أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سالم روضان الموسوي - الشعب لا يخون الوطن أيها السياسي المحترم














المزيد.....

الشعب لا يخون الوطن أيها السياسي المحترم


سالم روضان الموسوي

الحوار المتمدن-العدد: 8385 - 2025 / 6 / 26 - 14:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في صباح هذا اليوم اطلعت على قول ينسب الى احد السياسيين وهو في وارد التعقيب على الصراع بين ايران والكيان الصهيوني، حيث يقول بان الشعب العراقي لا يقف مع حكومته لان لديه توجيه عقائدي على عكس الشعب الإيراني، وهذا التصريح او القول يستفز ضمير كل عراقي شريف، لان محتواه ان الشعب ممكن جدا ان يتخلى عن وطنه في ازماته، لكن فات على السياسي المحترم ان الشعب العراقي لم يتخلى عن وطنه يوماً، وانما السياسي والحاكم الفاسد هو من تخلى عن الوطن والشعب تحت شهوة فساده النهمة، والمقارنة مع الشعب الإيراني وتسبيبها بالعقائدية غير موفق تماماً،
يا أيها السياسي لو لا حظت ان غالبية أبناء الشعب الإيراني بما فيهم المعارضين للحكومة والنظام الحالي وحتى الذي يرتمون بأحضان الغرب وامريكا على وجه الخصوص، لم يتخلوا عن وطنهم ووقفوا معه، والسبب أيها السياسي الكريم ليس لانهم بلا عقائد وانما هم من اهل العقيدة وحماتها، بل جميع الاتهامات الموجهة اليهم بانهم طائفيون لانهم يتعصبون لعقيدتهم، وبذلك ليس للعقيدة الدينية دور في التفاف الشعب الإيراني حول حكومته عند اشتداد المعارك، وانما لسبب اخر، وجميع الحكام ومن يتولى إدارة بلدنا قد تغافل عنه، وسأوضحه لك وعلى وفق الاتي:
1. هل لاحظت أماكن سكن وإقامة كبار المسؤولين من العسكريين وكبار العلماء ورؤساء دول وغيرها، ولو لم يصل الصراع الى اغتيالهم، لربما كان البعض في غفلة ايضاً، فهؤلاء لم يسكنوا القصور الفخمة ولم يوظفوا إمكانيات الدولة لمنافعهم ومصالحهم الشخصية، ولم يرسلوا عوائلهم الى دول امنة مرفهين بعيدين عن فلك الصراع مع العدو، ولم يملكون الفلل والعقارات الفخمة في اوربا والخليج، او يملكون جزر في المحيطات والبحار، ولم ينهبوا أموال الدولة بعنوان العطايا والمزايا بسرقة عقارات الدولة وبمواقعها المتميزة تحت عنوان المكارم، ولم يتكبروا في مظهرهم وسلوكهم على أبناء جلدتهم، واليك بعض الأمثلة حتى تضح لك الصورة أيها السياسي الكريم،
2. رؤساء الجمهورية في ايران، نجاد ، خاتمي و روحاني هل وجدت لهم فلل فخمة، وهل حصلوا على امتيازات هائلة تميزهم عن أبناء شعبهم، وكذلك إبراهيم رئيسي الذي كان يوما رئيساً للسلطة القضائية هل اطلعت على مسكنه ومسكن والدته، ومدى بساطته، ثم هل علمت بان قائد الحرس الثوري ورفاقه الذي استشهدوا في الصراع الأخير يسكن في شقة بسيطة لا تظهر عليها أي من مظاهر الفخامة، وهل اطلعت على سلوك علماء الذرة الذين نهضوا بمشروعهم الدفاعي وابهروا العالم به، وهل لاحظت انهم لا يميزون انفسهم عن عامة الناس يستقلون النقل العام وغير ذلك،
3. هذا الذي غاب عن ذهنك أيها السياسي الكريم، لم يغب عن ذهن الشعب الإيراني مما دعاه للالتفاف حول حكام بلده، وكذلك الشعب العراقي يلاحظ هذه الفوارق بين هؤلاء وبين الحاكمين في العراق، ويعلم بان هناك فرق بين ان تلتف حول مسؤول وحاكم يبذل قصارى جهده لخدمة بلده، وبين مسؤول يجعل من منصبه وموقعه وسيلة للنهب والارتزاق، ولا يحتاج المواطن الى عناء كبير لمعرفة ذلك لأنه عايش هؤلاء الفاسدين فهو يعرف ما كانوا عليه وكيف اكتنزوا الأموال بالوسائل غير المشروعة، ويعرف كيف يتولى الفاسد زمام الأمور في مفاصل السلطة، لذلك هو لا يقف مع الفاسد،
4. الشعب العراق أيها السياسي الكريم، يتخلى عن الفاسد ان اشتد الامر عليه وهذا ما ستراه بعينك عندما يحين موعد الحساب، الا انه لم يتخلى يوماً عن الوطن واليك مثالين فقط، الأول عندما غزا الامريكان وحلفائهم العراق عام 2003 ، وقفت مدينة صغيرة تسمى الفاو بوجه اعتى قوة عسكرية وقاومتها لمدة عشرين يوماً، ليس لانها تعشق الحاكم او تدافع عنه، بل لإنها ترى ان الغزو يقصد الوطن، ثم لاحظت ان الشعب تخلى عن الحاكم، لكنه قاوم المحتل، ومازال يقاوم وكلاء المحتل من الفاسدين،
5. وفي المثال الاخر، هل لاحظت أيها السياسي الكريم، عندما دخلت داعش الى الموصل والمناطق الغربية، بان الاعداد الغفيرة من الجنود والضباط تركوا مواقعهم ، ليس جبناً وانما لانهم يعلمون بان من كان يتولى امرهم فاسد لا يستحق مناصرته، الا انهم عادوا للقتال تحت لواء فتوى السيد السيستاني حفظه الله، لانهم يعلمون بانه قائد نزيه لم تلوثه السلطة بإغراءاتها، وهؤلاء الجنود الذين تركوا مواقع القتال عادوا وذهبوا طوعاً، وبعضهم استدان الأموال من اجل المشاركة، والأخر باع مقتنياته الشخصية وقوت عائلته من اجل ان يقف بوجه الدواعش والإرهابيين، ونال الكثير منهم وسان الشهادة، لانهم يعلمون ان الوطن لا يعوض والفاسد لا ينتصر،
6. لذلك يأيها الكريم، ان الشعب لن يخون وطنه ولن يتخلى عنه، وانما يتخلى عن الحاكم الفاسد الذي لا هم له سوى التمتع بمزايا السلطة على حساب أبناء جلدته، واعطيك مثلا، العراق تحت ضغط الحرب بين ايران والكيان الصهيوني واجوائه مغلقة وبعض الفاسدين يبحثون عن طائرة او منفذ للفرار الى مواطنهم الامنة مع عوائلهم والتي اشتروها من مال الشعب المنهوب، ثم يبدأ بالانفعالات الصورية من خلف الكيبورد وهو منعم في دول الرفاهية، وعندما تستقر الأوضاع يعود الى البلد ويبدأ بممارسة هوايته بتكميم الافواه ومحاسبة الشعب على ما يقول، بل انه هدد الشعب واشهر بوجههم العقوبات ان هم اعلنوا عن رأيهم او قولهم تجاه الفساد وغيره،
لكن أيها السياسي الكريم، ان هذه التهديديات لا تكمم الافواه فإنها تتكلم وتعبر عن الرأي بشتى البدائل، وانما الفاسد يصم اذانه عن سماع صوت الشعب، وهذا ما يقرب نهايته، وسيقى الشعب مع الوطن وليس مع الفاسد، والشعب لن يخون الوطن مهما جرى ومهما حصل.
قاضٍ متقاعد



#سالم_روضان_الموسوي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يسري قانون تعديل الأحوال الشخصية على واقعة الطلاق التي حص ...
- الامام علي وباب خيبر من وحي عيد الغدير
- يوم الغدير عهدً من نبي الإنسانية الى امير الإنسانية
- نطاق سريان قانون التنظيم القضائي واعلوية محكمة التمييز الاتح ...
- مفهوم دعاوى الحسبة في ضوء قرار المحكمة الاتحادية العليا العد ...
- صفات المنافق في رواية صيف سويسري
- (ان تحديد نطاق أي قانون يختص به المشرع ويتصل بالنظام العام و ...
- عندما يكون القانون خطراً اجتماعياً في رأي الفيلسوف (بجارن مل ...
- هل توفر قانون تعديل قانون الأحوال الشخصية على جودة التشريع ق ...
- خضوع القضاء العسكري وقوى الامن الداخلي للقضاء المدني هل يتفق ...
- الامام الرضا (ع) والتكليف الرسمي للمناصب العليا؟ (استذكار وا ...
- هل تسمو الاتفاقية الدولية على احكام القضاء العراقي تعقيب على ...
- الفرق بين استفادة المدعي من القانون وبين تطبيق القانون على ا ...
- الطاغية والمستبد بين حال السلطان العثماني ومخيال الاديب جرجي ...
- هل يختلف التخارج في المال المنقول عن العقار في القانون العرا ...
- من تراث القضاء الدستوري في العراق
- ما هو المركز القانوني للنظام الداخلي للمحكمة الاتحادية العلي ...
- الا يستحي الفاسدون والطغاة من وجه الله؟
- هل تسري احكام قانون حق المؤلف على القوانين والأنظمة؟
- ارتفاع الدخل لبعض الفئات وأثره على تنامي الاجرام، بين المعال ...


المزيد.....




- البيت الأبيض لخامنئي: -عليك أن تحفظ ماء وجهك-
- اثنتا عشر قنبلة على فوردو : كيف أنقذت إيران 400 كغ من اليورا ...
- بعد -نصر- ترامب في الناتو: أي مكانة لأوروبا في ميزان القوى ا ...
- الاتحاد الأوروبي يدعو لـ-وقف فوري- لإطلاق النار في غزة وإسبا ...
- كريستيانو رونالدو يواصل اللعب في النصر حتى 2027
- -نرفض حصول إيران على سلاح نووي-.. القمة الأوروبية: ندعو لفرض ...
- البيت الأبيض يتّهم خامنئي بمحاولة -حفظ ماء الوجه-
- بخيوط من ذهب وحرير أسود.. الكعبة ترتدي كسوتها الجديدة مع بدا ...
- رافائيل غروسي يكشف معلومات مهمّة عن البرنامج النووي الإيراني ...
- ترامب يضغط لوقف حرب غزة ونتنياهو يرى فرصة لاتفاقات سلام جديد ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سالم روضان الموسوي - الشعب لا يخون الوطن أيها السياسي المحترم