أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - سالم روضان الموسوي - يوم الغدير عهدً من نبي الإنسانية الى امير الإنسانية














المزيد.....

يوم الغدير عهدً من نبي الإنسانية الى امير الإنسانية


سالم روضان الموسوي

الحوار المتمدن-العدد: 8372 - 2025 / 6 / 13 - 23:02
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


قبل يومين وعند اقتراب ذكرى يوم الغدير الاغر، لاحظت بعض الأشخاص في مواقع التواصل الاجتماعي يطرحون سؤلاً حول جدوى الاحتفال بالذكرى مع انها واقعة تاريخية مضى عليها أكثر من الف واربعمائة عام، وهذا السؤال افترض فيه حسن النية، ولا اذهب الى غيرها، لكن هذا السؤال فيه تحفيز لقراءة مناسبة يوم الغدير ومعرفة أهميتها التاريخية والدينية، وعلاقتها بحياتنا اليومية،
وحيث اني سبقت وان تناولت البعد الدستوري لهذه المناسبة الغراء في مادة نشرتها العام الماضي والموسومة (قراءة دستورية لمناسبة عيد الغدير الاغر)، الا ان ابعادها لا تنتهي وانما تتجدد في كل ذكرى لها، والسبب في ذلك لإنها تتعلق بالرسول الاكرم (ص) وهي من اعماله واقوله وتوصياته، وحيث انه لا ينطق عن الهوى وعلى وفق الآية الكريمة ( وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى) وانما قوله قول الله وقوله سنة يلزم بها كل مسلم ومؤمن، وفي يوم الغدير لنا سنن ثبتها الرسول الاكرم، في السنة الفعلية عندما اصطفى الامام علي من بين اتباعه ورفع يده وأشار اليه بالتخصيص، وفي السنة القولية قوله (أَنَّ مَنْ كُنْتُ مَوْلاهُ فَهذا عَلِيٌّ مَوْلاهُ، وَهُوَ عَلِيٌّ بْنُ أَبي طالِب أَخي وَوَصِيّي، وَمُوالاتُهُ مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ أَنْزَلَها عَلَيَّ.)
وهذه الواقعة التاريخية لا تختص بالأمام علي (ع) بل ان الله اختص بها رسوله وجعلها من واجباته، عندما امره الله عز وجل بإعلان العهد الى الامام علي (ع) بان يكون وصيه وخليفته من بعده وعلى وفق قوله الشريف في خطبة الغدير(اِنَّهُ قَدْ أعْلَمَني أَنّي إنْ لَمْ أُبَلِّغْ ما أَنْزَلَ إلَيَّ في حَقِّ عَلِيٍّ فَما بَلَّغْتُ رِسالَتَهُ، وَقَدْ ضَمِنَ لي تَبارَكَ وَتَعالى الْعِصْمَةَ مِنَ النّاسِ وَهُوَ اللهُ الْكافِي الْكَريمُ). فَأَوْحى إلَيَّ: (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ، يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ ـ في عَلِيٍّ، يَعْني فِي الْخِلافَةِ لِعَلِيِّ بْنِ أَبي طالِب ـ وَإنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النّاسِ).
ولان أهميتها تكمن في اختيار المرسل الى وصي رسوله ليكمل المهمة من بعده، فكان لابد وان يكون الوصي من صنف الرسول يتصف بصفاته ويسير على خطاه، وحيث ان النبي (ص) هو نبي الرحمة ورسول الإنسانية، فكان ولابد وان يكون خليفته من بعد امام للإنسانية جميعاً، وقد تلمسنا هذه الإنسانية بانصع صورها في أفعال واقوال الامام (ع)
وكان عندما تولى الامام علي (ع) قيادة الامة من بعد الرسول (ص) لم يكن رئيساً للعرب ولا اميرا للمسلمين بل كان اماما لكل الإنسانية، ومن الدلائل على ذلك قول الامام في ابيات من الشعر حيث يجعل معيار القرب والدنو من الله هي الإنسانية ومدى التمسك بعقيدة الإسلام السمحاء بقوله .
لَعَمرُكَ ما الإِنسانُ إِلّا بِدينِهِ ..... فَلا تَترُكِ التَقوى اِتِّكالاً عَلى النَسَب
فَقَد رَفَعَ الإِسلامُ سَلمانَ فارِسٍ ..... وَقَد وَضَعَ الشِركُ الشَريفَ أَبا لَهَب
كما ورد عن الامام (ع) موقف يدل على ان الإنسانية هي دستوره في الحكم، وكان لا ينظر الى نسب الشخص او عرقه او لونه، وانما الى دينه وضميره النقي الطاهر، وفي واقعة ذكرتها كتب الادب كما وردت في نهج البلاغة عندما جاء اليه أحد العرب وهو الصحابي قيس بن الاشعث، وكان أحد زعماء قبيلة كندة الكبيرة في اليمن قبل الإسلام. له تاريخ طويل ومتقلب، على وفق ما ذكرته كتب التاريخ، حيث طلب منه طرد بعض الأشخاص من غير العرب مع انهم من المسلمين، وكان الامام يخطب على المنبر وانقلها كما وردت في نهج البلاغة وكتاب الكامل في اللغة للمبرد وعلى وفق الاتي (جاء الأشعث إليه وهو على المنبر، فجعل يتخطى رقاب الناس حتى قرب منه ثم قال: يا أمير المؤمنين، غلبتنا هذه الحمراء على قربك - يعنى العجم - فركض المنبر برجله، حتى قال صعصعة بن صوحان: ما لنا وللأشعث! ليقولن أمير المؤمنين عليه السلام اليوم في العرب قولا لا يزال يذكر، فقال عليه السلام: من يعذرني من هؤلاء الضياطرة! يتمرغ أحدهم على فراشه تمرغ الحمار ، ويهجر قوما للذكر، أفتأمرونني أن أطردهم، ما كنت لأطردهم فأكون من الجاهلين! أما والذي فلق الحبة، وبرأ النسمة، ليضربنكم على الدين عودا كما ضربتموهم عليه بدءا.)
وهذه تدل على ان الاختيار الإلهي بان يكون الامام خليفة الرسول الاكرم، لأنه امتداد نهجه في تغليب الإنسانية على العصبية، فكان اميرا للإنسانية ، واحتفالنا هو لتجديد العهد بالالتزام بالنهج الإنساني، والتأكيد على ان الإسلام دين الإنسانية، وتذكرنا بواجبنا الإنساني والديني تجاه الضحايا في غزة العز والكرامة، كما تذكرنا بواجبنا تجاه من قال الامام عنهم بانهم سيضربون ويقاتلون الكفر وشراذم الشر من اجل العودة الى الإنسانية التي هي جوهر الإسلام، لأنه قد اقسم على ذلك بأعظم قسم بقوله (أما والذي فلق الحبة، وبرأ النسمة، ليضربنكم على الدين عودا كما ضربتموهم عليه بدءا) حيث يتعرض شعب ايران المسلم الى هجمة وحشية من أعداء الإنسانية اليهود الصهاينة،
وفي الختام اقول اننا نجد عهد الانسانية بالثبات على الولاية اعتقاداً ومنهجاً،



#سالم_روضان_الموسوي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نطاق سريان قانون التنظيم القضائي واعلوية محكمة التمييز الاتح ...
- مفهوم دعاوى الحسبة في ضوء قرار المحكمة الاتحادية العليا العد ...
- صفات المنافق في رواية صيف سويسري
- (ان تحديد نطاق أي قانون يختص به المشرع ويتصل بالنظام العام و ...
- عندما يكون القانون خطراً اجتماعياً في رأي الفيلسوف (بجارن مل ...
- هل توفر قانون تعديل قانون الأحوال الشخصية على جودة التشريع ق ...
- خضوع القضاء العسكري وقوى الامن الداخلي للقضاء المدني هل يتفق ...
- الامام الرضا (ع) والتكليف الرسمي للمناصب العليا؟ (استذكار وا ...
- هل تسمو الاتفاقية الدولية على احكام القضاء العراقي تعقيب على ...
- الفرق بين استفادة المدعي من القانون وبين تطبيق القانون على ا ...
- الطاغية والمستبد بين حال السلطان العثماني ومخيال الاديب جرجي ...
- هل يختلف التخارج في المال المنقول عن العقار في القانون العرا ...
- من تراث القضاء الدستوري في العراق
- ما هو المركز القانوني للنظام الداخلي للمحكمة الاتحادية العلي ...
- الا يستحي الفاسدون والطغاة من وجه الله؟
- هل تسري احكام قانون حق المؤلف على القوانين والأنظمة؟
- ارتفاع الدخل لبعض الفئات وأثره على تنامي الاجرام، بين المعال ...
- محكمة الأحوال الشخصية غير مختصة بالنظر في الطعن بقرار لجنة م ...
- هل كان الامام علي بن ابي طالب (ع) مستبداً؟ قراءة في رحاب أيا ...
- الاعتداء الأمريكي على اليمن وموقف البعض المسؤول عن أمور البل ...


المزيد.....




- هيئة البث الإسرائيلية: إسرائيل طلبت مساعدة من الولايات المتح ...
- مفتي سلطنة عمان: رد إيران الحازم على إسرائيل أثلج صدورنا
- القبض على إسرائيلي بعد نشره محتوى مؤيدا لإيران على مواقع الت ...
- -تنسيقية العمل من أجل فلسطين-: -قافلة الصمود- تتعرض إلى حصار ...
- محافظ أربيل يخاطب السكان: لا تخزنوا المواد الغذائية.. لسنا ط ...
- وكالات إيرانية تنشر تفاصيل مثيرة عن استهداف إسرائيل لأكبر حق ...
- مصر.. تنبيه عاجل من السياحة بشأن مغادرة السائحين
- الخارجية الصينية: الغارات الإسرائيلية على المنشآت النووية ال ...
- إيران.. لجنة الأمن القومي توجه رسالة إلى المسؤولين في الوكال ...
- أردوغان يدين الهجمات الإسرائيلية على إيران ويصفها بغير القان ...


المزيد.....

- كتاب الواجبات عند الرواقي شيشرون / زهير الخويلدي
- كتاب لمحات من تاريخ مملكة الفونج الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب تاريخ سلطنة دارفور الاجتماعي / تاج السر عثمان
- برنارد شو بين الدعاية الإسلامية والحقائق التاريخية / رحيم فرحان صدام
- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - سالم روضان الموسوي - يوم الغدير عهدً من نبي الإنسانية الى امير الإنسانية