أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - سالم روضان الموسوي - الطاغية والمستبد بين حال السلطان العثماني ومخيال الاديب جرجي زيدان














المزيد.....

الطاغية والمستبد بين حال السلطان العثماني ومخيال الاديب جرجي زيدان


سالم روضان الموسوي

الحوار المتمدن-العدد: 8327 - 2025 / 4 / 29 - 21:17
المحور: دراسات وابحاث قانونية
    


ان السلاطين ومنهم سلاطين الدولة العثمانية يتسمون بالاستبداد والتعالي على شعوبهم، وانهم لا يسمعون صوت الشعب بل يستغرب احدهم ان سمع شخصاً سواء من العامة او من الخاصة يتذمر او يتبرم من ضيق العيش وغيره، ويذكر الاديب اللبناني جرجي زيدان في روايته (الانقلاب العثماني) الى قول السلطان عبدالحميد الذي كان معروفاً بسطوته واستبداده فيقول في من يعاني من الجوع والفقر في سلطنته فيقول (امن الإخلاص انهم اذا جاعوا خرجوا على مولاهم)
وهذا القول الذي خطه الاديب سواء كان من واقع الحال الذي كان عليه السلطان او من مخيال الاديب عند سبك الرواية التي امتزج فيها الخيال مع الحقيقة الواقعية، فانتج لونا من الادب التاريخي الرائع، وهذا مؤشر على ان المستبد والطاغية هو من لا يسمع قول شعبه ولا يهتم لقولهم، بل انه يقرر ما يراه هو لا ما يراه القانون ومنطق الحق، وينصب نفسه رب الناس الذي تمكن من ان يحكمهم، وليس بالضرورة ان يكون رئيساً للبلاد او قائداً عاماً للقوات المسلحة، بل قد يكون متحكماً بمصير الشعب والأمة بوسائل دستورية احياناً، حيث كان الكثير من الطغاة والمستبدين يزينون اعمالهم الاستبدادية بزخرف القانون، فترى هؤلاء مثل هذا السلطان العثماني ، يستغربون حتى من صوت الجائع او المظلوم الذي ظلمه الطاغية والمستبد، ولا يسمحون له بالتعبير عن رأيه،
كما ورد في تلك الرواية صورة عن عنجهية وطغيان الحاكم والسلطان والمتحكم في أمور البلد والأمة، فانه لا يسمع أي صوت حتى لو كان صوت الضمير والعقل، بل انه لا يقبل حتى من غير العاقل ان يقلد صوته ولا يرضى الا بان يسمع صوته من لسانه هو وليس من غيره حتى وان كان تقليداً،
ويروي الاديب جرجي زيدان في روايته أعلاه بان كان للسلطان عبدالحميد ولداً صبياً يعزه جداً وكان يملك ببغاء مميز وله القدرة على تقليد كافة الأصوات وفي احدى الصباحات كان يلاعب ولده ومعهم الببغاء، وحضر احد العاملين في قصره فنادى عليه باستعلاء وتجبر وتكبر، ثم بعد انهى جلسته سمع صوتا يشبه صوته في نبرته يردد ما قاله وباستعلاء واستكبار، فاغتاظ السلطان وانزعج كثيراً، ويروي الاديب جرجي زيدان معبراً عن هذه الصورة بقوله (فبان الغضب في عيني عبد الحميد وصاح: «أخرجوا هذا الطير من قصري أو اقتلوه، فإني لا أطيق أن أسمع صوتًا يأمر وينهى غير صوتي»)
لذلك فان الطاغية لا يرغب في سماع أي صوت حتى لو كان صوته لكن لم يكن صادراً منه، فهذه الأحوال التي عليها الطغاة والمستبدين تتكرر كلما ظهر لنا مستبد وطاغية، والحقيقة الواقعية التي سجلها التاريخ عن هؤلاء الطغاة انهم لم يهنئوا في حياتهم، ويصورهم جرجي زيدان فيقول كان عبد الحميد سلطان البرين وخاقان البحرين، الذي دانت له الرقاب، وكاد يسيطر حتى على عناصر الطبيعة فإذا غضب غضبت، وإن رضي ابتسمت. على أن ذلك كله لم ينفعه بعد ما ارتكبه من الشطط في تلك السيادة، وتجاوز بها الحد، فتولاه الخوف القلق.) ثم يصف حاله بقوله (كان في شبابه طلق المحيى مستدير الوجه، فأصبح يومئذ وقد تغيرت سحنته لفرط ما عاناه من بواعث الحذر على حياته، لأنه قاسى عذاب الموت خوفا من الموت، وكابد مرارة الاستعباد رغبة في الاستبداد فمن عرفه في شبابه ينكره الآن،)
ثم انتهى الحال بالسلطان عبدالحميد الى ان ينقلب عليه شعبه ويموت وهو تحت الإقامة الجبرية، فاقداً لحريته وكرامته، وهذا امر حتمي لكل من تكبر وتجبر،
قاضٍ متقاعد



#سالم_روضان_الموسوي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يختلف التخارج في المال المنقول عن العقار في القانون العرا ...
- من تراث القضاء الدستوري في العراق
- ما هو المركز القانوني للنظام الداخلي للمحكمة الاتحادية العلي ...
- الا يستحي الفاسدون والطغاة من وجه الله؟
- هل تسري احكام قانون حق المؤلف على القوانين والأنظمة؟
- ارتفاع الدخل لبعض الفئات وأثره على تنامي الاجرام، بين المعال ...
- محكمة الأحوال الشخصية غير مختصة بالنظر في الطعن بقرار لجنة م ...
- هل كان الامام علي بن ابي طالب (ع) مستبداً؟ قراءة في رحاب أيا ...
- الاعتداء الأمريكي على اليمن وموقف البعض المسؤول عن أمور البل ...
- من الجهة التي تتولى إدارة نقابة المحامين عند حل مجلس النقابة ...
- هل جميع دعاوى البداءة التي تنظر بدرجة أولى قابلة للطعن استئن ...
- عدم تنفيذ حجة التخارج بعد مضي خمسة عشر سنة، أمرً نسبي وليس ب ...
- انعدام الاحكام استثناءٌ اقره العرف القضائي ولا يجوز التوسع ف ...
- لماذا العراق دولة استبدادية؟ قراءة في مؤشر الديمقراطي العالم ...
- هل يعتبر قانون التعديل قانوناً مستقلا عن القانون المُعدَل؟
- قراءة في قانون تعديل قانون الأحوال الشخصية رقم 1 لسنة 2025 ، ...
- قراءة في قانون تعديل قانون الأحوال الشخصية رقم 1 لسنة 2025 ، ...
- قراءة في قانون تعديل قانون الأحوال الشخصية رقم 1 لسنة 2025، ...
- قراءة في قانون تعديل قانون الأحوال الشخصية رقم 1 لسنة 2025 ع ...
- من هو المدعي الذي تتوفر فيه المصلحة عند إقامة دعاوى حماية ال ...


المزيد.....




- الأمم المتحدة تدعو الأطراف الليبية للتركيز على مسار توافقي ل ...
- آثار خنق وتعذيب وأعضاء مفقودة.. تحقيق يكشف ما حلّ بصحفية أوك ...
- تركيا تأمر باعتقال 15 شخصا بتهمة التلاعب بالبورصة
- الأونروا تصف حصار غزة بـ-الفضيحة الحقيقية-، ومحكمة العدل الد ...
- أمام محكمة العدل الدولية... أمريكا تبرر حظر إسرائيل لمساعدات ...
- غزة على شفا المجاعة: غارات على مدار الساعة ومخزونات الغذاء إ ...
- رايتس ووتش: إعادة هيكلة الخارجية الأميركية تهدد حقوق الإنسان ...
- وفد شبابي من منظمات المجتمع المدني في منطقة المتوسط الجنوبية ...
- تطبيق لمساعدة المكفوفين على فهم محتوى الصور
- طهران تنفذ حكم الإعدام في مواطن إيراني بتهمة التجسس لصالح ال ...


المزيد.....

- الوضع الصحي والبيئي لعاملات معامل الطابوق في العراق / رابطة المرأة العراقية
- التنمر: من المهم التوقف عن التنمر مبكرًا حتى لا يعاني كل من ... / هيثم الفقى
- محاضرات في الترجمة القانونية / محمد عبد الكريم يوسف
- قراءة في آليات إعادة الإدماج الاجتماعي للمحبوسين وفق الأنظمة ... / سعيد زيوش
- قراءة في كتاب -الروبوتات: نظرة صارمة في ضوء العلوم القانونية ... / محمد أوبالاك
- الغول الاقتصادي المسمى -GAFA- أو الشركات العاملة على دعامات ... / محمد أوبالاك
- أثر الإتجاهات الفكرية في الحقوق السياسية و أصول نظام الحكم ف ... / نجم الدين فارس
- قرار محكمة الانفال - وثيقة قانونيه و تاريخيه و سياسيه / القاضي محمد عريبي والمحامي بهزاد علي ادم
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / اكرم زاده الكوردي
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / أكرم زاده الكوردي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - سالم روضان الموسوي - الطاغية والمستبد بين حال السلطان العثماني ومخيال الاديب جرجي زيدان