعلوية محكمة التمييز الاتح ...
- مفهوم دعاوى الحسبة في ضوء قرار المحكمة الاتحادية العليا العد ...
- صفات المنافق في رواية صيف سويسري
- (ان تحديد نطاق أي قانون يختص به المشرع ويتصل بالنظام العام و ...
- عندما يكون القانون خطراً اجتماعياً في رأي الفيلسوف (بجارن مل ...
- هل توفر قانون تعديل قانون الأحوال الشخصية على جودة التشريع ق ...
- خضوع القضاء العسكري وقوى الامن الداخلي للقضاء المدني هل يتفق ...


المزيد.....




- مكتب نتنياهو يقول إنه اتفق مع برنامج الأغذية العالمي على مضا ...
- تعطيل خدمات الأونروا يضاعف معاناة النازحين من مخيم جنين
- البعثة الإيرانية لدى الأمم المتحدة: أعضاء مجلس الأمن أمام لح ...
- دمشقية: نعمل على مشروع قانون يحسن أوضاع اللاجئين الفلسطينيين ...
- بعد سؤاله عن أصوله اللبنانية.. سياسي أسترالي يهاجم صحفياً خل ...
- القوات الأميركية قد تُحمّل مسؤولية مساعدة إسرائيل في جرائم ا ...
- شرطة مكافحة الفساد الهندية تداهم مقرات زعيم حزب -عام آدمي- ب ...
- شرطة مكافحة الفساد الهندية تداهم مقرات زعيم حزب -عام آدمي- ب ...
- أمين الأمم المتحدة: المجاعة في غزة أصبحت كارثة حقيقية
- فرنسا وألمانيا وبريطانيا يعيدون فرض عقوبات الأمم المتحدة على ...


المزيد.....

- الوضع الصحي والبيئي لعاملات معامل الطابوق في العراق / رابطة المرأة العراقية
- التنمر: من المهم التوقف عن التنمر مبكرًا حتى لا يعاني كل من ... / هيثم الفقى
- محاضرات في الترجمة القانونية / محمد عبد الكريم يوسف
- قراءة في آليات إعادة الإدماج الاجتماعي للمحبوسين وفق الأنظمة ... / سعيد زيوش
- قراءة في كتاب -الروبوتات: نظرة صارمة في ضوء العلوم القانونية ... / محمد أوبالاك
- الغول الاقتصادي المسمى -GAFA- أو الشركات العاملة على دعامات ... / محمد أوبالاك
- أثر الإتجاهات الفكرية في الحقوق السياسية و أصول نظام الحكم ف ... / نجم الدين فارس
- قرار محكمة الانفال - وثيقة قانونيه و تاريخيه و سياسيه / القاضي محمد عريبي والمحامي بهزاد علي ادم
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / اكرم زاده الكوردي
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / أكرم زاده الكوردي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - سالم روضان الموسوي - معيار التفريق بين الكسب المشروع وغير المشروع عند أصحاب النفوذ