هدى زوين
كاتبة
(Huda Zwayen)
الحوار المتمدن-العدد: 8476 - 2025 / 9 / 25 - 21:48
المحور:
حقوق الانسان
منذ أن وُجد الإنسان على هذه الأرض، كان يبحث عن السلام كما يبحث عن الماء والهواء. فالسلام ليس غيابًا للحرب فقط، بل هو حضورٌ للطمأنينة، وتجلٍّ للعدالة، وتجسيدٌ لكرامة الإنسان. لا يمكن لشعب أن ينعم بالسلام إذا كان محروماً من حقوقه، ولا يمكن لأمة أن تتقدم ما لم تُبنَ على أساس من العدل والمساواة.
لقد أثبت التاريخ أنّ العدل هو البذرة الأولى لكل سلام مستدام. فعندما يشعر الإنسان أن حقه مصان، وأن صوته مسموع، وأن جهده مقدّر، تزول أسباب النزاع وتُفتح أبواب التعايش. أما حين يُظلم الإنسان، ويُقصى من حقوقه، فإنّ بذور الفتنة تترعرع، وتصبح الأرض مهيّأة للاضطراب والانقسام.
السلام لا يُمنح من الخارج بقرارات أو مؤتمرات، بل يُصنع من الداخل عبر وعيٍ جماعي، وإرادة مشتركة. هو ثمرة ثقافة تُعلّم أبناءها أن العدالة قيمة لا تُجزّأ، وأن الكرامة لا تُباع ولا تُشترى. لذلك فإنّ بناء السلام يبدأ من المدرسة التي تغرس القيم، ومن البيت الذي يربّي على التسامح، ومن الإعلام الذي ينشر لغة الحوار بدل لغة الكراهية.
لقد دفع شعبنا، بكل مكوّناته القومية والدينية، أثمانًا باهظة نتيجة الحروب والصراعات. واليوم، بات واضحًا أن الطريق إلى المستقبل يمرّ عبر العدالة. عدالة في توزيع الثروات، وعدالة في الحقوق والواجبات، وعدالة في احترام التنوّع. عندها فقط يصبح السلام واقعًا ملموسًا، لا شعارًا مؤقتًا.
إنّنا نؤمن أن الشعوب التي تصنع السلام العادل هي شعوب قادرة على حماية أوطانها من التمزق، وقادرة على تحويل تنوّعها إلى مصدر قوّة. فالسلام الذي يولد من رحم العدالة هو سلام متين، لا تهزّه العواصف ولا تزعزعه المصالح الطارئة.
فلنجعل العدالة دستور حياتنا، ولنجعل من السلام ثمرةً نقطفها جميعًا. ولتكن رسالتنا للأجيال القادمة أنّ السلام ليس خيارًا ثانويًا، بل هو حق أصيل، لا يتحقق إلا بالعدل.
#هدى_زوين (هاشتاغ)
Huda_Zwayen#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟